العدد 5 - الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 03 رجب 1423هـ

علماء فلك يتحدثون عن احتمال اصطدام «كويكب» بالأرض

يتحدث بعض علماء الفلك عن ان الاول من فبراير/شباط 2019 سيكون تاريخا جديدا لـ «نهاية الحضارة»، وذلك بتحذيرهم من احتمال حدوث اصطدام مباشر لكويكب حديث الاكتشاف يسمى (2002 NT7) بالأرض، مسببا دمارا قاريا على نطاق واسع سيؤدي إلى تغيير المناخ العالمي.

ويقدر قطر هذه الكتلة الصخرية الفضائية بحوالي اثنين إلى ثلاثة كيلومترات، وتقدر سرعة ارتطامها بالأرض بـ 26 كيلومترا في الثانية، وتطلق طاقة تصل إلى مليون ميغاطن من مادة (TNT)، وهي كافية لإحداث كارثة.

وقد وصفه الخبراء بأنه أخطر كويكب اكتشف حتى الآن. ويعاد حساب مدار الكويكب (2002 NT7) مرة يوميا في ثلاثة أجزاء مختلفة من الكرة الأرضية لتحديد ما إذا كان سيخطئ الأرض، وإذا كان كذلك فكم من المسافة سيخطئها. ويقول عالم الفلك في مركز معلومات الكواكب القريبة من الأرض في مركز الفضاء القومي في ليسستر، انجلترا، والاستاذ في جامعة كوين، بلفاست، ايرلندا الشمالية، ألن فيتزمونز: «تظهر التقديرات الآن أن احتمال ارتطام الكويكب بالأرض هو واحد من 60000».

وقد حدد فريق من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا موقع الكويكب، مستخدما تلسكوبات القوات الجوية الأميركية في سوكورو، نيومكسيكو.

وتسمى الأجسام القريبة من الأرض أحيانا بالكواكب الصغيرة أو الكويكبات أو المذنبات، وهي غير واضحة في مجموعة النظام الشمسي. أما القمر ومسطحات كوكبية أخرى فهي موسومة بنتوءات جراء ارتطام سلسلة من الكويكبات والمذنبات عبر بلايين السنين. وتزول الأضرار التي تتعرض لها الأرض بفعل عوامل الرياح، الأمطار وأوراق النباتات، ورصد الخبراء زوارا خطرين من هذه الكويكبات بمعدل زائر يوميا وبما يقارب 400 زائر سنويا.

ويقول عضو البرلمان البريطاني، ليمبيت أوبيك: «لو ارتطم كويكب عرضه ميل واحد بالأرض فإنه سيسبب زلازل ونيرانا، وشتاء نوويا وأمواجا من المد والجزر، مما سيؤدي إلى انقراض سبعة من كل عشرة من الأحياء التي تعيش على وجه الأرض». ويأتي هذا التصريح في إطار حملة يسعى من خلالها إلى زيادة دور الحكومة تجاه هذا التهديد الكوني. ويستطرد عضو البرلمان قائلا: «نحن نعيش في مسار كوني ضيق ككرة البولنغ المكونة من عشرة أهداف، حيث تمثل فيه الكويكبات الكرات، بينما تمثل الأرض أحد هذه الأهداف. وأية ضربة مشؤومة ستكون نهاية البشرية». وقبل أن يولي علماء الفلك اهتماما أكثر بتهديد الكويكب (2002T7) كان تفكيرهم يتجه ناحية كارثة كونية أخرى محتملة، وهي الكويكب (2002Y04) الذي أُكتشف أولا منذ عشرة أيام خلت، وكان من المرجح انطلاقه في 18 أغسطس/ آب، مارا بمحاذاة الأرض ومحدثا أزيزا قويا. وبات من المؤكد أنه سيخطئ الأرض بهامش واسع، ولكنه سيكون ساطعا إلى درجة تمكن رؤيته بتلسكوب ثنائي العينين أو تلسكوب مراقبة. ولكن هناك احتمالا واحدا من 500000 بمعاودة انطلاقه وارتطامه بالأرض في 18 أغسطس 2022. وقد احترقت كويكبات حجمها يقل عن 50 مترا في الفضاء، بينما ارتطمت أجسام أخرى أكبر حجما بالأرض كل 250 عاما؛ اذ ضرب كويكب مشهور منها آلاف الأميال السريعة المربعة من غابات سيبيريا في العام 1908. واصطدم كويكب بحجم عشرة كم أو أكثر بالأرض منذ 65 مليون عام يعتقد أنه أدى إلى انقراض الديناصورات.

وقدر الخبراء أن مذنبا بحجم ثلاثة كيلومترات يمكن أن يحدث ارتطامه حفرة بعمق 60 كيلومترا، ويدمر مساحة في حجم المكسيك أو الهند، ويقتل بليونا من البشر أو أكثر.

ويقول عالم الفلك في مركز معلومات الكواكب القريبة من الأرض في ليسستر، ألكس بارنيت: «لا يمكنك أن توبخ الناس على انطباعهم بأن الأرض أصبحت صالة للرماية الكونية، ولكن ما نحتاج للتركيز عليه هو النتائج المهمة لهذه الاستكشافات». ويضيف قائلا: «تعامل العلماء بجد مع هذه القضية ولذلك حصلنا على فهم أفضل عن أماكن هذه الكويكبات، وهل يمثل أي منها خطرا».

«الغارديان» البريطانية

العدد 5 - الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 03 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً