العدد 2499 - الخميس 09 يوليو 2009م الموافق 16 رجب 1430هـ

حرب برامج التصفح الثانية (1)

بعدما بلغت العاشرة من عمرها، تهدد شركة غوغل الآن بإعادة إشعال شرارة «حرب برامج التصفح» التي اندلعت أثناء تسعينيات القرن العشرين، حين نجح متصفح شبكة الإنترنت، إنترنت إكسبلورر، في القضاء على منافسه «نيتسكيب نافيغاتور». ولكن ها نحن الآن أمام برنامج كروم (Chrome) من إنتاج شركة غوغل، والذي يَعِد هذه المرة بتبديل الأسس الاقتصادية التي تقوم عليها صناعة البرمجيات بالكامل، ولا يرجع هذا إلى إبداعه الفني في ربط أنواع مختلفة تمام الاختلاف من البرامج بمتصفح للإنترنت فحسب، على رغم أنه بهذا يزيل الحاجة إلى برنامج مثل «الويندوز»، الذي كان فيما سبق يتحكم في الوصول إلى أنواع البرامج كافة. إن التقنية الجديدة التي تستخدمها شركة غوغل مبهرة حقا، وستثبت من دون أدنى شك أنها ملائمة لاستخدامات العديد من المستهلكين بمجرد الانتهاء من حل المشكلات الأمنية الأولية التي تواجهها. ولكن الإبداع الجوهري يكمن في منطقة أخرى. فبرنامج كروم يشكل تقدما ثوريا؛ لأنه يقدم تناولا جديدا تماما للمعضلة التي خلقها النظام القانوني والتنظيمي لسياسة المنافسة في الميدانين القانونيين الرئيسيين في العالم، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

أثناء الفترة بين العامين 1995 و،1997 كاد «إكسبلورر» يقضي تمام القضاء على «نافيغاتور»، على رغم أن «نافيغاتور» كان البرنامج الذي فتح شبكة الإنترنت العالمية في البداية أمام أغلب المستخدمين، وبدا آنذاك أن مجال هيمنته غير قابل للاختراق. ولم تكن الميزة الرئيسية التي تميز بها برنامج إكسبلورر فنية في المقام الأول؛ بل إن سبب تميزه كان يتلخص في أن برنامج ويندوز من إنتاج شركة مايكروسوفت قدَّم برنامج التشغيل للأغلبية الساحقة من الكمبيوترات الشخصية.

ونتيجة لهذا، بات من الممكن دمج برنامج لتصفح الإنترنت؛ بل وغير ذلك من برامج الوسائط في هيكل «الويندوز» كحزمة برمجية كاملة. والحقيقة أن القدرة على الحصول على أنظمة التشغيل والبرامج المختلفة في حزمة واحدة جعلت الحياة أيسر وأكثر سلاسة بالنسبة إلى المستخدم العادي. وأصبح كل ما يحتاج إليه بين يديه (بل وربما أكثر مما يحتاج إليه) بمجرد شراء جهاز الكمبيوتر؛ إلا أن هذا تسبب أيضا في تضييق مساحة الاختيار، والانتقاء بين البرامج المختلفة والجمع بينها.

العدد 2499 - الخميس 09 يوليو 2009م الموافق 16 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً