العدد 5129 - الأربعاء 21 سبتمبر 2016م الموافق 19 ذي الحجة 1437هـ

غارات كثيفة على احياء حلب الشرقية ومساع دولية لاستئناف المفاوضات

تعرضت الاحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سوريا لغارات كثيفة اليوم الخميس (22 سبتمبر / ايلول 2016) تسببت بسقوط قتلى بعد ليلة تخللها اندلاع حرائق ضخمة، في وقت اعربت الامم المتحدة عن املها ببدء "محادثات مباشرة" بين الاطراف السورية في الاسابيع المقبلة.

في جنوب سورية، قتل الخميس 12 شخصا على الاقل بينهم "وزير في الحكومة المؤقتة" المنبثقة عن المعارضة في تفجير استهدف افتتاح مخفر في مدينة انخل في محافظة درعا.

وفي اطار استكمال اتفاق توصلت اليه الحكومة السورية والفصائل في وقت سابق، خرج الخميس 123 مقاتلا برفقة 157 مدنيا من افراد عائلاتهم من حي الوعر، اخر معقل للمعارضة في مدينة حمص (وسط).

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "طائرات روسية ترافقها مروحيات سورية نفذت عشرات الغارات منذ منتصف ليل امس على احياء عدة في شرق حلب، ما ادى الى مقتل 13 مدنيا بينهم ثلاثة اطفال".

وتركز القصف بعد منتصف الليل على حيي بستان القصر والكلاسة، ما تسبب وفق المرصد "باندلاع حرائق كبرى خصوصا في حي بستان القصر".

واوضح عبد الرحمن ان "القصف على هذين الحيين هو الاعنف منذ اشهر" لافتا الى "دوي انفجارات ضخمة هزت هذين الحيين وترددت اصداؤها في الاحياء الغربية المجاورة حيث تمكن السكان من معاينة السنة النيران المندلعة".

وافاد مراسل لفرانس برس في بستان القصر باندلاع حرائق في الشارع الذي يقطن فيه إثر غارات جوية، مشيرا الى ان عناصر الدفاع المدني عملوا لوقت طويل على إطفاء الحرائق.

وقال المتحدث الاعلامي باسم الدفاع المدني في حلب ابراهيم ابو الليث لفرانس برس "القصف كان متواصلا وعنيفا بشكل لا يوصف".

واتهم مركز حلب الاعلامي وناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي طائرات النظام السوري وروسيا بإلقاء قنابل حارقة على الاحياء الشرقية. ولم يكن في الامكان التأكد من ذلك.

- فساد المساعدات- ويعيش نحو 250 الف مدني محاصرين في الاحياء الشرقية وتحت القصف في ظل نقص في المواد الغذائية، في وقت تتعثر جهود الامم المتحدة لادخال قوافل مساعدات.

وقال رئيس مجموعة العمل حول المساعدات الانسانية في سوريا يان إيغلاند للصحافيين في جنيف الخميس إن "40 شاحنة تنتظر على الحدود التركية السورية والمواد الغذائية ستفسد الاثنين". واضاف مناشدا الرئيس السوري بشار الاسد "ارجو منك أن تقوم بما ينبغي للسماح لنا بالوصول إلى شرق حلب والى المناطق المحاصرة الاخرى ايضا".

وياتي التصعيد الميداني على جبهات عدة في سوريا بعد اعلان الجيش السوري الاثنين انتهاء هدنة استمرت اسبوعا بموجب اتفاق روسي اميركي. وتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلة تنفيذ الاتفاق في وقت تتمسك واشنطن بإدخال المساعدات الى المناطق المحاصرة كبند رئيسي.

وتصاعد التوتر بين الطرفين إثر تعرض قافلة مساعدات إنسانية الاثنين لغارات تسببت بمقتل عشرين مدنيا وموظفا في الهلال الاحمر السوري. واتهمت واشنطن الطائرات الروسية وحليفتها السورية بتنفيذ الغارات، الامر الذي نفته كل من موسكو ودمشق.

وعلقت الامم المتحدة الثلاثاء عملياتها الانسانية في سوريا قبل ان تعلن الخميس استئناف إرسال المساعدات الى المناطق المحاصرة، وتوجه قافلة الى منطقة على اطراف دمشق، وفق ما اعلن المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ينس ليركي في بيان.

وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الخميس بدخول "23 شاحنة تتضمن مئات السلل الغذائية" الى مدينة المعضمية في ريف دمشق.

- "مفاوضات مباشرة" في جنيف، اعلن مساعد دي ميستورا، رمزي عز الدين رمزي للصحافيين ان "المبعوث الخاص اعلن بوضوح شديد انه سيعمل فورا على بدء محادثات تحضيرية بين الاطراف السورية تمهيدا لمفاوضات مباشرة" مضيفا ان الامم المتحدة تامل في ان تجري هذه المحادثات "في الاسابيع المقبلة".

ويأتي موقف دي ميستورا قبيل اجتماع تعقده "المجموعة الدولية لدعم سوريا" في نيويورك الخميس في مسعى لانقاذ العملية الدبلوماسية الرامية لوقف الحرب التي تسببت منذ منتصف اذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 300 الف شخص.

وكان وزراء خارجية دول المجموعة عقدوا اجتماعا الثلاثاء على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة بعد انهيار الهدنة في سوريا. لكن الاجتماع الذي لم يستمر اكثر من ساعة، لم يسفر عن نتيجة وقال مشاركون فيه ان الجو كان متوترا.

واستبق وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري الاجتماع اليوم بلقاء عقداه في نيويورك، وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الروسية في رسالة على صفحتها على موقع فيسبوك الخميس.

وذكرت ان الرجلين تحادثا اولا في اتصال هاتفي جرى "بمبادرة من الاميركيين" قبل ان يلتقيا يرافق كل منهما وفد بلده "لمواصلة مناقشة مسألة التسوية (النزاع) السورية".

وفي الداخل السوري، قتل الخميس 12 شخصا على الاقل بينهم وزير الادارة المحلية في "الحكومة السورية المؤقتة" المنبثقة عن المعارضة يعقوب العمار واصيب العشرات بجروح جراء تفجير استهدف افتتاح مخفر للشرطة المحلية في مدينة انخل في محافظة درعا في جنوب سوريا.

في وسط سوريا، اعلن محافظ حمص طلال البرازي الخميس "خروج 123 مسلحا و157 مدنيا من عائلات المسلحين إلى ريف حمص الشمالي" بموجب اتفاق تم التوصل اليه نهاية العام الماضي باشراف الامم المتحدة.

وتغيب ممثلو الامم المتحدة عن الاشراف على تنفيذ الاتفاق الذي سيستكمل في الايام المقبلة بعدما انتقد دي ميستورا مطلع الشهر الحالي "إستراتيجية" إخلاء مدن محاصرة في سوريا.

من جهة اخرى، منحت المنظمة السويدية الخاصة "رايت لايفليهود" الخميس جائزتها السنوية لحقوق الانسان الى متطوعي الدفاع المدني في سوريا. واشادت "بشجاعتهم الاستثنائية وتعاطفهم والتزامهم الانساني لانقاذ المدنيين من الدمار الذي تسببه الحرب الاهلية السورية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً