العدد 5072 - الثلثاء 26 يوليو 2016م الموافق 21 شوال 1437هـ

نافذة تواصل تؤذي العين

تحاصر مدى البصر، تقلصه، تحبسه في مساحة لا تتجاوز الأمتار. تضيق وتضيق لبضعة سينتمترات، ثم تفتح المدى لمسافة أمتار. معها لا تستطيع العين التحليق نحو الأفق الأوسع فتضعف مع الوقت من تأثير اشعاعاتها وتتعود على رؤية القريب ويصعب عليها مشاهدة البعيد.

الشاشات اليوم أصبحت من ضرورات الحياة فهي القناة الأبرز للتواصل والاتصال التي تنفذ رسائلها للعقل من خلال العين. فمهام أغلب الأعمال المكتبية لا تتم إلا من خلال شاشة الحاسب الآلي، والإعلانات تسللت من الأوراق والمطبوعات لتتصدر الشاشات في المجمعات التجارية والشوارع. وشاشة التلفزيون سيدة الشاشات التي تشخص إليها أبصار الصغار والكبار، وجاءت الشاشات الذكية لتتربع على عرش إمبراطورية التواصل البصري.

الإتصال البصري مع الشاشات أصبح مجهداً للعين فمع الوقت يفقد الشعور الفوري بما يصيب العين من اجهاد أو تعب أو غيرهما، ويطلق على ذلك «إجهاد العين الرقمي» وهو أحد أمراض العصر الحديث الذي يصيب العين بالجفاف، وحك العينين، وفي نهاية اليوم يحس الفرد بضبابية الرؤية.

ويتهدد خطر إجهاد العين الرقمي ما يقرب من 95٪ من الأمريكيين، وفقاً لتقرير جديد أصدره مجلس الرؤية في يناير الماضي لمعرفة الوقت يقضيه المشاركون في البحث أمام الشاشات وكيف يؤثر عليهم.

ووجد التقرير أن حوالي 30 % من البالغين يقضون تسع ساعات في اليوم يبحثون في الشاشات، وأكثر من 60 % يقضون أكثر من خمس ساعات يومياً في النظر في الشاشات، ومايقارب من 95 % يتعرضون لأكثر من ساعتين يومياً للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن التعرض للضوء الأزرق لمدد طويلة له آثار مريعة، فالضوء الأزرق يصل بعيداً في شبكية العين، ويمكنه التسبب في نهاية المطاف بأضرار ومشاكل في الرؤية. وتشترك أغلب الأضواء في ذلك لكن الضوء الأزرق يستحوذ على الحصة الأكبر من تلك المشاكل.

وتشير أبحاث أخرى إلى أن الامتصاص المستمر للضوء الأزرق على مدى فترات طويلة من الزمن - وخصوصا مع جرعات أكبر من المعتاد من الوقت – يتسبب في الضمور البقعي وإعتام عدسة العين.

وأشار إلى أن حوالي 25 ٪ من الأطفال يقضون أكثر من ثلاث ساعات يومياً أمام الشاشات. وخلص التقرير إلى أن عوامل الخطور التي تصيب العين من الآثار الطويلة الأجل لهذا الوقت مرتفعة.

أمام الحصار المحكم والمدمر على العين اقترح مختصون أساليب وخطط للتعامل مع الإتصال البصري بالشاشات والحد من إجهاد العين، منها:

فتح وإغلاق العين:

تتحكم العين بمقدار السوائل فيها بشكل آلي عن طريق فتحها وغلقها. ولكن التحديق في الشاشات لفترة يبرمج العقل على تعطيل أو التقليل من فتح وغلق العين فيساهم ذلك في إصابتها بالجفاف.

لذا عود نفسك على فتح وغلق العين لترطيبها وتجنيبها الجفاف.

زيادة حجم النص عند الحاجة:

التحديق في نص صغير وفي هذه الحال تضيق المسافة بين الوجه والشاشة مما يهدد الشخص بالإصابة بالحول، والذي يؤدي بدوره إلى التعب والصداع.

وأفضل طريقة لتجنب ذلك زيادة حجم النص وتباين الألوان لجعل الامور أسهل للقراءة.

قاعدة 20-20-20:

ما يعرف بقاعدة العشرين تساهم بشكل كبير في تحريك وتنشيط عضلات العين، فبعد 20 دقيقة من العمل (على شاشة الحاسوب)، خذ 20 ثانية للنظر في شيء يبعد 20 قدماً.

وهنا تضمن تحرك عضلات العينين وتفك وضع الجمود عبر التركيز على أشياء مختلفة، بعكس التحديق لمدد طويلة في الشاشة ثم الإنتقال للنظر لأشياء أخرى يصعب على العين التكيف بسلاسة مما يسبب ضبابية الرؤية في نهاية اليوم.

الحد من التعرض إلى الضوء الأزرق الفاتح:

قد يبدو الأمر صعباً لكن ببساطة خذ فترات راحة من التواصل مع الشاشة، وقم ببعض الأعمال المكتبية الأخرى غير تلك المتعلقة بالحاسوب. زود حاسبك بمرشحات تقلل من الإضاءة، استخدم تطبيقات تعمل على منع بعض الضوء الأزرق.

إضاءة الشاشة:

احرص على ضبط إضاءة الشاشة لتتناسب مع المكان.

تستحق تلك النصائح أن تجرب للحفاظ على البصر لأطول مدى ممكنة في عصر الشاشات.

العدد 5072 - الثلثاء 26 يوليو 2016م الموافق 21 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً