العدد 5113 - الإثنين 05 سبتمبر 2016م الموافق 03 ذي الحجة 1437هـ

المشاريع السياحية ومداخيل الدولة

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قرأنا في الصحف المحلّية موافقة سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على إطلاق مشروع تطويري ضخم يدعم البنية السياحية في المحرّق، بكلفة تصل إلى 45 مليون دينار، يربط سوق المحرّق التاريخي بواجهة بحرية عصرية ومعزّزة بالخدمات والمرافق الترفيهية والسياحية والتجارية، وسيتم ربط سوق المحرّق بالواجهة البحرية عبر جسر المشاة.

ولا يخفى على أحد أهمّية هذا السوق القديم في إحياء التراث والسياحة، فهذا السوق شهد الكثير من الأحداث التاريخية التي مرّت على البحرين، وما استثمار هذا المبلغ الضخم فيه إلا تأكيداً من قبل القيادة على أهمّيته وفائدته في التنمية المستدامة.

مداخيل الدولة حتماً ستزداد إذا اهتممنا بالثقافة والتراث والسياحة، وهذا المبلغ الضخم سيعود علينا أضعافاً، فأهل الخليج يعرفون قيمة هذا السوق، وخاصة أهل قطر، ولكن بعد الحريق الذي نشب في سوق المحرّق، وكثرة الأجانب من الجاليات الآسيوية، هجر كثير من أهل البحرين والخليج هذا السوق العريق.

البكاء على ما حدث لا ينفع أحداً، ومباركة ما قام به سمو رئيس الوزراء لا تكفي، بل يجب على تجّار البحرين المبادرة من أجل دعم هذا المشروع السياحي، أوّلاً من باب حب الوطن، وثانياً من باب الاستثمار في الوطن، والبحرين اليوم تحتاج إلى تجّارها أكثر من حاجتها سابقاً.

لو استطاع كل تاجر تبنّي مكان في السوق لإحيائه بمعيّة الجهات المسئولة عن المشروع، سنجد بأنّ المشروع سيكبر وسيظهر بالصوّرة المبدعة التي نريدها للبحرين، فتتحوّل البحرين إلى قبلة للجميع مرّة أخرى مثلما كانت في السبعينات.

ففي السبعينات كان الأجانب والسيّاح لا يتوجّهون إلا للبحرين من أجل الراحة والاستجمام بالجنّة الموجودة على أرض الخلود، أما اليوم ومع منافسة بعض الدول الشقيقة، أصبحنا نجاهد من أجل أن تكون البحرين قُبلة.

أيضاً لا يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل نريد من التجّار السعي من أجل مشاريع أخرى تعود بالخير على الدولة، مثل المشاريع البحرية، المنتجعات والغوص والسفن السياحية، وبأسعار معقولة، حتّى يستطيع المواطن قبل المقيم وقبل السائح، السياحة فيها، على غرار المشاريع السياحية الموجودة في شرم الشيخ.

تحدّيات كبيرة تواجه البحرين، وعندما نتحدّث عن التعاون بين المواطن والوطن والتاجر والقيادة فإننا نتحدّث عن الوحدة الوطنية، التي تبني ولا تهدم، وتعمل ولا تتكاسل، وهذا التعاون إنّما هو سبب من أسباب تقدّم المشاريع الوطنية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية التي تعيشها المنطقة.

ننتظر المشروع السياحي الذي وجّه له رئيس الوزراء، وندعمه من أجل المواطن البحريني، وننتظر من التجّار الكثير والكثير، ومن المسئولين الكثير والكثير أيضاً، فالبحرين بلد خير، فنثبت للعالم بأنّ لدينا قدرة تحدّي الصعاب والمعوقات والمشكلات والأزمات، وفي طريقنا للإصلاح والتنمية والرقي والتقدّم.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5113 - الإثنين 05 سبتمبر 2016م الموافق 03 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:02 ص

      لماذا فقط المحرق تصرف عليها ميزانيات بهذه الكميه البحرين يوجد بها على سبيل المثال بحر المالكية وبحر كرزكان وبحر دمستان تستطيع الحكومه استغلال هذه الواجهات البحريه فى هذه المناطق لخدمه المواطن وتشجيع الشباب بفتح لهم مشاريع صغيره فيها

    • زائر 5 | 1:52 ص

      لماذا لا يتم توسعة منتزة الامير خليفة بحيث يتسع لأعداد كبيرة جدا من الزوار مع الإبقاء على مساحات البحر الجميلة وتوفير ألعاب أكثر مختلفة تجذب الصغار؟! موقع المنتزة جميل وقريب من العاصمة ويمكن للجميع زيارته

    • زائر 4 | 1:45 ص

      صباح الخير أختي
      ....

    • زائر 3 | 1:42 ص

      بهذه الميزانية يستطيعون توظيف الكثير من العاطلين عن العمل بدلاً من صرفها على أمور ثانوية .. أطباء قاعدين في البيت لاشغل ولامشغلة..

    • زائر 2 | 12:37 ص

      ليس العبرة بالعدد و انما بالنوعية ربما مكان واحد افضل من عشرة - كن جميلا ترى الوجود جميلا

    • زائر 1 | 12:20 ص

      حاليا اكثر من 8 اماكن متفرقه في المحرق توجد مواقع ترفيهيه وسكان شارع البديع المكتض بالسكان يوجد موقعين فقط ساحل البديع وساحل ابو صبح ..... التعليق لكم ؟؟؟

اقرأ ايضاً