كان نادي ريال مدريد الإسباني، على غير المعتاد، كسولاً في سوق انتقالات اللاعبين الصيفي للعام 2016، سواء على مستوى شراء اللاعبين أو بيعهم.

وفاجأ الريال الجميع بحالة الهدوء الواضحة على نشاطه في سوق الانتقالات هذا الصيف، إذ اكتفى باستعادة لاعبيه السابقين ألفارو موراتا وماركو أسينسيو، واحتفظ بغالبية نجومه باستثناء بيع خيسي رودريغيز إلى باريس سان جيرمان.

ولكن صحيفة «ماركا» الإسبانية زعمت بأن ريال مدريد كاد أن يكون من أنشط الأندية في سوق الانتقالات على مستوى البيع، في حال موافقته على العروض المغرية التي تلقاها نجومه من بعض الأندية الأوروبية.

وزعمت الصحيفة المقربة من أسوار النادي الملكي أن إدارة ريال مدريد برئاسة فلورنتينو بيريز رفضت هذا الصيف بيع 8 لاعبين من الفريق الأول لأندية من الدوري الإنجليزي بالإضافة لبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي. وبحسب الصحيفة المدريدية فإن ريال مدريد تلقى 8 عروض رفضها جميعاً هذا الصيف، وتخص كلاً من الكولومبي جيمس رودريغيز والألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش والبرازيلي كاسميرو والفرنسي رافائيل فاران، بالإضافة إلى الثلاثي الإسباني إيسكو والفارو موراتا وماريانو دياز.

وأصر فلورنتينو بيريز على عدم بيع أي لاعب من اللاعبين الثمانية وتمسك ببقائهم مع الفريق الأول بناءً على رغبة المدير الفني للفريق الفرنسي زين الدين زيدان.

وبحسب الصحيفة فإن كروس وفاران، هما أكثر اللاعبين الذين تلقوا عروضاً جدية وملموسة من قبل بعض الأندية، حيث كانت العروض المقدمة للمدافع الفرنسي قادمة من نادي بايرن ميونيخ، بينما تلقى كروس عدة عروض من مانشستر سيتي الإنجليزي.

أما لوكا مودريتش فقد تلقى عروضاً من بايرن ميونيخ وتشلسي، بالإضافة لعروض من يوفنتوس لإيسكو ورودريغيز، ولكن ريال مدريد لم يرد على الفاكسات والاتصالات التي وردت من الأندية، بحسب ما أكدته الصحيفة الإسبانية.

لكن ريال مدريد قد يواجه مشكلة مع توالي المباريات وخصوصاً مع كثرة تعرض لاعبيه للإصابات إلى جانب أن هناك فارقاً شاسعاً بين بعض النجوم وبدلائهم في الفريق. فقد يكون عناصر ريال مدريد عرضة أسهل للإرهاق البدني وخصوصاً مع كثرة المباريات، ففي الوقت الحالي لم تبدأ إلا منافسات الليغا ولكن مع بداية دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وكأس ملك إسبانيا قد يعاني الفريق بدنياً ناهيك عن سهولة تعرضه للإصابات والتي قد تؤثر في مباريات هامة وحاسمة.

ويمتلك ريال مدريد نوعية جيدة من اللاعبين ولكن يواجه مشكلة في وجود وفرة من العناصر الجيدة في مراكز محددة وغياب بدائل في بعض المراكز أو أن هذه البدائل ليست بنفس جودة النجوم الأساسية ففي مركز حراسة المرمى يتواجد نافاس ولكن كاسيا ليس على المستوى المطلوب، وفي مركز خط الوسط المدافع يتواجد كاسيميرو ولا يوجد أي بديل بإمكانات البرازيلي وفي مراكز الأطراف الهجومية يوجد كريستيانو رونالدو وغاريث بيل ولكن هناك فرق شاسع بين مستويات هذه النجوم وبدلائهم.

أحد أصعب المواسم التي تواجه الفرق عندما يكون حاملاً للقب فجميع الخصوم تتربص وتحسب ألف حساب للأبطال عند مواجهتهم وبالتالي تكون المباريات أصعب ناهيك عن حالة التشبع الكروي التي يتأثر بها اللاعبون بعد حصد أي لقب، وبالتالي قد تغيب الدوافع ولن تكون بذات القوة ولذا كان من الضروري الإحلال والتجديد في بعض المراكز على الأقل.

تعاقد ريال مدريد مع لاعب واحد فقط وهو ألفارو موراتا عائداً من يوفنتوس ومعظم التشكيلة لم تتغير كثيراً باستثناء بعض العائدين من الإعارة والقليل من الراحلين عن الفريق وهذا التصرف سلاح ذو حدين فقد يمنح لاعبي الفريق انطباعاً بأنهم الموثوق بهم وأنهم قادرون على تكرار الإنجاز ولكن من جانب آخر قد ينقلب ذلك إلى ثقة زائدة، وخصوصاً مع ضعف تحرك الفريق في سوق الانتقالات الصيفية على غير المعتاد.