العدد 5108 - الأربعاء 31 أغسطس 2016م الموافق 28 ذي القعدة 1437هـ

تحقيق الكفاءة في إنتاج الإيثيلين... الامتياز التشغيلي في إنتاج المواد الكيميائية

لوك شانتبي

نائب رئيس مجلس الإدارة لشئون المبيعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة أسبن تك

تمنح جائزة الامتياز التشغيلي لمن يقدم الأداء الأفضل والربحية الأعلى في هذا المجال. كما إن التحول الجذري من الغرب إلى الشرق يأذن بدخول حقبةٍ جديدةٍ في صناعة البتروكيماويات. وبالنسبة للمصنّعين في الشرق الأوسط، يرفع ذلك من التحديات، ولكنّه يمثّل أيضاً بعض الفرص. ومن شأنه اعتماد ثقافة عملٍ قائمةٍ على النماذج، وكذلك تحسين العمليات، وتسليح القوى العاملة بالتقانة الحديثة أن تمنح شركات الشرق الأوسط مكانةً فريدةً بمثابة مراكز إنتاجٍ عالميةٍ تحظى بالامتياز.

يتطلب تحقيق الكفاءة في إنتاج الإيثيلين المرونة واعتماد حلولٍ متكاملةٍ تشمل كافة مراحل العمليات بغية تحسين أصول المحطات، ما يأتي بمنافع حيوية بما فيها تحسين العائد وتحقيق الكفاءة في الإنتاج وخفض كثافة استخدام الطاقة. لقد تطورت محطات إنتاج الإيثيلين إلى أنظمة معالجةٍ معقدةٍ يمكنها التكيف مع التغير في توافر المواد الخام وأحجام الطلب على المنتجات الأوليفينية في الأسواق. ولذلك تحسّن تقانات التصميم المتكامل والتحكم بالعمليات المستخدمة في المحطات من جودة المنتجات وأداء المحطة بصورةٍ كبيرة، وتؤدي إلى تسريع الحصول على عوائد كبيرة على رأس المال المستثمر.

المشهد التنافسي

منذ 10 سنوات، تمتع الشرق الأوسط بكلفة إنتاجٍ للإيثيلين تقلّ عن النصف بالمقارنة مع أقرب منافسيه. أما اليوم، فقد تضيقت تلك الميزة التجارية بصورةٍ كبيرة. حيث يتعرض الموقع التنافسي لإنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط لضغوطاتٍ ناتجةً عن العوامل السوقية العالمية التي تغيّر مشهد العرض والطلب وتفرض تحدياتٍ على القدرة التنافسية على التصدير في المنطقة. وإن ارتفاع الطاقة الإنتاجية في أميركا الشمالية على أساس انخفاض كلفة الغاز الصخري والاستثمارات الصينية في القدرة على تحويل الفحم إلى مواد كيميائية يعنيان أن ميزة المواد الخام التي ظلّ الشرق الأوسط يتمتع بها عبر التاريخ تتضاءل. وإن تأسيس العديد من المشروعات الكيميائية الجديدة وتشغيلها في الشرق الأوسط يمثّل «صعوباتٍ متناميةً» بالنسبة للمشغلين الإقليميين.

تحقيق الامتياز التشغيلي

تحظى السلامة بأهميةٍ قصوى. وتعدّ الموثوقية جانباً جوهرياً بلا ريبٍ بالنسبة للعمليات الفضلى في مجال الإيثيلين، ذلك أنه لا مجال لأي توقفٍ غير مجدولٍ أو خسارةٍ في الإنتاج في عالم الأعمال اليوم.

يتطلب تحقيق الامتياز التشغيلي امتلاك أفضل المرافق. ويمكن الاستفادة من التقنيات المتفوقة في هندسة التصميم والتخطيط والجدولة والمراقبة والتنفيذ على نحوٍ فعالٍ خلال مرحلة البناء الأولية، وخلال إجراء التعديلات من أجل المساعدة في تأسيس منظومةٍ من النجاح تحقق أهداف العمل. ومن شأن التحسين في التصميم والتحليل وعرض البيانات أن يمنح طاقم العمل الفرصة على اتخاذ قراراتٍ أفضل خلال كافة مراحل التصميم ووصولاً إلى دورة حياة الإنتاج. وإن تحقيق أفضل الإمكانيات في هذا المجال يتطلب من الشركات ما يلي:

• أتمتة الممارسات الفضلى واعتماد ثقافة عملٍ قائمةٍ على النماذج.

• تمكين الجيل الجديد من المهندسين على التصدي لمهام صعبة.

• حل المشكلات المعقدة بواسطة أدوات حدسيةٍ ومتكاملةٍ ومتطورةٍ.

• تقديم رؤىً معمقةٍ باستخدام التحليلات الفعالة من أجل اتخاذ قراراتٍ أفضل.

• الاعتماد على التقانة المبتكرة وتبسيط العمليات.

ثمة 5 اختصاصاتٍ رئيسيةٍ تشكّل أساس قيادة الامتياز التشغيلي في مجال صناعة الإيثيلين:

• محاكاة العمليات: تجلب نمذجة العمليات بواسطة أدوات النمذجة المتكاملة منافع جمةً فيما يتعلق بالإنتاجية والجودة واستخدام الطاقة والتكاليف التشغيلية ومرونة العمليات. تساعد الأدوات في تتبع أداء تجهيزات المحطات ذات الجودة الحرجة، وتطبيق سيناريوهات (ماذا لو)، فضلاً عن إجراء التحليلات لاستكشاف المشكلات وحلها على وجه السرعة وتحديد القدرة على تحسين العمليات بهدف زيادة الجودة من خلال التغييرات التشغيلية.

• تصميم الأمان: تساعد النمذجة الحركية ونمذجة الحالة الثابتة في التحقق من أنظمة الأمان وتقييم أداء السلامة. وتساعد المحاكاة الحركية في إنشاء تطبيقات محاكاةٍ لتدريب المشغلين تتكامل مع المعدات الخاصة بأنظمة المراقبة والتحكم الموزعة الفعلية أو التي تتم محاكاتها. وتستخدم الشركات تلك النماذج لتدريب مشغلي الصالات ومهندسي المحطات على معالجة سلوك التحكم بالمحطة.

• التحكم المتقدم بالعمليات: إن الابتكارات في مجال برمجيات التحكم بالمحطات تساعد في جعل التحكم المتقدم بالعمليات أمراً أكثر بدهيةً من أجل توفير الطاقة وتحسين جودة المنتج وتقصير زمن دورة العمل بدءاً من التصميم ووصولاً إلى الصيانة. وبدءاً من تسهيل بناء النماذج ووصولاً إلى تحسينها وتحويل البيانات إلى سياقٍ بصريٍ واضح، يعدّ التحكم المتقدم بالعمليات أقل عرقلةً للعمليات وأقل اعتماداً على الخبرة الاختصاصية بكثير.

• مراقبة الأداء: «لا تستطيع تحسين ما لا تستطيع قياسه». إن مراقبة الأداء هي القوة الدافعة الرئيسة للامتياز التشغيلي. ويعرض النظام الفعال لتنفيذ التصنيع البيانات الخاصة بالعمليات والأحداث والإنذارات وفق نمط عرضٍ موحّد، بحيث يتسنى لكل مستخدم مشاركة البيانات من موقع عمليات الإنتاج الخاص به.

* تخطيط الإنتاج وجدولته: لكي تحافظ الشركات على قدرتها التنافسية، فعليها تزويد المخططين الخبراء والجدد على حدٍ سواء بحلولٍ بديهية ديناميكيةٍ تدمج بين التخطيط والجدولة وتحسنهما ضمن سلسلة الإمداد بكاملها. يحظى التحليل الاقتصادي لجودة المنتجات خلال عمليتي تخطيط المخزون وجدولته ضمن المحطات متعددة المنتجات بأولويةٍ قصوى للحد من مشكلات الجودة.

التميز السوقي

إن الفرصة بالنسبة لشركات الكيماويات اليوم تتمثل في التركيز على الممارسات الفضلى واعتماد التقانات المتقدمة التي من شأنها إعانة القوى العاملة في التغلب على التحديات اليومية ضمن الشركات وتعزيز مواقعها بمثابة شركاتٍ رائدةٍ على مستوى العالم وتتمتع بالقدرة على الصمود في وجه المنافسة الشركة. إن تحقيق الكفاءة في إنتاج الإيثيلين يعدّ بتحقيق كفاءة عملية الإنتاج ككل. كما ان ثمرة تحقيق الامتياز التشغيلي على المدى الطويل هي التميز السوقي والربحية المستدامة.

إقرأ أيضا لـ "لوك شانتبي"

العدد 5108 - الأربعاء 31 أغسطس 2016م الموافق 28 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً