العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ

البرلمان الليبي يرفض منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني

قوات ليبية تنتشر في سرت أثناء مواجهات مع «داعش» - afp
قوات ليبية تنتشر في سرت أثناء مواجهات مع «داعش» - afp

رفض مجلس النواب الليبي ومقره في طبرق شرق البلاد، أمس الاثنين (22 أغسطس/ آب 2016)، منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، في ضربة قاسية لسلطات طرابلس التي تحاول إخراج البلاد من الفوضى.

وكانت حكومة الوفاق تترقب كما الأسرة الدولية منذ أشهر، الضوء الأخضر من البرلمان ليكون للحكومة شرعية تتيح لها بسط سلطتها على كل أراضي البلاد.

وقال الناطق باسم البرلمان آدم بوصخرة لوكالة «فرانس برس»: «رفض غالبية الحاضرين اليوم (أمس) منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني». ورفض 61 نائباً منح الثقة، في حين منحها نائب واحد، وامتنع الباقون عن التصويت في الجلسة، وهي الأولى منذ خمسة أشهر التي يتحقق فيها النصاب، وفق بيان نشر على موقع البرلمان المنتخب الذي يحظى باعتراف دولي.

وحضر الجلسة رئيس البرلمان، عقيلة صالح، الذي يؤيد حكومة أخرى منافسة لحكومة السراج. وترفض حكومة الشرق تسليم سلطاتها قبل التصويت بمنح الثقة لحكومة السراج وتقول إنها تتبع لسلطة البرلمان.

وتتولى حكومة الوفاق التي نشأت عن اتفاق بين الليبيين رعته الأمم المتحدة ووقع في ديسمبر/ كانون الأول 2015 في الصخيرات في المغرب، إدارة شئون البلاد لكنها غير قادرة على فرض سلطاتها على مجمل المناطق وخصوصاً بسبب معارضة الحكومة المنافسة في الشرق.

وبموجب الاتفاق على حكومة الوفاق أن تنال ثقة البرلمان. وكان البرلمان رفض في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي منح الثقة.

ومنذ أشهر تمارس الدول الأجنبية ضغوطاً لحصول تقارب بين الجانبين وخصوصاً للتصدي بشكل أفضل لتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» الناشط في شرق البلاد القريب من السواحل الأوروبية.

وقال الخبير في مجموعة «يوروبيان كاونسل اون فورين ريلايشنز»، ماتيا تالدو لوكالة «فرانس برس»: «علينا أن نرى ما إذا سيعترف السراج والنواب الذين يدعمونه بشرعية عملية التصويت». وأضاف «من المحتمل أن يؤدي التصويت... إلى إسقاط المجلس الرئاسي» الهيئة التي تضم رئيس الوزراء فايز السراج ونائبيه.

وأوضح «قد يؤدي ذلك إلى أزمة مؤسساتية جديدة من خلال نسف شرعية حكومة الوفاق وإعادة العملية (السياسية) إلى نقطة الصفر».

وتابع أن مفاوضات شاركت فيها «أطراف ليبية وأجنبية» جرت هذا الصيف بشأن إمكانية استبدال الحكومة وحتى المجلس الرئاسي.

وعلى رغم الصعوبات السياسية والأمنية والتضخم ونقص الخدمات العامة نجحت حكومة الوفاق في شن حملة على متشددي تنظيم «داعش» في مدينة سرت على بعد 450 كيلومتراً شرق طرابلس وحققت فيها تقدماً منذ 12 مايو/ أيار الماضي.

وقال مركز إعلام «عملية البنيان المرصوص» أمس في بيان: «سجلت قواتنا اليوم (أمس) انتصاراً جديداً على فلول «داعش» في سرت حيث تمكنت من تمشيط مناطق جديدة وإحكام السيطرة عليها أمام مقاومة يائسة».

وأوضح أن «قواتنا أحكمت اليوم (أمس) السيطرة على حي 200 وحدة سكنية بمركز المدينة، بعد قصف بالمدفعية الثقيلة، حيث تقدمت بالمدرعات على الحي وتعاملت مع قناصة حاولوا إعاقة تقدمها». وأضاف أن «أهم المواقع التي سيطرت عليها قواتنا... هي مقر الأمن الداخلي سابقاً الذي كان «داعش» يستخدمه سجناً، كذلك مقر ديوان الحسبة، وحي الناقة، وشارع دبي، وبعض المواقع الأخرى. أحبطت قواتنا تقدم سيارتين مفخختين باتجاه خطوطنا الأمامية حيث قامت قواتنا على الأرض بتفجيرها من دون خسائر في صفوفنا».

وقال البيان: «إن طيران الدعم الدولي نفذ ضربتين جويتين على مواقع للقناصة» في إشارة إلى الطيران الأميركي.

ولايزال المتشددون يسيطرون على عدة أحياء بينها الحي 1 في شمال المدينة على الساحل والحي 3.

العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً