العدد 5128 - الثلثاء 20 سبتمبر 2016م الموافق 18 ذي الحجة 1437هـ

واشنطن: المساعي لوقف إطلاق النار في سورية «لم تنته»

المساعدات متناثرة على الأرض بعد تعرض القافلة لهجوم  - afp
المساعدات متناثرة على الأرض بعد تعرض القافلة لهجوم - afp

فيما تغرق سورية مرة أخرى في سفك الدماء، وبعد أن أوقفت الأمم المتحدة قوافل مساعداتها الإنسانية في البلد المضطرب أمس الثلثاء (20 سبتمبر/ أيلول 2016)، تسعى الدول الكبرى جاهدة إلى إقناع نفسها بأن وقف إطلاق النار يمكن إنقاذه.

وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المساعي الأميركية الروسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات «لم تنتهِ»، ووعد باستئناف المحادثات الدولية هذا الأسبوع.


أميركا تعتبر أن الهدنة في سورية «لم تمت»... والأمم المتحدة تعلق توصيل المساعدات بعد الهجوم على القافلة

نيويورك - أ ف ب

فيما تغرق سورية مرة أخرى في سفك الدماء، وبعد أن أوقفت الامم المتحدة قوافل مساعداتها الإنسانية في البلد المضطرب أمس الثلثاء (20 سبتمبر/ أيلول 2016)، تسعى الدول الكبرى جاهدة إلى إقناع نفسها بأن وقف إطلاق النار يمكن إنقاذه.

وأكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أن المساعي الأميركية الروسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات «لم تنته»، ووعد باستئناف المحادثات الدولية هذا الأسبوع.

وأيد الرئيس الأميركي، باراك أوباما وزيره وقال بعد وقت قصير من تصريحاته إن الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم، وعلينا أن نبذل جهوداً دبلوماسية حثيثة تهدف إلى وقف العنف وتوصيل المساعدات للمحتاجين».

إلا أن تصريح كيري الحاسم بعد اجتماع مقتضب في نيويورك للمجموعة الدولية لدعم سورية، لم تخف جو التشاؤم بين وزراء خارجية دول المجموعة.

ووصل كيري إلى الاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ليترأس المجموعة التي تضم 23 دولة.

والعلاقات بين أعضاء المجموعة متوترة بعد الغارة الجوية التي شنها التحالف خطأ وأدت إلى مقتل أكثر من 60 جندياً سورياً السبت.

إلا أن كيري انتهز فرصة اجتماع أعضاء مجموعة الدعم في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ليجري محادثات أزمة.

ورغم أن جو المحادثات كان قاتماً ولم تثمر عن نتائج، إلا أنها شكلت فرصة لكيري ومبعوث السلام الدولي لسورية ستافان دي ميستورا للتأكيد على أن العملية لم تنهار.

ولم تستمر المحادثات أكثر من ساعة، وقال المشاركون فيها أن الجو كان متوتراً وجدياً.

وصرح المتحدث باسم كيري، جون كيربي أن الوزراء «اتفقوا على أنه رغم استمرار العنف إلا أنه لا يزال من الضروري السعي للتوصل إلى وقف للعداوات في جميع أنحاء سورية يستند إلى الترتيب الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في جنيف بين الأمم المتحدة وروسيا.

وصرح وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون للصحافيين إن «الجو السائد كان أن أحداً لا يريد التخلي عن وقف إطلاق النار».

وأضاف «بصراحة فإن عملية كيري ولافروف هي المساعي الوحيدة الآن وعلينا أن نعيدها إلى مسارها».

وصرح وزير خارجية فرنسا، جان-مارك إيرلوت أن الاجتماع كان متوتراً، إلا أنه قال إن على الدول الأخرى أن تساعد موسكو وواشنطن الآن في التغلب على الخلافات.

وقال «لقد كان اجتماعاً دراماتيكياً، والجو العام كئيب. هل يوجد أمل؟ لا أستطيع الإجابة عن ذلك بعد، لكن علينا أن نبذل كل ما بوسعنا».

وأضاف «المفاوضات الأميركية الروسية وصلت إلى حدها. والكثير لم يقل بعد. الروس والأميركيون لا يمكنهم أن يقوموا بذلك لوحدهم».

وبدون التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فستفشل محاولات إيصال المساعدات للمدنيين الذين يعانون من الجوع أو التوسط في إجراء حوار سياسي.

«هجوم وحشي»

طالب مسئولون أميركيون روسيا بتحمل مسئولية ما قالوا إنه ضربة جوية شنتها الطائرات الروسية أو السورية على قوافل المساعدات الدولية قرب مدينة حلب.

إلا أن وزارة الدفاع الروسية نفت أي دور لها في الهجوم وحاولت توجيه الاتهام إلى الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

كما نفى الجيش السوري علاقته بالغارة.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «الهجوم المشين والوحشي الذي يبدو أنه متعمد» الذي أدى إلى مقتل نحو 20 شخصاً.

وأكد وزير خارجية ألمانيا، فرانك-والتر شتاينماير أن الهجوم سمم أجواء اجتماع مجموعة دعم سورية حيث كان المشاركون يشعرون بـ «الاستياء الشديد».

وقال «كان الجميع مدركون أننا نجد أنفسنا مرة أخرى على أعتاب سورية».

وأضاف «لا يوجد سوى مسار وحيد للحل في سورية وهو بذل الجهود الجديدة دائماً لخفض مستوى العنف. ولتحقيق ذلك على القوى الإقليمية أن تبذل المزيد من الجهود».

اشتعال القتال

ميدانياً، تعرضت الأحياء الشرقية في مدينة حلب أمس (الثلثاء) لقصف مدفعي وجوي كثيف.

وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط أكثر من 27 برميلاً على شرق المدينة خلال النهار، بعد قصف كثيف مساء الاثنين استمر حتى ساعات الصباح الأولى.

وقال مراسل لوكالة «فرانس برس» إن سكان هذه الأحياء لازموا منازلهم خشية من القصف.

وفي الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، تعرض حي الموكامبو للقصف.

وتسببت غارات على قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي أمس بمقتل «نحو عشرين مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية حيوية من الشاحنات»، وفق ما أعلن الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.

ونعى الهلال الأحمر في حلب رئيس شعبته في أورم الكبرى عمر بركات إضافة إلى عدد من سائقي الشاحنات وعمال تفريغ المواد الذين قضوا خلال القصف. وأعلن في بيان تعليق جميع أعماله في محافظة حلب ثلاثة أيام.

وقال الاتحاد الدولي للهلال الأحمر والصليب الأحمر أن غارة الاثنين دمرت 18 إلى 31 شاحنة على الأقل إضافة إلى مخزن تابع للهلال الأحمر.

وقال الاتحاد إن «قسماً كبيراً من المساعدات دمر» مؤكداً أن «الهجوم يحرم آلاف المدنيين من المساعدات الغذائية والطبية الضرورية».

وتبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات منذ أيام بشأن إعاقة تنفيذ الاتفاق. وقال الكرملين أمس (الثلثاء) إنه لا يمكن إعادة العمل بالهدنة في سورية ما لم يوقف «الإرهابيون» هجماتهم.

«نستعد للبراميل»

على جبهات أخرى، شهدت الغوطة الشرقية قرب دمشق اشتباكات عنيفة بعد ساعات على إعلان الجيش السوري بدء عملية واسعة ضد الفصائل المقاتلة.

وبحسب مراسل «فرانس برس»، تردد دوي المعارك بين الطرفين خلال ساعات الليل حتى صباح الثلثاء.

وفي وسط البلاد، قال الناشط المعارض، حسان ابو نوح لـ «فرانس برس» إن قوات النظام استهدفت بالمدفعية مدينة تلبيسة، إحدى أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حمص.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، حلقت الطائرات الحربية في أجواء مناطق عدة بينها مدينة سلقين التي تسيطر عليها «جبهة فتح الشام» المتحالفة مع فصائل مقاتلة.

وقال الناشط المعارض نايف مصطفى لـ «فرانس برس»: «الوضع هادئ حالياً، لكن خلال الليل قصف الطيران بالرشاشات الثقيلة المدينة». وأضاف «انهارت الهدنة والناس تستعد مجدداً لتلقي البراميل. هذا هو حالنا».

من ناحية أخرى صنفت الولايات المتحدة جماعة «جند الأقصى» السورية رسمياً منظمة «إرهابية عالمية»، فيما تتواصل المحادثات لاستئناف وقف إطلاق النار في سورية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الجماعة التي ظهرت قبل أربع سنوات كانت في الأساس وحدة في «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية، قبل أن تنشق عنها.

العدد 5128 - الثلثاء 20 سبتمبر 2016م الموافق 18 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً