العدد 5066 - الأربعاء 20 يوليو 2016م الموافق 15 شوال 1437هـ

مجموعات القِراءة Reading Groups

جاسم الموالي feedback [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هي تَجَمُّعٌ لمجموعة من الناس بهدف قِراءة كتاب ما، ومناقشة محتوياته، وهي من الأنشطة الشائعة في العالم المتقدم والتي نفتقدها في عالمنا العربي، وقد انتشرت هذه الفكرة في الغرب بعد تقديمها من خلال برنامج الإعلامية - الأميركية من أصل إفريقي - أوبرا غايل وينفري (Oprah Gail Winfrey)، حيث كانت تظهر على شاشة التلفزيون في الولايات المتحدة الأميركية مرة كل شهر وبيدها كتاب ما، فتخاطب الجمهور من جميع أنحاء العالم، وتطلب منهم شراء الكتاب وقِراءته ومن ثم مراسلتها بآرائهم بشأنه، ليتم اختيار أربعة أشخاص منهم تتم دعوتهم - على نفقة البرنامج - لحضور لقاء تلفزيوني مع الإعلامية أوبرا وينفري ومع مؤلف الكتاب نفسه، فيدور الحديث بشأن الكتاب، وتجربة المؤلف، وتعليقاتهم وآرائهم بشأن أفكار الكتاب وطروحاته.

وفي بلداننا الخليجية دعا إلى هذا النوع من النشاط، ومارسه الطبيب البشري الكويتي ساجد بن متعب العبدلي في كتابه - اقرأ ... كيف تجعل القِراءة جزءًا من حياتك - وهو دليل مختصر لكيفية جعل القِراءة جزءًا من حياتك، وما مجموعات القِراءة، وما فوائدها.

وقد طُبِِّقَ هذا النشاط في بعض المدارس في سلطنة عُمان، فهل تتبنى المدارس والكليات عندنا في البحرين هذه الفكرة؟

وتقوم فكرة مجموعة القِراءة على أن تتفق مجموعة من الأشخاص - ما بين 4 و12 شخصًا - على اختيار كتاب مُعيَّن، وأن يقوم كل فرد من المجموعة بقِراءة الكتاب لوحده وفي وقته الخاص وفي المكان الذي يختاره لنفسه، ومِنْ ثَمَّ تجتمع المجموعة في جلسة يتم تحديد موعدها وفق ما تراه المجموعة أو يقرره مديرها، وذلك لمناقشة ما جاء في الكتاب من أفكار ورؤى ومعلومات.

ونحن بدورنا نقترح أن يُختار كتابٌ إلكتروني حتى يتيسر لجميع أعضاء المجموعة الحصول على نسخة منه، كما تكون التكلفة قريبة من الصفر تطبيقًا لإحدى ركائز مفهوم التطوير الياباني كايزن -Zero Cost-.

ومن المفترض أن يحضر المشاركون إلى الاجتماع وقد قرأوا الكتاب ودَوَّنوا وجهات نظرهم بشأن الكتاب وما أثاره عندهم من تساؤلات وملاحظات، ليقوموا بطرحها في الاجتماع بغرض مناقشتها، ومِنْ ثَمَّ الاستماع إلى وجهات نظر المشاركين الآخَرين بخصوصها.

ولمجموعة القِراءة أهداف (فوائد) عدة من بينها؛ جَعْل القِراءة جزءًا أساسيًّا من حياة المشاركين في المجموعة ومِنْ ثَمَّ مَنْ حولهم ومتابعيهم، والهدف الثاني هو إكساب المشاركين مهارات الحوار والنقاش وكيفية عرض أفكارهم والدفاع عنها، وثالث الأهداف المرجوة من هذا النشاط هو تعلم القدرة على ضبط النفس والإنصات الجيد لما يطرحه الآخرون من أفكار وإن اختلف المشاركُ معها، أما رابع الأهداف فهو تكريس عادة الالتزام بالمواعيد، حيث سيجد المشاركُ في هذه المجموعة نفسَه مضطرًا إلى قِراءة الكتاب المُختار قبل الموعد المحدد لجلسة المناقشة، وكذلك ملتزمًا بالحضور للجلسة في الوقت المحدد.

والهدف الأهم لمجموعات القِراءة هو المعرفة المكتسبة من قِراءة الكثير من الكتب بشكل دوري ومنتظم، ما يزيد من حصيلة المشارك في المجموعة من تراكم معرفي.

ولعلّ القارئ الكريم يستطيع إضافة بعض الأهداف والفوائد من هذا النشاط الذي ندعو له ونشجعه ونتمنى أن ينتشر في مجتمعنا.

ويمكن تكوين مجموعات قِراءة متخصصة مثل مجموعة القُراء الإداريين، أو الاقتصاديين أو غيرها من التخصصات المختلفة، سواءً في العلوم أو الفنون أو الهوايات أو المِهن. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ما رأي القارئ الكريم بإنشاء مجموعة القُراء الأكاديميين أو التربويين أو القانونيين أو المحاسبين أو المصرفيين أو العقاريين أو المؤرخين أو الأدباء أو المهتمين بالتنمية البشرية أو المتخصصين في العلاقات العامة أو غيرها من نواحي المعرفة التطبيقية؟

ويمكن عقد مجموعات قِراءة نسوية أو ذكورية أو مختلطة وفقاً لما يرى مؤسِسُ المجموعة من مصالح واعتبارات، كما يمكن عقد مجموعات قِراءة للأطفال ضمن فئات عمرية متقاربة، لغرس حب القِراءة فيهم وتعليمهم أدب الحوار بشكل علمي عملي تطبيقي وليس نظريًّا.

ولا بد في ختام هذا الجزء الأول من المقالة أن نشير إلى أنه يجب اختيار شخص من المجموعة المشاركة لإدارة الحوار في مثل هذه الجلسات، ففي الجزءين الثاني والثالث من هذا المقالة سنعرض -بإذن الله- لصفات المدير الناجح لجلسات مجموعة القِراءة، وطُرُقِ اختيار هذا المدير، وكذلك كيفية تكوين مجموعات القِراءة وعدد أعضائها، ومعايير اختيار أعضاء مجموعة القِراءة، وترتيبات عقد جلسة الحوار ومدتها ومكان عقدها، وفترات عقد جلسات النقاش، وهل يسمح بحضور الضيوف أم لا، إضافة إلى معايير اختيار كتاب للقِراءة والنقاش لجلسات مجموعة القِراءة، والتحديات والعقبات التي قد تنشأ خلال جلسات مجموعة القِراءة، واقتراح مجموعة من الكتب للبدء بها في مجموعات القِراءة فإلى اللقاء في الجزء الثاني من هذه المقالة.

وختامًا فإن لي وطيد الأمل في أن يَنبري في كل مدينة وقرية من قرى البحرين ومدنها فردٌ فيقوم بتأسيس مجموعة للقِراءة لتستفيد المنطقة من ثمار هذا النشاط، ويساهم في رفع المستوى الفكري لأبناء البحرين، فهل أنت أيها القارئ الكريم من سيقوم بهذا؟ كما يمكن للمؤسسات الثقافية والفكرية والمنتديات العلمية تبنّي هذه الفكرة ورعايتها.

إقرأ أيضا لـ "جاسم الموالي"

العدد 5066 - الأربعاء 20 يوليو 2016م الموافق 15 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 10:51 م

      فكرة جميلة لكن الأجمل أن يقترن التنظير بالتطبيق وأقصد هنا ما نتعلمه من القراءة في مختلف المجالات يجب أن يوثق الصلة بيننا وبين قيمنا ومبادئنا فيرتبط ويقترن التنظير بالتطبيق لا أن يكون التنظير في واد وممارساتنا وسلوكياتنا في واد آخر خصوصا ما يتصل منها بالمعاملات فمهما حاولنا الظهور بمظهر القادة المفكرون اللامعون في سماء الثقافة والمعرفة والإطلاع فإن هذه المحاولات ستقتلها سلوكياتنا ومعانلاتنا الظالمة. يمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت وبعض الناس كل الوقت.

    • زائر 8 | 7:14 م

      فكرة قديمة ومطبقة حتى في المدارس شكل الكاتب خارج من عزلة اوماله علاقة بمجتمعنا

    • زائر 7 | 4:28 ص

      طبقنا هذه الأستراتيجية مع مجموعة كبيرة و هي مفيدة جداً

    • زائر 6 | 3:15 ص

      فكرة

      فكرة رائعة ومن أبرزها تبادل الأفكار والمفاهيم وجعل القراءة جزء من حياتنا اليومية.

    • زائر 5 | 1:35 ص

      قد نعجز أحياناً التّعبير عن الشّكر و الامتنان لأشخاص فعلوا الكثير لأجلنا ولا زالو يفعلون الكثير،
      إليك يا من كان له قَدَم السّبق في ركب العلم والتّعليم، إليك يا من بذلتِ ولم تنتظر العطاء، إليك أُهدي عبارات الشّكر والتّقدير.
      تلوح في سمائنا دوماً نجوم برّاقة، لا يخفت بريقها عنّا لحظةً واحدةً، نترقّب إضاءتها بقلوب ولهانة، ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّ ساعة فاستحقت وبكلّ فخر أن يُرفع اسمها في عليانا.
      أخوك لأمك وأبوك

    • زائر 4 | 12:40 ص

      فكرة طيبة ما أروعها لو نقوم بتطبيقها !

    • زائر 3 | 11:47 م

      الظاهر إن الكاتب البحريني غافل عن مشاريع القراءة الموجودة في البحرين وهي في إزدياد .
      كما إن البحرين كانت سباقة في مشاريع مجموعات القراءة كـ نادي البحرين للكتاب وعصبة القراءة.
      كما إن جمعية" كلنا نقرأ" أبرز مشروع لمجموعات القراءة .. وكذلك مجموعة القراء البحرينيون هي الأبرز والأحدث والأشمل !

    • زائر 2 | 11:37 م

      فكرة ممتازة وانا من المستعدين ان توفرت الأرضية الكاملة لهذه الفكرة للمشاركة فيها والسعي لتنميتها وتطويرها ودعوة الناس إليها

    • زائر 1 | 10:35 م

      فكرة رائعة...

اقرأ ايضاً