العدد 5064 - الإثنين 18 يوليو 2016م الموافق 13 شوال 1437هـ

غريب عوض يُترجم «إعادة تصوُّر عولمة الثقافة» لستيفن ماجو

«البحرين الثقافية» في عددها الخامس والثمانين...

غلاف العدد الخامس والثمانين
غلاف العدد الخامس والثمانين

حفل العدد الجديد من مجلة «البحرين الثقافية في عددها الخامس والثمانين»، لشهر يوليو/ تموز 2016، بأوراق بحثية متنوعة وكذلك النصوص، ربما أكثر ما يلفت فيها ترجمة الكاتب البحريني غريب عوض لـ «إعادة تصوُّر عولمة الثقافة» للأستاذ في جامعة همبتون، ستيفن ماجو، نستعرض هنا أهم ما اختتمته الدراسة التي وردت في الترجمة، بإشارة ماجو إلى أنه على المستوى العالمي، انتفعت الثقافات على نحو متزايد بالتكنولوجيا الحديثة، وبالتطورات الأخرى عندما تبنَّتْها وأدمجتها مع أفضل الممارسات، التي مكَّنت الاتصالات المحلية في الدولة باللغات الأجنبية، داعمة بذلك العولمة من جهة، ولكنها عملت كذلك على توطين وشخصنة مصادر المعلومات العالمية للاستخدامات المحلية، وكذلك تطبيق مصادر المعلومات هذه على الأوضاع المحلية على المستويين المحلي والعالمي.

«فالقول إن العالمي أصبح محلياً، وإن المحلي أصبح عالمياً قول صحيح؛ إذ تؤثر العولمة في التجارة المحلية والعالمية وفي الاستجمام والترفية والتسلية، وفي جوانب أخرى من التفاعل البشري، وتقدم تجربة فردية غنية وتعطي فرصة للأفراد ليتفاعلوا مع عمليات العولمة بطريقة شخصية جداً».

تفكيك العقل الوطني

كتب افتتاحية العدد المصري أحمد الخميسي، وحملت عنوان «البحث عن بلادنا»، وربما يكون أهم ما ورد فيها تطرقه إلى ما جرى من تفكيك للعقل الوطني، على المستوى السياسي «بفتح المدفعيات الثقيلة نيرانها على مفاهيم التحرر من التبعية الاقتصادية والسياسية»، مستبقاً ذلك إشارته إلى واقع الأمة العربية، والتحولات التي طرأت، نسفاً لوحدته حتى على مستوى المفهوم، لأنه لا يوجد ما يمكن الحديث عنه فيما يتعلق بشاهد ماثل لتلك الوحدة التي أمعنت في حال من تمزقها الداخلي.

إغلاق الحدود، تظل أبسط السمات والشواهد لوأد مفهوم الوحدة نفسه، ويظل السوريون الذين يشكلون ندوباً على خريطة المنافي، في اتجاه العالم الآخر، دون أدنى محاولة لطرق الأبواب العربية التي يعرفون سلفاً أنها لن تطيق وجودهم. ثمة يقين بعدوى القلاقل راسخ لدى بعض تلك الدول، والمهاجرون أو اللاجئون هم في نهاية المطاف حطب ووقود تلك القلاقل التي لا تريد تلك البلدان أن تعاد سيناريوهاتها في بلاد مازالت تعتقد أنها بمنأى عما يدور من فوضى في العالم من حولها.

كما يستحضر الخميسي، وضمن المفهوم نفسه (تفكيك العقل الوطني)، الكثير من الشواهد، عبر انحراف جلِّي لمفهوم الديمقراطية، إما استغلالاً في مراحل تسويقه إلى بلدان لا يجب أن تكون مستقرة، كي تشيع فيها الفوضى باسم تلك القيمة، وإما سوء استغلال وطني له من قبل بعض الحركات والتيارات الدينية وغيرها، في محاولة للانقضاض على المجتمع المدني والحياة عموماً باسم صناديق الاقتراع.

الإنجاز الإبداعي للقاص عبدالملك

الكاتب البحرين جعفر حسن، شارك بورقة تناول فيها الإنجاز الإبداعي للقاص والروائي البحريني محمد عبدالملك، والذي يعد من رواد الواقعية النقدية في مجال القصة القصيرة والرواية في مملكة البحرين. جانب مما تضمنته الورقة استدعاء لقراءات وشهادات تناولت أعمال عبدالملك، مع استنطاق للكثير من مرموزات عدد من قصصه.

الناقد والروائي المصري منير عتيبة، ساهم بورقة حملت عنوان «الإيقاع التأملي في السرد وأثره في التلقي... قراءة شخصية في رواية (القناص) لزهران القاسمي»، نموذجاً لإيقاع مثل ذلك السرد، واثر ذلك على التلقي.

يصل عتيبة في نهاية ورقته إلى أن التقنيات التي استخدمها القاسمي في الرواية على مستوى البناء واللغة، وأدوات الحكي البصرية المختلفة مع عناصر التلقي لدى كاتب المراجعة (عتيبة)، عمدت إلى ضبط إيقاع التلقي ليكون متوافقاً مع إيقاع السرد.

