العدد 5118 - السبت 10 سبتمبر 2016م الموافق 08 ذي الحجة 1437هـ

ماذا يعني توجيه «التربية» للملحقيات الثقافية بالخارج لمساعدة المبتعثين المتعثرين دراسياً؟

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في يوم الأربعاء 7 سبتمبر/ أيلول 2016، نشرت الصحافة المحلية تصريحاً لوزارة التربية والتعليم، قالت فيه بكل وضوح إنها قامت بتوجيه الملحقيات الثقافية البحرينية في الخارج للعمل على مساعدة الطلبة المتعثرين دراسياً.

وحتى نضع المتابعين للإجراءات والآليات المتبعة في توزيع البعثات والرغبات الدراسية أمام هذا الحدث المهم، ننقل لهم ما قالته الوزارة حرفياً: «في ضوء الالتماسات الواردة إلى إدارة البعثات والملحقيات من عدد من الطلبة المبتعثين المتعثرين دراسياً في بعض المواد، وعلى ضوء التوصية المرفوعة من الإدارة إلى وزير التربية والتعليم، فإن الإدارة سوف تبلغ المستشارين الثقافيين في الملحقيات الثقافية بالخارج بالعمل على مساعدة الطلبة المتعثرين دراسياً، من الراغبين في إعادة تسجيل هذه المواد التي لم يجتازوها بنجاح على أن تقسط رسوم التسجيل لهذه المواد المعادة من مخصصاتهم لاحقاً، مراعاةً لظروفهم المالية، كون إعادة التسجيل في هذه المواد التي لم يجتازوها تقع على مسئوليتهم الشخصية».

وأوضح مدير الإدارة أيضاً، أن الاستجابة لهذا الالتماس المقدم من عدد من الطلبة تأتي حرصاً من الوزارة على تجنيبهم الحرمان النهائي من البعثة كاملة وفقاً لشروط الابتعاث. وما أوردته الوزارة في تصريحها للصحافة يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام الكبيرة في أذهان المتابعين للشأن التعليمي، فكيف حدث التعثر الدراسي لبعض الطلبة المبتعثين إلى الخارج؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى وجود مثل هذه الحالات المتعثرة دراسياً؟ أليس من ابتعثوا إلى الخارج هم صفوة الطلبة والطالبات؟ لو أردنا مناقشة هذه المسألة المثيرة للدهشة بكل موضوعية، بالتأكيد لن نحمل الطلبة والطالبات مسئولية التعثر في دراستهم إذا لم يكن لهم أي دور في اختيار التخصص الذي ابتعثوا لدراسته، ربما كان الطالب المتعثر دراسياً يطمح بدراسة تخصص الهندسة المعمارية على سبيل المثال، ولكنه بعد المقابلات الشخصية وجد نفسه يعطى بعثة لدراسة الطب البشري، ولا يستبعد أن الطالب المبتعث لدراسة التخصص الذي لم يكن يميل إليه، قد طالب بتغيير الرغبة الدراسية التي أعطيت له إلى التخصص الذي يؤمن بأنه يستطيع من خلاله تحقيق طموحاته الدراسية بنجاح باهر، ولكن الجهات المعنية بتوزيع البعثات بالوزارة لم تستجب إلى طلبه، وعندها راح يدرس تخصصاً لا يرى نفسه فيه، فلهذا لم يستطع أن يحقق النتائج المرجوة في بعض مواده الدراسية. في مثل هذا الحال، هل ما حصل بعد ذلك للطالب من تعثر وإخفاقات دراسية يتحمل مسئوليتها هو أم تتحملها وزارة التربية والتعليم التي ابتعثته إلى دراسة مجال لا يميل إلى دراسته؟

في الوقت نفسه، الوزارة تعلم قبل غيرها أن هناك عشرات الطلبة والطالبات من المتفوقين والمتفوقات معدلاتهم التراكمية تفوق بكثير معدلات بعض الطلبة والطالبات الذين ابتعثوا إلى الخارج، وحُرموا من تحقيق رغباتهم الدراسية الأولى، بسبب المقابلات الشخصية التي استقطعت الوزارة لها نسبة 40 في المئة من معدلاتهم التراكمية، وراحوا يدرسون على نفقة أولياء أمورهم الذين اقترضوا مضطرين من البنوك، وحمّلوا أنفسهم أعباء مالية ثقيلة تمتد لسنوات طويلة، وحققوا النتائج المتقدمة في كل المواد الدراسية، ولم يتعثروا في أية مادة دراسية، ولكنهم تعثروا مالياً بعد انتهاء المبلغ المقترض، أليس مثل هؤلاء الطلبة والطالبات الذين أثبتوا جدارتهم دراسياً في التخصصات التي اختاروها لأنفسهم، يستحقون مساعدتهم مالياً من أجل أن يكملوا دراستهم بنجاح وتفوق، ومن دون منغصات نفسية ومعنوية ومالية؟

