العدد 5090 - السبت 13 أغسطس 2016م الموافق 10 ذي القعدة 1437هـ

"الإصلاح" مستذكرة رحيل مؤسسها: ترك فجوة لا تعوض... وفكره المعتدل منهج حياة

في الخامس عشر من أغسطس/ آب 2015 أسدل الستار على حياة مليئة بالعطاء الوطني والإسلامي... فقد رحل يومها رئيس جمعية الإصلاح السابق الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة... إذ يصادف غداً ذكرى رحيله الأولى التي نستذكر معها عطاءاته ومواقفه الوطنية والدعوية المخلصة، وفاء له، واستنهاضاً لهمم الأجيال المتعاقبة.

الشيخ عيسى بن محمد رحمه الله، هو الأب الحنون، والمعلم الصادق، والمخلص لوطنه وأمتنه... رحل عنا تاركاً في قلب كل من أحبه كلمة أو موقفاً أو بسمة تكون ذكرى له تجعل لسان حال الجميع يقول: سنظل لك أوفياء وعلى دربك سائرون ولعهدنا معك محافظون، فلن نحيد يوماً عن منهج الوسطية والاعتدال الذي عملت من أجله وعشت من أجل غرسه في نفوس الشباب.

أدرك الفقيد منذ نعومة أظفاره قيمة العمل الخيري والتطوعي، ولاسيما وقد تربى في بيت تعلم فيه الالتزام بتعاليم الإسلام وعلى رأسها الخلق القويم والرحمة التي لابد أن يحملها قلب المسلم لوطنه وأمته، وقد بدا ذلك جلياً في سيرته ومسيرته في حياته العملية منذ أن كان قاضياً ثم وزيراً للعدل، ومن ثم وزيراً للعمل وحتى بعد استقالته وتفرغه للعمل الحر في مجال المحاماة، كما كانت رئاسته لجمعية الإصلاح منذ العام 1967 وحتى وفاته وغيرها من مؤسسات العمل الخيري والمجتمع المدني بالبحرين والخليج وخارجهما خير دليل وشاهد على تلك السجايا الكريمة.

وبعد وفاته كُتب عن إرث الفقيد الفكري والقانوني والوظيفي وتكلم عن مناقبه في العمل الخيري والدعوي جل الكتاب والصحافيين وقيادات العمل في تلك الميادين المختلفة داخل البحرين وخارجها وكذلك كل من عمل معه فيها ورافقه في حياته العلمية والعملية والدعوية. وبمناسبة ذكرى رحيله الأولى كانت الكلمات التالية، التي كتبها مجموعة ممن عاصره وعمل معه.

وفي ذكرى وفاته الأولى، قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الشيخ عبداللطيف الشيخ: "إن شخصية شيخنا عيسى بن محمد أكبر من أن يتحدث عنها اللسان ويسطر القلم بها الصفحات، إنها شخصية جامعة تجمع بين العلم والعمل، ذو همة عالية، توحد ولا تفرق، تقول الخير ولا تتردد". وأضاف "لقد ترك الشيخ عيسى بن محمد برحيله فجوة قد لا تعوض نظراً لمكانته وفكره الوسطي المعتدل، ولتاريخه المشهود في مجال الدعوة إلى الله والعمل الخيري داخل البحرين وخارجها، كما ترك رحمه الله مع صحبه من المؤسسين الأوائل أرضية صلبة للعمل الدعوي نبع منها الخير وتخرج منها الآباء البررة المخلصون لدينهم ووطنهم الحبيب، فامتد عمل الجمعية في ربوع البحرين من خلال فروعها الستة في مجالات متعددة".

أما رفيقه في الدرب أمين سر جمعية الإصلاح محمد عبدالله جميل الذي زامله منذ العام 1958 وحتى وفاته، قال في ذكرى رحيله الأولى: "لا يمكن لأي من استظل بقيادة الشيخ عيسى بن محمد أن ينساه أبداً، فقد فكان دؤوباً في عمله الدعوي، مشاركاً لكل إخوانه يتعاون معنا بلا حدود مما يمكنك مناقشته بشكل سهل ويسير لا تكلف فيه". وأضاف "كان رحمه الله لا يتوانى في حضور اجتماعات مجلس الإدارة وفعاليات الجمعية المختلفة مع كثرة مشاغله، وحتى مع السنوات والأخيرة وظروفه الصحية كان حريصاً على المشاركة بقدر الاستطاعة".

وعن دوره مع الشباب أفاد جميل بأن "كان الشيخ رحمه الله يرعى الشباب ويهتم بالنشء ويحرص على مشاركتهم في برامجهم ولا يدخر جهداً معهم، كما كان حريصاً على تقديم النصيحة لهم ودفعهم للعمل والاجتهاد".

كما استذكر أحد أبناء جمعية الإصلاح والعاملون بها خالد صالح الزياني مواقف وسجايا وأخلاق الشيخ عيسى رحمه الله في حديثه في ذكرى وفاته الأولى: "يحمل الشيخ عيسى بن محمد الكثير من الصفات العظيمة ومن أهمها صفة التواضع التي أسرت قلوب الكثير وأنا أولهم، حيث أذكر موقفاً جمعنا به في الحج في سبتمبر/ أيلول 1982، حيث كان يقيم معنا في خيمة متواضعة، وحينما علمت بعثة البحرين للحج برئاسة الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة، أرسل إليه يدعوه لأن يقيم معهم في خيمة عالية التجهيز، فشكر له لذلك وقرر البقاء معنا". وأضاف الزياني "كما كان رحمه الله حريصاً أن يكون له دور مع إخوانه في إعداد الطعام وسقاية الماء وترتيب المكان رافضاً أن يميز في ذلك عن أي أحد". وعن حيوية الشيخ عيسى وإقباله على العمل الدعوي قال الزياني: "كان رحمه الله مبادراً في العمل، فقد عهدناه ذلك في شبابه، واستمرت هذه الحيوية في العمل والإقدام طوال مسيرته وحتى بعد تقدمه في العمر وظروفه الصحية، فكان لا يتأخر عن بذل الوسع ما استطاع، ولا ننسى كلمته الأخيرة التي ألقاها رحمه الله في حفل تدشين كتاب الجمعية والتي كانت بمثابة كلمة مودع ووصية لإخوانه العاملين بالجمعية".

ووفاء للشيخ الراحل وتخليداً لذكراه وإرثه المبارك فقد أعلنت جمعية الإصلاح عن تدشين مشروع مركز "عيسى بن محمد للوسطية"، لنشر فكر الاعتدال والوسطية الذي آمن به رحمه الله، وتعكف جمعية الإصلاح على إعداد مشروع متكامل للمركز بإشراف فريق متخصص سيتولى إدارة المركز من خلال عدد من البرامج والمشروعات من أهمها منتدى عالمي في البحرين تحت اسم "منتدى عيسى بن محمد العالمي للوسطية"، فضلاً عن إعداد فيلم وثائقي يؤرخ لمسيرة الراحل العامرة، كما تعتزم الجمعية توفير عدد من المقاعد السنوية لبعثات دراسية لدراسة القانون تخليداً لدور الشيخ عيسى في هذا المجال من خلال عمله في القضاء أو كمحامٍ حر، إضافة إلى عدة مسابقات على مستوى العمل الطلابي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:06 ص

      رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ... فعلا خسرته البحرين وخسرته الأمة الإسلامية...
      كان نعم الشيخ ونعم المربي ونعم العامل
      قدوة في أعماله

    • زائر 2 | 10:08 ص

      جماعة الاخوان المسلمين مصنفة في السعودية ومصر من ضمن الجماعات الارهابية المحظورة . وهي كذالك.

    • زائر 1 | 9:32 ص

      رحمة الله علية

اقرأ ايضاً