الباحثة البحرينية أمينة الفردان في ورقتها «الدلالات اللونية في الأدب البحريني»، تتكئ في وقوفها على الدلالات تلك على الجانب الأنثروبولوجي، من خلال عينة من الكتَّاب والكاتبات في البحرين، بدءاً من «ذاكرة الطين» للقاص والروائي حسين المحروس، وخصوصاً في توظيفه للونين الأبيض والطين (قميص الفتاة)، ولون الطبيعة المتمثل في الطين،

«والدلالة التي نقرأها في المزاوجة آنفة الذكر تدخل في باب البدايات الأولى التي يخطوها الإنسان»، «استشهاداً بمقاطع من القصة المذكورة «الحرارة ترتفع في يدي والطين بدأ يعرق ويتعب... أوقفت الدولاب وعدت إلى أوراقي لأكتب رغبة الطين في التخلق قبل أن يصير صلصالاً في شكل لا يعرف نفسه (...)». كما تتناول ورقتها، وتحت عنوان «اللباس الشعبي البحريني برمزيته اللونية (الأسود والأخضر)»، قصة «رداء الخطوة - امرأة الصباح» لفضيلة الموسوي؛ حيث اللباس الشعبي للمرأة في القرية البحرينية». ومن بين الكتاب الذي وظفت نماذج من قصصهم: إبراهيم الدوسري «المقام المرصَّع باللآلئ والمرجان»، حيث ترى فيها تأثير البيئة البحرينية، مع اشتغال على تمرير مضمون سياسي. وأحمد المؤذن في قصته «بيت الحسين»، والذي يختزل مصطلحاً محلياً في القرية البحرينية «مأتم الحسين»، حيث اجتماع اللون الأسود «متحداً مع لغة الدموع والألم»، مشيرة إلى أن المؤذن في هذه القصة «يسلط الضوء على الحالة الطقوسية اليومية لبداية موسم عاشوراء»، سارداً «طبيعة الجو الماثل أمامه بكل تفصيلاته انطلاقاً من عيني طفل يكتشف بفضوله طبيعة المشهد».

فرادة الترجمة... المصطلح السردي

الباحث الجزائري سيدي محمد بن مالك، جاءت مساهمته في العدد بورقة حملت عنوان «فرادة الترجمة العربية للمصطلح السردي المعاصر»، تضمنت بحثاً في عدد من الإصدارات العربية، التي قدمت مقاربات دقيقة في النقل والتوظيف، استحضاراً للمصطلح السردي «باعتبار أن محور النقد الأدبي المعاصر هو السرد وأنواعه وأنماطه، مفتاح لفهم معرفية النقد العربي المعاصر التي تعتبر، عموماً، انعكاساً لمعرفية النقد الغربي في صوغها للمبادئ والأسس النظرية ووضعها للمصطلحات - الأدوات التطبيقية». متوصلاً في خلاصة ورقته إلى أن واقع ترجمة المصطلح السردي المعاصر، يثبت عكس ما يدعو إليه المشتغلون بالسرد والمترجمون والنقاد العرب، ويبتغونه من وجوب تنسيق الجهود وتنظيمها في ميدان السرديات؛ حيث يعرف المصطلح اضطراباً كبيراً؛ بسبب انعدام التواصل العلمي بين المهتمين بالسرد اشتغالاً وترجمة».

كما احتوى العدد مساهمات كل من: الباحث والأكاديمي المغربي صالح لبريني بـ «الإبدال الشعري... قراءة في تجربة محمود درويش الشعرية»، الكاتب البحريني رسول درويش بـ «مصائر (كونشرتو الهولوكوست والنكبة)»، أحمد عفيفي بـ «هاروكي موراكامي؛ الطاغية الإمبراطوري... إعصار ياباني؛ يضرب الأدب العالمي بعمق»، محمد عطية بـ «أصداء السيرة الذاتية والوعي الحاد بالحياة»، شيراز بلعبرية بـ «الخطاب الواصف وإشكالية المعنى في (طقوس الليل)» لفرج لحوار.

وفي بابا الفنون: «تاركوفسكي... عن الصور التي ورثناها»، ترجمة أمين صالح، «(الأم الثانية)... المرأة لا تخسر معركتها» لشريف صالح، «شدة الألم لا تترك لي مجالاً للتفكير» لعبدالله السعداوي، «مسرح فاسيلييف من المختبر إلى الدير» لفاضل الجاف، «لوحات بوسعد ستبقى طويلاً في ذاكرة الأجيال البحرينية»، لفيصل عبدالحسن، و «المسرح والعلامات»، لأحمد شرجي.

وشارك في باب النصوص كل من: علي عبدالله خليفة، بتول حميد، منال العويبيل، أحمد العلوي، عبدالحميد القائد، بلال المصري، مهدي عبدالله، مازن أكثم سليمان، أشرف قاسم، سلامة الصالحي، أميرة الوصيف، علاء أبوعواد، عماد الدين موسى، ماجد عبده، وعبدالعزيز الموسوي، إضافة إلى باب مراجعات الكتب.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً