العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

“الغبار العصبي”يرصد الصحة

يراهن باحثون بقدرتهم على زرع أجهزة استشعار لا سلكية في جسم الإنسان لتتبع النشاط العصبي والسيطرة على الأطراف الصناعية من الجيل التالي في غضون عامين.

وتعاون فريق متكامل في صناعة جهاز أطلقوا عليه “الغبار العصبي” في شركة “فيتبيت” وهو جهاز لا سلكي صغير جداً يمكن زراعته في الجسم لتتبع النشاط العصبي ورصد الحالة الصحية من الداخل. ومن المؤمل أن يوفر الجهاز طريقة جديدة محتملة لمراقبة أو علاج مجموعة من الأمراض من بينها الصرع والسيطرة على الأطراف الصناعية من الجيل التالي.

وأثبتت التقنية نجاحها على الفئران، ويمكن اختبارها في الناس في غضون عامين، بحسب الباحثون.

وقال ميشيل ماهابيز وهو أستاذ مشارك في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا، بيركلي: “يمكنك أن يساهم “فيتبيت” في جمع الكثير من البيانات التي نعتقد أن الحصول عليها صعب في الوقت الراهن”.

واعتمد الباحثون على تطوير التقنيات اللاسلكية فالتقنيات الطبية الحالية توظف مجموعة من الأقطاب الكهربائية السلكية وتعلق على أجزاء مختلفة من الجسم لرصد وعلاج أمراض تتراوح من عدم انتظام ضربات القلب إلى الصرع. ولفت ماهابيز إلى أن فكرة الاختراع الجديد تقوم على جعل التقنيات لا سلكية.

وتستخدم أجهزة الاستشعار الحديثة الموجات فوق الصوتية على حد سواء من أجل العلاج واسترداد البيانات من الجهاز العصبي، وبذلك تتخلص من الأسلاك والبطاريات، وهي في حجم حبة الرمل.

“الغبار العصبي” يدخل حيز التجربة على الفئران ووضع في الجهاز العصبي المحيطي وهو جزء من الجهاز العصبي في الجسم يقع خارج الدماغ والحبل الشوكي، وفقا لنتائج الدراسة التي نشرت الشهر الماضي في مجلة الخلية العصبية.

وعلق طالب علم الأعصاب ريان نيلي قائلاً: “يهدف المشروع إلى تخيل الجيل القادم من واجهات الدماغ والآلة، وجعل التكنولوجيا السريرية قابلة للحياة”. وصنعت الأجهزة من مكونات تسمى بلورات كهروضغطية التي تحول الموجات فوق الصوتية إلى كهرباء تمكن الترانزستورات الصغيرة في اتصال مع الخلايا العصبية في الجسم. وبذات الموجات يرسل الجهاز البيانات إلى جهاز الاستقبال خارج الجسم.

وقال الباحثون أن هذه المجسات اللاسلكية يحتمل أن تعطي مبتوري الأطراف أو ممن يعانون شللاً رباعياً وسيلة أكثر كفاءة من السيطرة على الأجهزة التعويضية في المستقبل.

من جهته أكد أستاذ جراحة المخ والأعصاب في جامعة واشنطن في سانت لويس إيريك ليوثوردت أن هذه الأجهزة من شأنها تسجيل البيانات من داخل الجسم، ولا يزال العمل جارياً لتأهيلها لتصبح جهاز طبي صالح للاستخدام السريري”. وأضاف: “نحتاج للمزيد من التقدم قبل التمكن من زراعة الجهاز في الدماغ، فنحن بحاجة لجهاز أصغر بنحو 50 ميكرون، عن عرض شعرة الإنسان. وهي ليست مهمة مستحيلة”.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً