العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ

عمليات التجميل قد تصنع النجوم وتغيِّب آخرين

ما بين النجاح والفشل

ليس من الغريب اليوم أن نقول إنه ما من وجه يطل على شاشة التلفزيون إلا وتعرض بشكل أو بآخر لمشرط جراح، أو لإبر «السليكون»، أو على الأقل لمواد علاجية تحسن البشرة وتضفي عليها النضارة. فعمليات التجميل لم تعد تقتصر على نجوم التمثيل والغناء، فالمذيعون والمقدمون في مختلف المجالات باتوا يواكبون هذه الموجة ويسايرونها.

وعلى رغم أن عمليات التجميل بمختلف أشكالها ودرجاتها كانت السبب في تغير الكثير من الوجوه إلى الأفضل، وتحسين العيوب غير المستحسنة من أصحابها، وخصوصا لدى الأشخاص المعروفين ممن يظهرون على شاشات التلفاز وأمام عدسات الكاميرات، فإن لهذه الحلول الجمالية وجها آخر، قد يحوِّل المقبول إلى سيئ، وقد يصل بالجمال المنتظر إلى تشويه يعزل هؤلاء الأشخاص، ويبعدهم عن عيون المشاهدين، ما لم يبعدهم عن الظهور في العلن أيضا.

عمليات التجميل لم تعد هي المشكلة، حتى أن الفنانات اللواتي كن يعتبرن الإفصاح أو الإقرار بأنهن خضعن لأي نوع من أنواع هذه العمليات هو فضيحة لابد أن ينكرنها ويكذبنها، بتن اليوم يعترفن بها على صفحات المجلات وفي المقابلات، حتى أن بعضهن سواء في الغرب أو الشرق بتن يتبارين في عدد العمليات، وقيمة كل منها، ومدى نجاحها.

المشكلة اليوم تكمن في وجوه الفنانين والمشاهير، ممن باتوا يستسيغون التمادي وتجاوز الحد المقبول في هذه العمليات التغيرية، أكثر مما هي تجميلية، التي تصل بهم أحيانا إلى مكان يصبح فيه تقبلهم والتعامل مع إطلالتهم صعبا وغير مقبول، بل إنه قد يدعو للسخرية.

من أكثر المشاهدات التي تتكرر يوميا على الشاشات في البرامج المختلفة، شفاه المقدمات اللاتي من كبرهن لم يعدن قادرات على النطق الصحيح، فالجميع يظن أن عليه أن يمتلك شفة تتفوق في الحجم على شفة الممثلة الأميركية الشهيرة أنجلينا جولي، حتى لو كانت وجوههن صغيرة، لا تناسبها ما قد يعتبر معيارا للجمال. وكثر أيضا من يظنون أن عظمتي الوجنتين عليهما أن تبرزان بشكل أكبر لكي تظهر ملامح الوجه بشكل أفضل، حتى لو كانت وجوههن عريضة، لا تنطبق عليها هذه القاعدة جملة وتفصيلا، حتى أن مبدأ جديدا بدأ يتكون حول عمليات التجميل عند بعض النجوم، فلم يعد المطلوب هو الكمال والجمال وفقا للمعايير المتعارف عليها في زمن أو مكان معين، فالغرابة، والتفرد، والمبالغة باتت مطلبا لدى البعض أيضا. وبعد أن كانت العمليات الناجحة هي التي تظهر الوجه بشكل يمتلك مقومات الجمال الطبيعي غير المبالغ فيها، بات الإعلان عن العملية التجميلية يأتي بشكل صريح عبر هذه الوجوه التي خضعت لها.

أما الكارثة فتقع عندما تصل المبالغة في هذه الجراحات لحدودها، فتشوه الوجوه تشويها كاملا، يحوّل صاحبه إلى مسخ حقيقي، لا يمكنه الظهور على شرفات منزله فكيف به أن يطل عبر الشاشات! وهذا ما بات يتكرر لدى الكثيرين من النجوم الذين سعوا بخطى واسعة في هذا الطريق، ليبقوا يحملون ما يظنون أنه الكمال في المظهر والشكل، ليصل الأمر ببعضهم إلى دخول في حالة صحية خطرة هددت حياة البعض، وأدخلت أسماء معروفة في حالة غيبوبة، وساهمت في تغييب آخرين بشكل كامل عن الحياة.

ولعل التشويه الأكبر الذي يطول الوجوه والأجساد اليوم ما بين صفوف النجوم والمشاهير أو ما بين الناس العاديين، إنه لم يعد لهذه الصفات خاصة تميزها عن غيرها، تعطيها إطلالة ومحيا خاصا لا يمتلكه إلا صاحبه، فمع تكاثر «السيلكون» في الوجوه، والشد بالطول والعرض للبشرة، وعمليات نحت الجسد من جديد، بات الجميع متشابهين... تعابير وجوههم واحدة، هي تعابير التدخلات الجراحية.

العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً