العدد 5079 - الثلثاء 02 أغسطس 2016م الموافق 28 شوال 1437هـ

ريو تستقبل ضيوفها بالحارة الأولمبية والأمن المكثف ومشكلة اللغة

ابتسامة ترتسم على شفاه ووجوه الجميع في المطار والمنشآت الرياضية وأماكن الإقامة لم تستطع أن تخفي حالة القلق والترقب التي تسود الجميع في ريو دي جانيرو مع بدء العد التنازلي للساعات الأخيرة قبل انطلاق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016).

رغم الجهود المكثفة التي يبذلها المنظمون في ريو دي جانيرو منذ استقبال الوفود المشاركة والإعلاميين والضيوف لحظة وصولهم إلى مطار ريو دي جانيرو، لم تستطع كل هذه الجهود أن تخطف الأضواء بعيدا عن التأهب الأمني الملحوظ الذي يستطيع كل من في المدينة البرازيلية العريقة مشاهدته.

وعلى رغم أنها ليست المرة الأولى التي تحظى فيها العملية الأمنية باهتمام بالغ من قبل المنظمين في الدورات الأولمبية حيث أصبح عنصر الأمن في قمة أولويات المنظمين بالنسخ الأخيرة من الدورات الأولمبية، تبدو الاستعدادات الأمنية في ريو أكثر منها في النسخ الماضية بل إنها تبدو أكثر اهتماما بالتفاصيل.

وكانت البرازيل خصصت ميزانية ضخمة للعملية الأمنية في ظل التهديدات الإرهابية من جهات مختلفة يتقدمها تنظيم داعش، كما يشارك في تنفيذ العملية الأمنية نحو 85 ألفا من رجال الشرطة والجيش وأفراد الأمن في مختلف المواقع.

ولا يظهر مدى قلق المنظمين من التهديدات الإرهابية في هذه الميزانية الضخمة والحجم الهائل للقوة الأمنية المشاركة في تأمين الدورة فحسب وإنما يظهر هذا بوضوح في كيفية تنفيذ العملية الأمنية التي لا تقتصر على تأمين المنشآت الرياضية وإنما تمتد إلى مختلف الطرق والميادين خاصة تلك المؤدية إلى المتنزه الأولمبي في بارا والذي يشتمل على قرية اللاعبين والعديد من المنشآت التي تستضيف فعاليات الدورة الأولمبية.

وتحرص الدوريات الأمنية المتحركة على أن تجوب الطرق والميادين خاصة القريبة من المتنزه الأولمبي فيما لا تتردد النقاط الأمنية المنتشرة بكل مكان في إيقاف الدراجات النارية وكذلك بعض السيارات لتبديد أي مخاوف من وجود عناصر متشددة أو إرهابية على متن هذه المركبات.

كما تتواجد الدوريات الأمنية داخل المنشآت الرياضية المختلفة وكذلك بجوار المركز الصحفي الرئيسي ومركز البث التلفزيوني لكونهما من أكثر المناطق التي تكتظ بالإعلاميين من مختلف الجنسيات في كل أنحاء العالم مع تطبيق عملية الكشف الإلكتروني بكل صرامة على جميع الإعلاميين وحقائبهم خلال ارتيادهم مختلف المنشآت الرياضية في ظل هذا الهاجس الرهيب الذي يسيطر على الجميع من منظمين ومواطنين في ريو خشية التعرض لهجمات إرهابية.

ويؤكد فيكتور أحد العاملين في الخدمات المعاونة مع المتطوعين لخدمة الأولمبياد: "لا نخشى تأثير فيروس زيكا، وكل ما نخشاه هو التهديدات الإرهابية... فيروس زيكا ليس مشكلة خاصة وأننا في فصل الشتاء ومن الممكن التغلب على تهديداته الضعيفة بالإجراءات الوقائية ولكننا نضع ألف حساب للناحية الأمنية".

ويقول زميله ألكسندر : "التهديدات الأمنية تثير قلق الجميع في ريو لأننا لا نعلم من أين تأتي... الإجراءات الأمنية المكثفة توحي بالاطمئنان ولكن ما حدث في أوروبا خلال الشهور القليلة الماضية يجعل الجميع في حالة ترقب وقلق".

ورغم التكثيف الأمني في كل مكان والذي يؤكد مدى الاهتمام من قبل المنظمين ، يستطيع الزائرون أن يكتشفوا بسهولة عدم اكتمال استعدادات مدينة ريو لاستضافة مثالية حيث تظهر قطع البلاط الإسمنتية داخل أغلفتها في العديد من الطرق لتؤكد التأخير في بعض الاستعدادات داخل وخارج المنشآت الرياضية.

ورغم التعرجات الواضحة في أرضية العديد من الطرق المؤدية من المطار إلى المتنزه الأولمبي، تبدو "الحارة" الأولمبية التي خصصها المنظمون لسير جميع المركبات التي تخدم الوفود المشاركة والإعلاميين بمثابة كلمة السر في حالة الارتياح التي بدأت تسود الزائرين لريو من مختلف الجنسيات.

وبددت هذه "الحارة" الأولمبية التي تنطلق فيها مركبات خدمة الأولمبياد مخاوف المشاركين في الدورة من رياضيين ومسؤولين وإعلاميين من أن يصبحوا أسرى للازدحام المروري.

وأكد البعض ممن وصلوا إلى ريو قبل أيام أن الرحلة من المتنزه الأولمبي على سبيل المثال إلى منطقة كوبا كابانا التي تشهد عددا من منافسات الأولمبياد كانت تستغرق نحو أربع ساعات رغم أنها لا تزيد على 22 كيلومترا فيما تستغرق حاليا نحو 45 دقيقة بفضل السير في "الحارة" الأولمبية.

ونظرا لعدم وجود فاصل بين هذه "الحارة" الأولمبية والطريق العام، فرضت السلطات غرامة مالية كبيرة تبلغ 1600 ريال برازيلي (أكثر من 400 يورو) على كل من يخالف التعليمات ويسلك هذه الحارة دون أن يكون من مركبات خدمة الأولمبياد.

ومع اقتراب ساعة الصفر لافتتاح الأولمبياد، وتزايد عدد الوافدين على ريو للمشاركة في الأولمبياد أو متابعة فعالياته، تفاقمت نفس المشكلة التي سبق وأن ظهرت خلال بطولة كأس العالم 2014 والتي تتعلق باللغة.

وما زال الزائرون يعانون بشدة في التعامل مع البرازيليين سواء كانوا من المتطوعين أو البائعين أو مقدمي الخدمات في كل مكان حيث يصعب إيجاد شخص يتكلم لغة غير البرتغالية وهو ما يمثل عائقا هائلا في التواصل والتفاهم بين المنظمين والزائرين.

ويتطلب هذا الغياب الواضح للمتطوعين الذين يتقنون اللغات الأخرى غير البرتغالية لجهد مضاعف من الطرفين للتواصل والتفاهم والذي بدا قاصرا في معظم الأحوال على لغة الإشارة أو التشابه في بعض الكلمات بين اللغات المختلفة وأحيانا من خلال الترجمة على البرامج الإلكترونية.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً