العدد 5061 - الجمعة 15 يوليو 2016م الموافق 10 شوال 1437هـ

صنقور: الحل لما ابتُلي به الوطن ليس عسيراً... ويحتاج إصغاءً لهواجس الناس

الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد صنقور

بعد توقف دام 4 أسابيع، عادت صلاة الجمعة أمس الى جامع الصادق بالدراز، ورأى الشيخ محمد صنقور أن الحل لما «ابتلي به الوطن» ليس عسيراً، ولا مستعصياً، إذ يحتاج إصغاءً لهواجس الناس وتطلعاتهم، ومد الجسور، وذلك بالتداول والتحاور، بعيداً عن مشاعر الغضب.

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (15 يوليو/ تموز 2016)، في جامع الإمام الصادق بالدراز، أوضح صنقور: «أنَّ التطوراتِ الأخيرةَ التي ألمَّت بالبلادِ وكان وقعُها على النفوسِ والعقولِ وقعَ الصاعقةِ، ذلك لأنَّها مهولةٌ، ولم تكنْ منتظَرَةً، ولم تكن المعطياتُ الموضوعيَّةُ مقتضيةً لوقوعِها، ولأنَّ ارتداداتِها التي قد تنشأُ عنها يَشقُّ على العقلاء التنبأُ بمداها وحجمِ خطورتِها...»

وقال: «إنَّ التعقَّلَ يقتضي بل ويُحتِّمُ المراجعةَ والتروِّيَ وإمعانَ النظرِ في أثَرِ هذه التطوراتِ وتداعياتِها، وحينذاك سنجدُ أنَّ الظروفَ الموضوعيَّةَ لم تكنْ مقتضيةً لهذه التطوراتِ وأنَّ طريقَ الحلِّ لما ابتُلي به هذا الوطنُ ليس عسيراً ولا مستصعباً، فهو ليس بحاجةٍ لأكثرَ من مدِّ الجسورِ والإصغاءِ لهواجسِ الناسِ وتطلعاتِهم وذلك بالتداولِ والتحاورِ، بعيداً عن مشاعرِ الغضبِ، فإنَّ الأوطانَ لا تُساسُ ولا يستقيمُ أمرُها بمثلِ هذه المشاعرِ».

وذكر أن «واحداً من أهمِّ الأسبابِ التي أفضت إلى تعقيدِ الأزمةِ واطالةِ أمدِها، هو فقدانُ الثقةِ بين أطرافِها، وفقدانُ الثقة إنَّما نشأ عن انكفاءِ كلِّ طرفٍ على نفسِه يقرأُ أفكارَ الآخرِ عن بُعدٍ، ويخافُه على نفسِه ومصالحِه، ولو أنَّهم تواصلوا وتحاوروا فيما بينهم لتبدَّدت أكثرُ الهواجسِ والمخاوفِ، وحين تتبدَّدُ المخاوفُ والهواجسُ يكونُ الطريقُ لحلحلةِ الأزمةِ مُعبَّداً وميسوراً.

وأشار إلى أن «ثمة مَن يَروقُ له ولدوافعَ طائفيَّةٍ أو شخصيَّةٍ توسيعُ الهوةِ وتغليظُ الحواجزِ لذلك فهو يعملُ ليلَ نهارَ على التعميقِ من هواجسِ الدولةِ ومخاوفِها، وذلك بالتحريضِ والكذبِ والافتراءِ والتوظيفِ الماكرِ للأزمةِ الطائفية التي تعصفُ بالعالمِ الإسلامي رغم أنَّنا أبعدُ ما نكونُ عن هذه الأزمة، فلا تُعاني بلدُنا من أزمةٍ طائفيَّةٍ».

وأكد أن «الإصغاءَ لهؤلاءِ يُغلقُ كلَّ منفذٍ للحلِّ، وإنَّ عودةَ الثقةِ هي الطريقُ المُفضي لتبدُّدِ كلِّ هاجسٍ تتحسَّبُ منه الدولةُ أو يتحسَّبُ منه الناسُ ويخشونَه، وسبيلُ العودةِ إلى الثقةِ المتبادلةِ لا يخفى على أحدٍ، ولا يضرُّ بمصالحِ الدولةِ ولا يمسُّ من هيبتِها واعتبارِها».

وأضاف «أودُّ التذكيرَ بأنَّ فتحَ جميعةِ التوعيةِ بعد أنْ كانت مغلقةً، أسهم في معالجةِ ما كنَّا عليه قبلَ عقودٍ، وأنَّ جمعيةَ الوفاقِ لم تكن يوماً ما عائقاً في طريقِ معالجةِ الأزمةِ الراهنةِ، بل إنَّ رجالَها بذلوا ما في وسعِهم في طريقِ معالجةِ الأزمةِ، ومازالوا على استعدادٍ كاملٍ للمضيِّ في هذا الطريقِ، فتعليقُ أنشطةِ الجمعيةِ لا يقعُ في إطار الحلِّ للأزمةِ بل يقعُ في إطارِ التعقيدِ لها».

واعتبر صنقور أن «الطامةُ الكبرى التي كان لها وقعُ الصاعقةِ على القلوبِ فهي استهدافُ الشيخ عيسى أحمد قاسم والذي أوحى استهدافُه شعوراً عميقاً بأنَّ الطائفةَ برمَّتها مستهدفةٌ في وجودِها وتأريخِها وهويتِها وشعائرِها».

وتساءل «ما الذي يأخذونَه على هذا الشيخِ الكبيرِ؟ أليس هو من يشهدُ له التأريخُ الطويلُ على حرصِه الشديدِ والمتميِّزِ على السلْمِ الأهلي؟ أليس هو في طليعةِ الدعاةِ إلى الوحدةِ الوطنيَّةِ ونبذِ الطائفيَّةِ؟ أليس هو المؤثرَ الأكبرَ في حمايةِ النهجِ السلميِّ في أحرجِ الظروفِ وأدقِّ المواقفِ المقتضيةِ بطبعِها للإنزلاقِ؟ ألم يكن الداعيةَ والأكثرَ تأثيراً في منابذةِ العنفِ وإدانتِه والتحذيرِ من تداعياتِه؟ ألم يكنْ من أكثرِ الناسِ تأكيداً على ضرورةِ المعالجةِ للأزماتِ بالحوارِ والمصالحةِ الوطنيَّةِ؟ ألم تُسهمْ مواقفُه وخطاباتُه وارشاداتُه لأمنِ واستقرارِ الوطنِ؟ إنَّ حقَّ مثلِ هذا الرجلِ الوطنيِّ بقامتِه الشامخةِ هو التكريمُ والإكبارُ والإجلالُ لشيبتِه وعمقِ تأثيرِه ونصوعِ تأريخِه».

وخلص صنقور إلى أن «القطيعةَ وتعميقَها بمثلِ استهدافِ هذا الرجلِ الوقورِ والمتواضعِ، لن يعودَ بمحصَّلٍ نافعٍ لهذا الوطنِ، وإنَّ الخيرَ كلَّ الخيرِ لهذا الوطنِ وأهلِه يكونُ بالتواصلِ ومعالجةِ الأمورِ على قاعدةِ الدفعِ بالتي هي أحسنُ، فما يبدو عسيراً ومُستصعبَاً سنجدُه ميسوراً وسهلاً بالتواصلِ والتحاورِ والمبادرةِ إلى تعزيزِ الثقةِ وتبريدِ الأجواءِ والإبداءِ لحُسنِ النوايا والتجاوزِ للمشاعرِ الباعثةِ على التشنُّجِ والانفعالِ.

العدد 5061 - الجمعة 15 يوليو 2016م الموافق 10 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 7:53 ص

      إحدى جهات «الفتن» تحرض ضد الشيخ صنقور بسبب صلاته وخطبته مع أنكم جميعاً تقرأون الخطبة وسماحتها وسلميتها وخوفها على الوطن.
      للأسف هذا هو حال الطائفيين الذين يتم تلبية رغباتهم التحريضية للمزيد من التأزيم على حساب باقي المواطنين.

    • زائر 23 | 4:30 ص

      لم تنجح تجربة لربيع عربي في أي بلد من البلدان التي ابتليت بها ابتداءً من تونس حتى مصر فسوريا واليمن وليبيا وبالتالي دعوات التغيير الفوري المستورده أثبتت فشلها ولن يقتنع بها عاقل في البحرين. هذا إذا اعتبرنا ان ما حدث في البحرين ربيع عربي وهو ليس كذلك فقد كانت أنقلاب على شرعية بلد تصدر دول المنطقة بتجربة ديمقراطية تحسدها عليها جاراتها. اعتذروا بدل ......... وضعوا يدكم بيد قادة البلد ......

