يعتبر انتشار مرض الايدز في مراحله الاولية، وتشير التقديرات الى انه سيقتل 70 مليون نسمة في العالم، الا اذا قامت الدول الغنية بدفع ثلاثة اضعاف ما تنفقه حاليا لكبح جماح هذا الوباء، كما جاء في تحذير الامم المتحدة الشهر الماضي.

وكشف التقرير الاخير للأمم المتحدة عن ان 40 مليون نسمة يعانون من هذا المرض وان معدل الاصابة بالفيروس في ازدياد مستمر في البلدان الأكثر ارتفاعا في معدل الاصابة، اذ اخذ ينتشر في قطاعات سكانية جديدة في بلدان مثل افريقيا وآسيا والبحر الكاريبي وأوروبا الشرقية.

وذكر مسئولون ان كل الارقام التي نشرت مروعة تقريبا، وتظهر ان المقياس اخذ في الارتفاع، اذ قتل الايدز 3 آلاف نسمة العام الماضي، واصيب 5 آلاف آخرون بالعدوى. ويذكر ان هذا المرض حصد 20 الف نسمة منذ اكتشافه في العام 1981، وتسبب في ظهور 14 مليون يتيم حتى الان.

يبقى ان البلدان الافريقية في جنوب الصحراء هي اسوأ الدول تأثيرا في القارة وتبلغ نسبة الاصابة فيها 70 في المئة اجمالي المصابين بالمرض في العالم و 2,2 مليون من حالات الوفاة في العام الماضي. وتبلغ نسبة المصابين من البالغين الذين تتراوح اعمارهم بين 15و49 قرابة 9 في المئة.

وتعتبر بوتسوانا هي الدولة الاكثر ارتفاعا في معدل الاصابة، اذ تبلغ نسبة المصابين بالمرض او الحاملين للفيروس 39 في المئة، بزيادة 3 في المئة مقارنة في العام الماضي. وانخفض معدل الاعمار من 65 في العام 1992 الى 42.

وتعدى معدل انتشار المرض بين البالغين في خمسة بلدان اخرى 20 في المئة ففي زيمبابوي، يعاني ثلث عدد البالغين من الاصابة، ويتوقع ان تكون حالات الوفاة بين الشباب في جنوب افريقيا خلال العشرين السنة المقبلة اكثر 17 مرة بسبب تفشي الايدز.

غير ان المشكلة خطيرة ايضا في مكان آخر. فالاتحاد الروسي وأوروبا الغربية يتسمان بوجود اسرع نمو وبائي في العالم، وفي اوكرانيا ترجع 25 في المئة تقريبا من الاصابات الى الاتصال الجنسي.

وكذلك الحال في الصين اذ يعتبر الاتصال الجنسي المغاير هو اكثر وسائل انتقال المرض وانتشاره بانتقاله عن طريق ابر الحقن ونقل الدم غير الآمن. وذكر ان نسبة الاصابة بفيروس الايدز ارتفعت 70 في المئة تقريبا خلال الشهور الستة الاولى من العام 2001. ولوحدث واصيب 1 بالمئة فقط من اكثر دول العالم كثافة سكانية، فإن ذلك سيترجم الى 13 مليون نسمة، اي اكثر من عدد اكبر الدول في افريقيا معاناة في نسبة الاصابة.

وفي جلسة خاصة للجمعية العمومية للأمم المتحدة عن الايدز، تبين ان هناك حاجة لانفاق 10 مليارات دولار مع العام 2007 لمعالجة المرض، بينما يبلغ الانفاق حاليا على الايدز في البلدان الفقيرة 3 مليارات فقط.

وقال المدير التنفيذي لشئون الايدز في الامم المتحدة بيتربلون: «لم نصل الى ذروة انتشار الايدز كوباء بعد، وهو وباء غير مسبوق في التاريخ البشري». واضاف: «المال المطلوب للانفاق لا يساوي ذلك الذي ينفق للوصول للقمر. وبكل المعايير المستخدمة لاختراقات الأمن، يعتبر ذلك المبلغ تافها. انها فضيحة كبيرة، فالمجتمع الدولي لا يقدم ما يجب ان يقدمه. انهم يعتبرونها مشكلة هامشية، غير ان الايدز اصبح قضية بالنسبة للتطور الاقتصادي والاجتماعي والأمني. والعالم لا يستطيع ان يتحمل كون قارة مثل افريقيا غير مستقرة بسبب الايدز»