العدد 5116 - الخميس 08 سبتمبر 2016م الموافق 06 ذي الحجة 1437هـ

أصحاب الألسن البذيئة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ألغى الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعه مع الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي في لاووس أثناء حضوره قمة «الآسيان»، بعدما شتمه بوصف قبيح، وتوعّده بالاشتباك معه وتمريغه في الوحل مثل خنزيرين بريين!

دوتيرتي البالغ 71 عاماً، تعود أصوله إلى مندناو جنوب الفلبين، وانتُخب في مايو/ أيار 2016 رئيساً لبلاده. واستطاع أن يصل إلى الرئاسة، بعد أن استخدم أساليب هجومية متطرفة لكسح منافسيه، رافعاً شعارات تدغدغ مشاعر الجماهير، بالقضاء على الفقر ومحاربة رجال العصابات ومهرّبي المخدرات. وهو ما لقي صدى قوياً في بلدٍ مكتظٍ بالسكان، ويعاني من البطالة، وارتفاع معدلات الفقر والجريمة.

دوتيرتي كان يعمل محامياً، لكن دراسته القانون لم تهذّب أخلاقه أو تمنعه من استخدام الشتائم والكلمات البذيئة، تماماً كما لم يهذّب الدين وتعاليمه، أخلاق تلك الثلة من رجال الدين السبّابين الذين يرتقون منابر الجمعة ويوزّعون شتائمهم البذيئة ووصفات التكفير على بقية المسلمين.

بعض وكالات الأنباء والفضائيات، تحرّجت من ذكر الشتيمة التي تفوّه بها دوتيرتي، فحوّرتها إلى عبارة «سأشتم أوباما...»، بينما أوردتها وكالات أخرى صريحةً كما هي: «ابن العاهرة». وكان سبب غضبته أن أحد الصحافيين سأله عمّا سيفعل حين يسأله أوباما عن عمليات القتل دون محاكمةٍ في قضايا المخدرات، وأسفرت عن مقتل 2400 متهم خلال شهرين. أما أوباما فسأل مساعديه عمّا إذا كان الوقت مناسباً لإجراء حديث مثمر معه، ولم يزد على وصفه بأنه «رجل مثير للاهتمام»، ثم قرّر الإعراض عنه!

سِجِلُّ دوتيرتي مليء بالألفاظ البذيئة، وهو لم يوفّر الأمم المتحدة، أعلى هيئة سياسية أممية في العالم، حين طالبت بوقف «حملة القتل خارج القانون لتجار مخدرات مشتبه بهم»، واعتبرتها تحريضاً على العنف والقتل، و»جريمة في القانون الدولي». وهدّد بالانسحاب من المنظمة ورفض الاجتماع مع بان كي مون. كما أنه لم يوفّر من شتائمه بابا الفاتيكان، أعلى سلطة دينية لدى الأغلبية المسيحية (الكاثوليك)، علماً بأن أغلبية الفلبينيين كاثوليك. وقد شتم للبابا بذات الوصف، لتسبّبه بالازدحام أثناء زيارته لمانيلا!

قبل شتم أوباما وبان كي مون والبابا فرانسيس، شتم السفير الأميركي في بنفس الألفاظ، وزاد بوصفه بـ»المثلي»، لأنه انتقد تصريحه حول اغتصاب ومقتل مبشّرة استرالية في السجن بالفلبين في 1989، وكان يومها عمدة مدينة دافاو، وقال بوقاحة: «لقد غضبت حين اغتُصبت، لكنها كانت جميلة جداً، وكان يجب أن يكون عمدة المدينة أول المشاركين (في اغتصابها)»!

هذا الأسلوب السوقي الرخيص يجلب له الكثير من المؤيدين من الهمج الرعاع، لأنه يخاطب غرائز الجمهور المتوحشة، مستخدماً أحط الألفاظ في قاموس الشتائم البذيئة. وهو في ذلك يردد عبارات تعمل على زيادة التهييج: «ستتواصل حملة مكافحة المخدرات، سنقتلهم أبناء الزنا، حتى تنظف الشوارع منهم»، ويوزّع الشتائم في كل اتجاه.