    • زائر 16 | 4:09 ص

      على الحكماء من الطائفتين التصرف بروح المسئولية
      لايمكن لاي...... في العالم أن يغامر في مسألة أمن الدولة ولكم أسوة في كل الدول المجاورة
      الأمن لا يمكن المساومة عليه
      لابد للجميع من وضع قيادة البلاد أولوية في دعمها ومحاولة اصلاحها من الداخل بالتفاهمات المنطقية وهذا لا يمكن أن يأتي دون وجود استقرار وثقة
      أما المطالب الغير منطقية فهي مرفوضة
      ..........................

    • زائر 12 | 4:01 ص

      ما تريده المعارضة ليس مشاركة بل تهميش النظام وجعله صوريا وهذا ما لا يمكن القبول به من أي نظام حكم في العالم
      البحرين كما دول الخليج لا يصلح لها النظام الشبه جمهوري
      الملكيات أثبتت قوتها وصمودها أمام كثير من التحديات
      المطلوب اصلاحات وهذا لن يأتي بين ليلة وضحاها ....وعدم الثقة القائمة تعني كثير من التأزم ليخرج الجمهور ويؤيد النظام ويرضى باصلاحات معقولة وتوافقية لان البحرين ليست حكرا على طائفة

    • زائر 29 زائر 12 | 5:11 ص

      قلتها بلسانك البحرين ليست حكر على طلئفة معينه يعني المفروض ماتهمش طائفة على حساب طائفة ثانية

    • زائر 9 | 3:48 ص

      زاءر 3.محد يسمعك لو مدت اليد من العقول الناصحة. لما صار هذا كله يارب تحفظ ديرتي البحرين????????

    • زائر 8 | 3:05 ص

      وفقكم الله و سد خطاكم

    • زائر 11 زائر 8 | 3:59 ص

      الموضوع

      الموضوع ليس اعتذار من أحد الي احد وليس شخصي بل إنه شعب يريد أن يكون له دور فعال في سياسة البلد

    • زائر 5 | 2:31 ص

      دوركم يا علماء الصلاح في الاصلاح

    • زائر 4 | 2:30 ص

      الحكيم من يضع الأمور في مكانها الصحيح، وهذا هو حال العلماء في اتباع قوله تعالى (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، والصحيح أن يسعى الجميع للتهدئة والسلم والإصلاح لا عن ضعف قوة بل عن قوة عقل ومنطق وأخلاق وحب للوطن وأهله.
      اللهم اجعل هذا البلد آمنا.

    • زائر 3 | 2:28 ص

      يالله يا شيخ قدمو اعتدار لجلاله الملك والى الامير خليفه وتاسفو منهم علشان تعتدل البلد ونعيش عيشه الهنا حبو الملك حطو ايدكم بيده كل شى بيسوي اليكم صدقوني يا تره الملك يحب شعبه والملك كريم انا اخوكم ....

    • زائر 6 زائر 3 | 2:43 ص

      لايتوجب على أحد الإعتذار من أحد .. الموضوع ليس شخصي ... انما هي مشكلة حصلت تتأذى منها فئة كبيرة من المواطنين ويعاقب عليها الجميع .... ويكمن حل المشكلة فيما تفضل الشيخ بالتحاور والتفاهم وتقبل الطرف الآخر وإعطاء كل ذي حق حقه.

    • زائر 15 زائر 6 | 4:08 ص

      ليس منا من لا يُخطئ، وليس منا من هو معصوم، فالخطأ وارد من الصغير والكبير، من العالم والعامي، إلا أن أصناف الأخطاء تتفاوت فيما بينها، فخطأ العالم ليس كخطأ العامي، وخطأ الكبير ليس كخطأ الطفل الصغير، وكذلك خطأ المسؤول ليس كخطأ غيره، فحجم الخطأ يترتب عليه من الضرر حجم المنصب الذي يتولاه صاحبه.
      فليس من العيب الاعتراف بالخطأ، فمن سمات الرجال الأكابر البعد عن تبرير أخطائهم والمسارعة إلى الاعتذار، وعدم المجادلة بالباطل في الأمور التي ظهر فيها خطؤهم.
      فالاعتراف بالخطأ أطيب للقلب وأدعى

    • زائر 13 زائر 3 | 4:01 ص

      اهم شيء بصدق

      اهم شيء بصدق وبدون تقية .

    • زائر 1 | 10:44 م

      اللهم اصلح امور المسلمين جميعا بحق محمد وآل محمد

اقرأ ايضاً