«لا تدع للفشل سبباً»، هذه العبارة التي غيَّرت حياة المتخصص في الإدارة وخبير «التوستماسترز» محمد عبدالله عيسى جذريّاً، فقد قرأ هذه العبارة في أحد كتب الكاتب العالمي الأميركي المعروف براين تريسي حين كان في رحلة لأداء امتحان الزمالة للمحاسبة القانونية في مدينة دينفر الأميركية، وكان يبدو يائساً من النجاح في أحد الامتحانات التي كانت تعد الأكثر صعوبة في هذا التخصص وكان أداؤها حين ذلك يتطلب السفر إلى أميركا.

ويقول عبدالله: هذه العبارة «غيرت حياتي» وأعادت التفاؤل والتفكير بأن يمكن للإنسان أن يصنع له طريق النجاح، كما كانت هذه اللحظة بداية علاقة شاب بحريني يافع مع كاتب عالمي يربو عمره على السبعين عاماً و»أصدرت عشرات الكتب تربعت على لائحة أكثر الكتب مبيعاً حول العالم».

ويقول الكاتب إنه لم يتخيل يوماً مَّا أن يقوم بالمشاركة في تأليف كتاب مع براين تريسي.

وعبدالله أحد الخبراء الذين تم اختيارهم بين آلاف الخبراء في العالم في شتى المجالات لمشاركة براين تريسي في تأليف كتاب «خارطة النجاح» The Success Blueprint والذي سيصدر قبل نهاية العام الجاري وذلك عن طريق شركة «سيلبرتي» للنشر.

وسيؤلف عبدالله جزءاً خاصّاً عن الخطابة ودورها في تحقيق النجاح، إذ سيبدأ في سرد قصة حول الموضوع قبل أن يدخل في خطوات عملية في فنون الخطابة، وشرح خطوات عملية في طرق تحسين مهارات التحدث والخطابة الأمر الذي يخلق من الفرد والإنسان شخصاً ناجحاً على صعيد الحياة الشخصية والعملية. في حين سيسرد خبراء آخرون كل في مجال اختصاصهم الطرق العملية للنجاح.

ولدى عيسى الذي كان يشغل منصب مسئول مالي رفيع في إحدى الشركات المعروفة في البحرين، أكثر من خمسة عشر عاما من الخبرة في مجال التدريب، وتحدث في مؤتمرات رفيعة المستوى في الخليج، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، كما تقاسم خشبة المسرح مع بعض من كبار المتحدثين في العالم، مثل توم بيترز، طوني بوزان، شـيب هايكن، ودوغ ليب، جون غراي.

ويروي عبدالله الذي تخصص في المحاسبة، حكاية ولعه بالكتابة، والتي بدأت من الصغر كما يقول على يد مدرسة الفصل في إحدى مدارس مدينة عيسى، إذ بدأ هوايته في التعبير والحديث لتقوده مع السنوات لتأليف أول كتاب له عن «علاقات المستثمرين» في العام 2010.

وبعد الكتاب الأول توالت كتب المؤلف، ليصدر بعدها كتاباً متخصصاً في فن الخطابة «التوستماسترز» والذي يتحدث عن فن الخطابة ويورد نماذج لمتحدثين لم يكونوا بارعين ثم استطاعوا صقل مهاراتهم، أمثال الرئيس الأميركي جون كيندي.

وطرح عبدالله كتبه عبر موقع «آمازون» حيث نفذت طبعات بعض هذه الكتب، كما يفيد.

ويلخص عبدالله عدداً من النقاط المهمة في فن الخطابة ومن بينها تسهيل الأرقام والسرد القصصي والحس الفكاهي البعيد عن الرتم الممل وغيرها من الأمور التي تجعل من الإنسان متحدثاً بارعاً ومحل اهتمام الآخرين.

ويقول الكاتب إنه بوجود مهارات الخطابة يمكن للموظف في الشركة عرض أفكاره وإقناع مسئوليه بتبني الأفكار والمشروعات مما ينعكس على أداء الشركة وعلى سجل الموظف، وشرح كيف كانت بدايته الوظيفية حين التحق بشركة «أوليفر» العالمية لصناعة المستحضرات الاستهلاكية من مقرها في دبي، وكيف أن فنون الخطابة جعلته محط أنظار المسئولين لعرض الأفكار والمشروعات.

ويعتبر عبدالله أن التمكن من الخطابة يعد عاملاً مهمّاً للنجاح، ويشرح كيف أن البحرين بدأت من ستينات القرن الماضي وكيف تبنته الشركات الصناعية الكبرى مثل «بابكو» في برامجها التطويرية مع الموظفين.