مثل هذا النموذج الأرعن، وإن حظي بتأييد الآلاف أو الملايين من جمهوره المحلي، إلا أن الخارج ينظر إليه باعتباره قرداً لم يرتقِ إلى مرتبة الإنسان بعد، أو مهرجاً في أحسن الأحوال. وحتّى لو أحرز نصراً مؤقتاً، فهو نصرٌ بطعم الخيبة والهزيمة، لأنه انحطاطٌ وسقوطٌ مروّعٌ في ميزان الأخلاق.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5116 - الخميس 08 سبتمبر 2016م الموافق 06 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 46 | 2:37 م

      اصدقون انه فى بعض الصحفيين يهدد فى مقالاته فئة من الشعب .....ونشر الطائفيه وين بلد القانون باى حق صحفى اجنبي .....اهدد الشعب ....

    • زائر 43 | 9:37 ص

      هذا هالفليبيني يمبه يقلد على قائد الأمة العربية الراحل الأخ قائد ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة رئيس الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى القائد الفذ معمر القذافي

    • زائر 42 | 9:13 ص

      أصحاب الألسن البذيئة معروفين يوميا يسبون ويشتمون والكل عارفهم من

    • زائر 34 | 4:14 ص

      مثل هذا النموذج الأرعن، وإن حظي بتأييد الآلاف أو الملايين من جمهوره المحلي، إلا أن الخارج ينظر إليه باعتباره قرداً لم يرتقِ إلى مرتبة الإنسان بعد، أو مهرجاً في أحسن الأحوال. وحتّى لو أحرز نصراً مؤقتاً، فهو نصرٌ بطعم الخيبة والهزيمة، لأنه انحطاطٌ وسقوطٌ مروّعٌ في ميزان الأخلاق.
      أجدت و ابدعت التوصيف و التشبيه بين مكونين الا ان احدهما ليس من سنة القرآن و الآخر يدعي بها و لا يدرك سقوطه المروّع ليس في ميزان الاخلاق فحسب بل في ميزان العدالة الالهيه ان عاجلا بالدنيا و لو بعد حين ام بحساب الآخره.

    • زائر 32 | 4:03 ص

      الكلام لك وإسمعي يا جارة. عندنا كثير من خطباء الجمعة من السبابين والشتامين على مرأى ومسمع من الدولة (يمكنك الذهاب قرب السوق الشعبي اليوم لتسمع بنفسك) وكويتبات سبابات وشتامات ومتملقين يسبوننا ليل نهار في جرائد تدعي النزاهة ومذيعين ومسئولين كثر، كلهم يسبون ويشتمون بالتلميح وبالتلويح.

    • زائر 29 | 3:30 ص

      الشعب الفلبيني معروف بالنعومة والتواضع
      جاهم رئيس عكس الشعب تماماً

    • زائر 22 | 3:10 ص

      انا من مؤيدي رئيس الفلبين الحالي لما يقوم به من عمل جبار لخدمة بلاده ..يتخلل هذه البلد فساد متعفن لعشرات السنين ويجب حله .. كلماته البديئة ما هي الا شعور بالغضب على الفساد المستشري وهيجان محاولا تصحيح البلد ..لا متكأ على كرسي الرئاسة يتسامر مع المفسدين غير مبالي انه مثال للرئاسة الحقيقية لخدمة شعبه ..تحيه لدوتيرتي رئيس الفقراء .

    • زائر 41 زائر 22 | 6:43 ص

      لا اتفق معك. الشعور بالغضب يمكن ان يجعلنا نقوم بتصرفات تحط من مستوانا بدون ان نخطط لما هو افضل. و اذا كانت لدينا القدره على التخطيط الجيد و العمل الجبار لخدمة البلد فيمكن عمل ذلك بدون ان نهين و نحط من قدرنا امام الاخرين. ما نقوله نحن بالتأكيد يعكس مستوانا و لكن لا يعكس مستوى الاخرين بالضروره.

    • زائر 18 | 2:30 ص

      في شعب اطلق عليه (شعب الله المختار )كثيروا السباب والقذف بألفاظ بديئة صارت سمة ملصوقة بهم لايقبلون المختلف فتجد لسانهم يصدح بقاموسهم السيء لايقدمون الحجة بالحجة الا بالسباب والقبح

    • زائر 26 زائر 18 | 3:22 ص

      ودائما يكفرون بقية المسلمين
      ويعتقدون انهم فقط على الحق والجنة محجوزة لهم والبقية مشركين ومصيرهم النار.

    • زائر 17 | 2:20 ص

      كم من حكيم لا يحمل ماجستير ولا دكتوراة ولا حتى ابتدائية وكم من جاهل يحمل كل تلك المؤهلات وربما وصل إلى مرتبة برفسور فالحكيم ذلك الشخص المتزن في تصرفاته ولسانه مع أصدقائه وخصومه .

    • زائر 31 زائر 17 | 3:53 ص

      كﻻمك من دهب..اخي

    • زائر 16 | 2:02 ص

      على أصل دور
      وكل إناء بالذي فيه ينظح

    • زائر 15 | 1:19 ص

      شنو هالتربية.سب وشتم وتبديع وتكفير للناس . وين عايشين هالاشكال؟ وين متربيين؟

    • زائر 10 | 12:41 ص

      يا سيّد لا تروح بعيد فلديك في بلدك من سخّر لسانه وقلمه لشتم طوائف ومذاهب اصيلة عمرها مع بزوغ الاسلام بل وصل الحال الى أكثر من ذلك وتعدّى الى ذكر الآل الذين جاء ذكرهم في كتاب الله مخصوصين بالتطهير والعصمة من الدنس وجاء القرآن ذاكرا مودّتهم بأنها جزءا من الدين واذا بالبعض يعميه حقده فينسيه دينه

    • زائر 19 زائر 10 | 2:37 ص

      السب متبادل من الطرفين
      والطرفين طائفيين بامتياز

    • زائر 36 زائر 19 | 5:21 ص

      بدون مغالطات
      هناك طرف يسب ويشتم ويظلم
      وهناك طرف يتلقى الشتائم والظلم ويقول... لا حول ولا قوة الا بالله. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    • زائر 44 زائر 19 | 10:43 ص

      كلامك غير دقيق أخي. فرق بين من أن تنتج السباب والشتائم بشكل عشوائي في الطريق ومن بسطاء الناس وأطفالهم والغير متعلمين واللذين لا يتمتعون بأمن اقتصادي ولا معيشي ولا مستقبل واضح والذين لا يؤاخذوا على عقولهم، وبين أن تخرج السباب والشتائم ممن يتمتع بكامل عقله وأمنه الأقتصادي واستقراره الأمني ومستقبله المضمون والواضح وهو محسوب على العلماء وكلمته مسموعة وعلى المنابر وأمام الملأ.

    • زائر 9 | 12:21 ص

      لا توجد اخلاق في الممارسة السياسة فهي تمثل المؤمرات والمكر والحيلة والإيقاع بالآخر، ولذلك أنا تركتها منذ ثلاثة عقود وركزت على العمل المهني وخدمة المجتمع واعتبرتها ليست من تخصصي مع احتفاظي برأي شخصي في الأمور العامة . ادركت بان ممارسة السياسة في الدول النامية متخلفة وهي عبارة عن صراع على السلطة بدون تنمية او خطة وطنية. وعند المواجهات لا يسقط فيها الا أبناء الفقراء. وبعد ذلك يحتفل الآخرون بموتهم.

    • زائر 25 زائر 9 | 3:21 ص

      أحسن كلام وأفضل توصيف لمدعي السياسه في الوطن العربي والاسلامي وخصوصا البحرين

    • زائر 5 | 11:36 م

      ضربتك معروفة في وين يا سيد
      وعندنا عقربة الرمل

    • زائر 4 | 11:15 م

      فعلاااا قررررد
      والقرد أحلى منه

    • زائر 2 | 10:57 م

      وييييع مكرم السبال عن هالاشكال

    • زائر 12 زائر 2 | 12:58 ص

      تسلم الايادي سيدنا جمعة مباركة على الجميع

اقرأ ايضاً