تحدثنا سابقاً وفي مرات كثيرة، عن سلبيات مشروع (60 ـ 40 في المئة)، وأنه سيكون طريقاً لوجود مثل هذه التعثرات والإخفاقات الدراسية، والدليل ما نراه جلياً في تصريح الوزارة الآنف الذكر. ولا ريب أن الرجوع عن تطبيق المشاريع التي لها انعكاسات وخيمة على واقع التعليم في البلاد أفضل بكثير من الاستمرار في تطبيقها، ويكفي ما أصاب التعليم في السنوات الأخيرة من انتكاسات وإخفاقات خطيرة.

فلتكن كل المبادئ الدستورية والقانونية، مثل العدالة والمساواة والإنصاف والمواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص والشفافية حاضرة بقوة في ثقافة الوزارة وممارساتها العملية، من أجل أن تكون ضمانة أكيدة لكل مواطن مجتهد وطموح يصبو لرفعة وطنه وخدمته في كل المحافل والميادين.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 5118 - السبت 10 سبتمبر 2016م الموافق 08 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 4:38 ص

      طبعا اذا الي تاعبين علىه اهله وطلع من الاوائل وبعدين تطلع له بعثة جامعة البحرين ويحرم من البعثة الخارجية ويرسل بدله من لا يوازيه في الجد والاخلاص علشان هذا من مكون وهذا من مكون اخر يلعن ام السياسة والتهميش

    • زائر 9 | 3:38 ص

      نتيجه ممارسات هذه الوزارة هو تخرج كوادرها اللي من صوبها قبل الاوان ميروك وزارة التخبط

    • زائر 8 | 2:54 ص

      ماذا تتوقع من طالب بنسبة 60 أو 70% ويبتعث إلى جامعة؟ وكيف إذا كان التخصص صعبا عليه؟ لو كانت البعثات حسب الكفاءات لما وصل الحال إلى ما وصل إليه.

    • زائر 7 | 1:20 ص

      متعثر ماليا

      صحيح. هناك من تعثر ماليا وهناك من تعثر دراسيا. السبب هو الوزارة. هناك سوء تخطيط والوزير عليه ان يستقيل

    • زائر 6 | 12:56 ص

      نتيجة متوقعة

      لا عجب ولا مفاجئة لهذه الشريحة من الطلبة واكن كانت نتيجة مفاجئة للكوادر التعليمية في تلك الجامعات لانهم كانوا متعودين على الجد والمستويات الرفيعة للطلبة البحرينيين المتفوقين

    • زائر 5 | 12:23 ص

      يعني مساعدة التربية للطلاب الراسبين ان سياسة توزيع البعثات اظهرت كل موافي جوفها من تهميش و الغاء للموكن الاصيل.
      و كله على نفقة الشعب طبعا.

    • زائر 4 | 12:03 ص

      الصراحه لابد من الدوله انها ترصد ميزانيه لكل طالب حتى التخرج من الثانوية لماذا لا تسلم كل طالب من لم يشغل الكرسي في المدارس الحكومية بان يسلم المبلغ اليه مما يساعده في الجامعه

    • زائر 3 | 12:01 ص

      كلام جميل وفي صلب الموضوع ياريت وزارته التربيه والتعليم تطلب من أولياء الأمور من اقترضه وأرسله ابناءه ان يتجه للوزارته التربيه والتعليم بنتائج ابناءهم ويتكفل التربيه بمصاريف الدراسيه ويقلل توتر الأسر اقتصادين بسبب عدم منح فرص للمتفوقين وتخصصات يرغبون فيه

    • زائر 2 | 11:28 م

      والله طالبتي معدلها 99.5
      والا تبغي طب لأن عندها هالمعدل على أساس أنها واو
      حصلت طب بعثه بالخليج العربي
      طالع حالتها زين تمشي
      المعدل مة أساس للحكم على اجتهاد الطالب بالجامعه في طلبة مايهتمون بالمدرسه ومن المتميزين بالجامعه

    • زائر 11 زائر 2 | 4:42 ص

      هلا هلا!
      اي .. المعدل مو مقياس ... بس ويش نقول عن مقابلة يعتمد عليها 40%من التقييم تنسأل فيها الطالبة "لو كنتي غيمة فأين ستمطرين"؟ . المفروض الوزارة يفتحون تحقيق في هالقضية

    • زائر 1 | 9:50 م

      لن يفلحوا هؤلاء أبدا و البعثات تم توزيعها بنفس اقصائي بغيض.
      و اما الطلبة المتفوقون الذين اضطروا للدراسة على حسابهم الخاص فهم يستحقون التحية و كل الدعم.

اقرأ ايضاً