العدد 5119 - الأحد 11 سبتمبر 2016م الموافق 09 ذي الحجة 1437هـ

العيد الكبير

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

دوماً نسمّي عيد الأضحى المبارك بالعيد الكبير، وهو العيد الثاني بعد عيد الفطر المبارك، ويبدأ بعد وقوف يوم عرفة، أي 10 ذو الحجّة، وينتهي يوم 13 ذو الحجة، ويعتبر هذا العيد ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم (ع)، عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل تلبية لأمر الله تعالى لذلك، فيقوم المسلمون بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بإحدى الأنعام خروف، أو بقرة، أو إبل، وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيته، ومن هنا جاء اسمه عيد الأضحى.

ولكن مع نزوح المدنية إلينا، والتغييرات التي حدثت في العادات والتقاليد، أصبح العيد الكبير حزيناً، والسبب هو سفر أكثر النّاس في هذا العيد، واغتنام فرصة طول الإجازة للراحة والاستجمام، مع أن الوالدين في هذا العيد ينتظرون أبناءهم على مائدة الغداء، ويريدون الفرح معهم.

للأسف، الوالدان دوماً ينتظرون بلهفة رؤية أبنائهم، وأبناؤهم ينتظرون بلهفة قدوم العيد للسفر مع أبنائهم، ولا يعيرون اهتماماً لمشاعر الوالدين، هذين الوالدين اللذين كانا في يوم من الأيام يربّيانهم صغاراً وينتظرانهم حتّى يكبروا ويكونوا بجانبهم!

أن تكون بجانب والديك في أي عيد وليس في العيد الكبير فقط هو البركة، وإن كان الجو حارّاً أو غير ملائم أو كان السفر رائعاً، إلا أنَّ روعة سعادة الوالدين لا تتبعها روعة أكثر، وسعادتهما بأن تكون حولهما أفضل من سعادتك مع أسرتك في أية دولة ما.

هناك إجازات كثيرة ستقدم إلينا، ونحن في مطلع العام حاليّاً، ولا تدرون ما يخبّيء لنا القدر من فقد الأحبّة، فانتهزوا الفرصة لتكونوا في أحضان والديكما اللذين شابا، وأكل الدهر عليهما وضعُفت صحّتهما، فهذه اللحظات قد لا تعود أبداً، فإذا كانا اليوم على الأرض، فقد يكونا تحتها في العيد الكبير المقبل.

هذه المناسبات هي فرصة لإعادة محاسبة النفس، وإعادة المصالحة معها، فهناك بيوت انطفأت جذوتها، ومات من يعمّرانها، ويدخل أبناؤها فيبكون تلك الأيام الجميلة الرائعة، فلا تبخلوا على والديكم رؤيتكم وحضوركم، ولا تجعلوهما يشقيان من أجل رؤيتكما في العيد.

نعلم أنّ الدنيا تشغلنا عمّن نحب، وخاصة عن الوالدين، لأنّ جلستهما ليست كجلسة الأصدقاء والأبناء، ولكن إن جلست معهما بحب وعطف فإنّ هذه الجلسة ستغيّر ما بداخلك، وستزيد من رزقك، وستعطيك الكثير من الخير، فلا تسمح لصاحب ولا ابن ولا زوجة ولا زوج أن يقنعكَ بجمال السفر وراحته، فالراحة هي عند أقدام والديك.

(عيدكم مبارك، وعساكم من العايدين السعيدين)، وما السعادة في هذا العيد وبقيّة الأعياد إلاّ عند أم أرضعت وشقيت، وأب ربّى وتعب من أجل سعادتكم، وهذه الدّنيا كفانا الله شرّها تأخذ منّا من نحب في لحظات، فاقتنصوا الفرصة ولا تفوّتوها.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5119 - الأحد 11 سبتمبر 2016م الموافق 09 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 9:17 ص

      أحسنت يأختي
      موضوع جميل أساساً ذكر الوالدين شئ جميل

    • زائر 6 | 2:07 ص

      اخواني الرجاء لا يتم تسيس العيد خل البقيه يعيدون بخير ولا تجيبو نكد و الحزن و القلق المزمن

    • زائر 5 | 2:04 ص

      عيدكم مبارك يا اختي مريم الشروقي بنت المحرق صح هذا طلع في السنوات الاخيره كل عيد سفر و كل عطله سفر و ايضا ألي يسافر طول شهر رمضان ..

    • زائر 3 | 11:31 م

      كل عام والجميع بخير..
      صدقت يا أختي.. رحم الله الوالد والوالدة كان جميلاً العيد عندما كنت أبدأه بمعايدتهما..

    • زائر 2 | 10:54 م

      أقبل علي العيد وازدادت الحسرات

      امااحنا ماعدنا بهجة عيد ولاشي ""وأمي سافرت اتفتر خاطرها وتدعوا لاولادنا المسجونين ""الله يخليش ياامي ولايرد دعاش الابالقبول ياجنتي

    • زائر 1 | 10:04 م

      كل يوم لايعصى الله فيه فهو عيد و لكن المعشم يرتكبون المعاصي بشكل يومي. البعض يأتمرون في أعمالهم بأوامر هي في حدها معصية فيشارك في ظلم الاخرين للحصول على الراتب. البعض يبيع او يعرض ما حرم الله على عباده.
      البعض يأتمر بأوامر الشيطان و ينسى آخرته

اقرأ ايضاً