العدد 5082 - الجمعة 05 أغسطس 2016م الموافق 02 ذي القعدة 1437هـ

فيلم «وداد» العام 1939 يؤرِّخ البداية الحقيقية لحركة السينما

سرحان في الجزء الأول من ملف «تاريخها» في البحرين...

من اليمين: إبراهيم الدوسري وضيف الأمسية منصور سرحان
من اليمين: إبراهيم الدوسري وضيف الأمسية منصور سرحان

شهد العام 1939، البداية الحقيقية لانطلاق حركة السينما في البحرين، بعرض فيلم «وداد» لأم كلثوم، وحظيت هذه التجربة بمشاهدة من الملك عبدالعزيز آل سعود خلال زيارته إلى البحرين وحقَّق الفيلم صدى كبيراً وقتها.

جاء ذلك في الجزء الأول من محاضرة تناولت ملف «تاريخ السينما في البحرين»، نظَّمتها اللجنة الثقافية بأسرة الأدباء والكتَّاب مساء يوم الأحد الماضي (31 يوليو/ تموز 2016)، في مقرها بمنطقة الزنج؛ حيث أدارها الكاتب والباحث إبراهيم راشد الدوسري. وتطرَّق الباحث سرحان إلى البدايات الأولى لجلب المادة الفيلمية السينمائية إلى البحرين، والتي كانت سبَّاقة في هذا الجانب، قبل أن تتعرَّف الدول الخليجية على السينما، من خلال عرض الأفلام المتحرِّكة غير الناطقة وباللونين الأسود والأبيض، والتي كانت تعرض في دار للسينما مُشيَّدة بسعف النخيل في موقع مبنى المحكمة السابق، وقد كانت تلك المنطقة مملوءة بالمقاهي التي يرتادها الناس وهم ينتظرون عودة السفن والأهالي من رحلات الغوص، وكان لمحمود الساعاتي دور في جلب السينما، ووضع الصالة التي كانت تحوي 30 مقعداً فقط، بتذاكر دخول كان سعرها آنذاك «آنتين» (الربية 16 آنة)، كما كان للساعاتي وهو وكيل الأسطوانات المبادرة في إقناع الفنان محمد بن فارس في تسجيل أغانيه على الأسطوانات في بغداد العام 1930.

وتناول الباحث في الأمسية مشوار السينما الممتد إلى اليوم، وما شهده من تطور وتنوع ومعارضة في بادئ الأمر، وقبول واستحسان واسع فيما بعد، إضافة إلى ما تركته من أثر ثقافي وعلمي واجتماعي على الإنسان البحريني، مشيراً إلى أن تاريخ السينما في البحرين حافل بالتراكمات من التأسيس والبدايات الأولى إلى يومنا هذا الذي قدمت فيه العديد من الأعمال السينمائية البحرينية وآخرها فيلم «سوالف طفاش في جزيرة الهلامايا» وهو من الإنجازات البحرينية لأحمد الكوهجي المنشغل بهذا اللون من النتاج الفني.

وبيَّن سرحان أن بداية جلب السينما إلى البحرين احتكت بمعطيات وتوجهات الفن الغربي عبر أول فيلم من دون صوت وقد ذاع صيته، وأثار إعجاب الناس وازداد الإقبال عليه، وخصوصاً أن شعب البحرين كان في تلك الفترة معروف عنه بساطته وانتشار الأمية بين أفراده، واعتمادهم على الغوص وصيد السمك إلا أنهم تفاعلوا مع هذا الضيف الجديد ومع ما يحمله من جوانب فنية بدأت على شكل ومضات؛ وصولاً إلى الثلاثينيات من القرن الماضي.

وتطرَّق سرحان إلى دور السينما في تنمية الوعي قائلاً: «الوسيلة الأخرى التي هيأت الأرضية للناس، ومنحتهم الثقافة في مختلف الأمور، الأندية التي كانت وسيلة لنهل المعرفة، منها نادي إقبال أوال، والنادي الإسلامي، والنادي الأدبي، في العام 1920. وجاء بعدها دور المكتبات التجارية ومنها مكتبة التاجر، المكتبة الكمالية، والمكتبة الوطنية، ودور المسرح المدرسي، وهي الأرضية الثالثة، ومسرح الأندية في الثلاثينيات. أما البداية المبنيَّة على أسس صحيحة للسينما في البحرين والخليج العربي فكانت عبر عبدالله الزايد، حسين يتيم والشيخ علي بن عبدالله بن عيسى؛ حيث تم تأجير أرض في العام 1930 لمدة 99 سنة وانطلقت حركة السينما بشكلها الحقيقي في العام 1939 بعرض فيلم «وداد» لأم كلثوم، وحظيت هذه التجربة بمشاهدة الملك عبدالعزيز آل سعود له خلال زيارته إلى البحرين، وحقَّق الفيلم صدى كبيراً وقتها.

وتابع قائلاً: «في الأربعينيات بدأت أجواء السينما في البحرين تتغيَّر وتتطوَّر معها دُور العرض في المنامة والمحرق عبر أفلام تتناول مواضيع عن الحروب في ظل دخول مجاميع من الأطفال لدور العرض؛ ما اضطر القائمين على عملية العرض إلى جلب أفلام الكارتون، بعدها بدأت دور العرض بالازدياد ومنها السينما الأهلية التي كان يطلق عليها الناس سينما الزياني المتخصصة في عرض الأفلام التراثية والتاريخية مثل فيلم «وا إسلاماه» و «عنتر وعبلة»، وفي الخمسينيات افتتحت سينما القصيبي ومؤسسها محمد القصيبي بالقرب من مستشفى النعيم بمحاذاة ساحل البحر، وكانت هي الوحيدة التي تفتح أبوابها للجمهور في فترة العصر وعرضت وقتها فيلم «طرزان» وأفلاماً عربية إلى أن بيعت إلى مستثمر كويتي وتغير اسمها إلى سينما اللؤلؤ، وفي السيتينات افتتحت سينما الزبارة التي أسسها الشيخ علي بن أحمد واستقطبت الفنانة سميرة توفيق في حفل حضره جمهور غفير، وبعدها توالت دور العرض ومنها الحمراء والنصر وكان عبدالغفار العلوي أحد أبرز ملاك دور السينما.

وأوضح سرحان بأن العام 1968 شهد افتتاح أول دار عرض سينما مكيفة وبعدها افتتحت سينما الأندلس بمدينة عيسى في السبعينيات وكانت تابعة إلى وزارة الإعلام، كما تم افتتاح سينما دلمون في مجمع التأمينات، في الوقت الذي تعرَّضت دور سينما ومنها الأندلس في العام 1975 إلى حريق وكذلك في العام 1978، وكانت حرائق طبيعية وغير مفتعلة على الإطلاق. وأشار سرحان إلى السينما المتنقلة التي كانت تزور المدن والقرى. وكان للفنان خليفة شاهين دور بارز في إحياء المادة الفيلمية بنشاطه ودوره المتناغم مع دور شركة نفط البحرين (بابكو) فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وعرضها الأفلام داخل محيط الشركة، ومن ثم افتتاحها الأول لبوابة سترة والثاني بوابة الرفاع خارج العوالي، واستفادة أهالي النويدرات والرفاع من هذه التجربة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:10 ص

      لم يعرج المحاضر على تاريخ سينما المحرق وهي صالات السينما القديمة ؟!!؟

اقرأ ايضاً