العدد 5137 - الخميس 29 سبتمبر 2016م الموافق 27 ذي الحجة 1437هـ

الجيوب الأنفية

نبيل حسن تمام comments [at] alwasatnews.com

طبيب بحريني

الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف مليئة بالهواء ويوجد منها أربعة أزواج، تقع في الجمجمة وعظام الوجه، حيث تحيط بتجويف العين متصلة كلها بتجويف الأنف عبر قنوات لتمرير الإفرازات الناتجة منها ولدخول الهواء من الأنف لها للتهوية. مازال هناك جدل طبي حول وظيفة تلك الجيوب، نذكر منها زيادة صدى الصوت الصادر من الحنجرة، تقليل وزن الجمجمة والرأس، تقليل تأثير الصدمات للوجه، تنظيم ضغط الهواء في الأنف، زيادة المناعة نتيجة وجود بعض المضادات الحيوية ضمن إفرازاتها، وتشترك تلك الجيوب مع الأنف في وظيفة ترطيب وتدفئة الهواء أثناء الاستنشاق قبل وصوله للرئتين.

التهابات الجيوب الأنفية قد تكون حادة على مدى أيام أو أسابيع، أو مزمنة عندما تطول فترة الالتهابات عن ثلاثة شهور، أو متكررة بحيث تصيب الإنسان عدة مرات في خلال السنة الواحدة. إما أن تكون الالتهابات فيروسية أو بكتيرية أو فطرية نادراً، ويجب أن نفرق بين تلك الالتهابات وبين التهابات الحساسية التي قد تكون موسمية نتيجة موسم تلاقح الزهور أو طوال السنة نتيجة وجود حشرة لا ترى بالعين المجردة تعيش معنا في الأثاث المنزلي.

هناك عوامل مساعدة على حدوث التهابات الجيوب الأنفية نذكر منها العامل الوراثي فيما يخص الحساسية، وجود انحراف في وتد أو الحاجز الأنفي أو تضخم غير طبيعي في قرنيات الأنف التي توجد تشريحياً في الأنف، لأنها تؤدي وظيفة جيدة، ولكن تضخمها قد يؤدي إلى انسدادات، أو في حال وجود زوائد لحمية أنفية تسد فتحات وممرات الجيوب الأنفية.

هناك عوامل عامة يمر بها الإنسان تؤدي إلى مشاكل في الجيوب الأنفية، كالحالة النفسية عامة، وقلة النوم، وتقلب الهرمونات أثناء الدورة الشهرية أو أثناء الحمل عند النساء، وعند البلوغ لدى الأولاد والبنات، وفي حالة وجود أمراض مزمنة سواء كانت وراثية أو مكتسبة تقلل مناعة الجسم بشكل عام، هذا إلى جانب بعض العوامل الخارجية وهي الاختلاف السريع في درجات الحرارة، أو التعرض لبعض الأبخرة والروائح التي تؤثر سلباً على وظيفة الأنف، ونذكر بعض الأدوية خاصة أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم أو الأدوية السيكولوجية التي تسبب انسدادات في الأنف، ويلعب التدخين عاملاً سلبياً في مشاكل الجيوب الأنفية.

تختلف الأعراض وحدتها من شخص إلى آخر، قد تتكون من انسداد ومخاط له لون مخضر أو مصفر مع بلغم، وقد يكون هناك نزيف أنفي مصاحباً له، وقد تتأثر حاسة الشم والتذوق، وهذا يؤدي إلى آلام شديدة في الوجه ومقدمة الرأس. أما أعراض الحساسية فتكون مصحوبة بنوبة عطس متكرر وثم يلحقه سيلان ورشح مائي حيث قد تتطور الأعراض ويحدث الانسداد والبلغم والإحساس بثقل في الرأس أو الدوار البسيط، وكما ذكرنا سابقاً أن الفترة الزمنية لوجود تلكم الأعراض هي التي تحدد نوعها إما حاد أو مزمن.

عادة يكون التشخيص بتناول السيرة المرضية بالتفصيل يتبعه الكشف الإكلينيكي على الأنف، وبالمناظير التي تتم في العيادة الخارجية باستخدام التخدير الموضعي في بعض الحالات، وبالأشعات العادية أو المقطعية في حال الاشتباه بوجود مضاعفات او لتأكيد التشخيص أو في حال اتخاذ قرار بإجراء جراحي للجيوب باستخدام المناظير.

هناك علاجات شعبية بالإمكان إجراؤها في المنزل نذكر منها وضع الكمادات الحارة على الوجه لتخفيف آلام الالتهابات الحادة، استخدام قطرات محلول الملح، استخدام قطرات إزالة الاحتقان الأنفي التي تختلف في تركيزها بين الأطفال والكبار ولكن يجب الحذر بعدم استخدامها لفترة طويلة من الزمن، هذا إلى جانب استخدام مسكنات الآلم المتنوعة والعديدة.

وأما العلاجات الطبية فتتمثل في وصف المضادات الحيوية في حال الالتهابات البكتيرية، والمسكنات ومزيل الاحتقان مع الراحة التامة في حال الالتهابات الفيروسية، والحلول الجراحية في حال الالتهابات الفطرية، هذا إلى جانب الراحة التامة والنوم الكافي المريح والإكثار من شرب الماء والسوائل. وعادة يتم اللجوء للخيارات الجراحية في حالات الالتهابات المزمنة والمتكررة على مدى فترات طويلة من الزمن، حيث يتم تعديل انحراف الحاجز الأنفي وإزالة الزوائد اللحمية في حال وجدت، والأهم على الإطلاق هو تحسين التهوية في الأنف والجيوب الأنفية بالمناظير باستخدام التخدير الكلي، والتي يتم إجراؤها روتينياً في البحرين منذ بداية تسعينيات القرن الماضي.

تلك لمحة بسيطة عن ماهية ومشاكل الجيوب الأنفية، وهي منتشرة لدينا في البحرين، وتصيب الأطفال والكبار، نساءً ورجالاً، ويبقى أن نقول دوماً إن الوقاية خير من العلاج، وننصح كل فرد أن يتعرف على مسببات مشاكل جيوبه الأنفية من أجل تفاديها قدر الإمكان.

إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"

العدد 5137 - الخميس 29 سبتمبر 2016م الموافق 27 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 12:32 م

      التوعية الصحية
      شكراً د. نبيل، على هذه المعلومات .. عن مرض (الجيوب الأنفية) .. و نتمنى الشفاء العاجل لجميع المرضى.

    • زائر 5 | 3:57 ص

      المرض منتشر وتسليط الضوء عليه مطلوب والتوعية بشأنه تبعاته مهمة.
      بالغ الشكر لصاحب المقال...

    • زائر 4 | 2:17 ص

      معلومات مهمة و مفيدة توضح لنا ما يحدث لنا و ما تشخيصه و فكرة عن علاجه،،
      جزاك الله كل خير و دمت في رعايته.

    • زائر 3 | 1:08 ص

      شكرا دكتور

    • زائر 2 | 12:18 ص

      كل الشكر والتقدير لك يادكتورنا المحترم على توضيح هذا الموضوع حيث منتشر هذه الأعراض هذه الأيام بكثره عساك على القوه دوم

    • زائر 1 | 12:01 ص

      لك الشكر كل الشكر يادكتور على هذا الموضوع الهام والايضاح الكبير لما يتعلق بهذا المرض الذي انا اعانه منه وقد احطتتا بكثير من النقاط الهامة الجديرة بالتوقف عندها .

اقرأ ايضاً