العدد 5137 - الخميس 29 سبتمبر 2016م الموافق 27 ذي الحجة 1437هـ

التقدم البشري يتحقق بمدى استعدادنا أن نكون زملاء عمل مع الرب (5)

باراك أوباما comments [at] alwasatnews.com

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

(كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة)

اسمحوا لي بأن أختم بقولي إنني أدرك أن التاريخ يروي قصة مختلفة عن تلك التي تحدثت عنها اليوم. هناك وجهة نظر أكثر قتامة وأكثر سخرية يمكننا أن نتبناها. وكثيرا ما كان البشر مدفوعين بالجشع والسلطة. وطوال أغلب فترات التاريخ قامت الدول الكبيرة بالتحكم بالدول الأصغر. وكثيرا ما وجدت القبائل والمجموعات العرقية للتعريف عن أنفسها من خلال ما تكره وليس فقط من خلال الأفكار التي تربطها معا.

أعتقد البشر مرارا وتكرارا أنهم وصلوا أخيرا إلى مرحلة التنوير فقط ليكرروا مرة أخرى دورات الصراع والمعاناة. ولعل هذا هو قدرنا. يجب علينا أن نتذكر أن الخيارات الفردية للبشر قادتنا إلى حرب عالمية متكررة. ولكن علينا أيضا أن نتذكر أن الخيارات الفردية للبشر خلقت الأمم المتحدة لتجنب وقوع حرب أخرى من هذا القبيل. يمكن لكل قائد منا ولكل دولة ان تختار رفض أولئك الذين يجتذبون دوافعنا الأسوأ، ونحتضن أولئك الذين يجتذبون الأفضل فينا؛ لأننا قد أظهرنا أننا نستطيع اختيار تاريخ أفضل.

جالسا في زنزانة سجن، كتب مارتن لوثر كينغ جونيور الشاب أن «التقدم البشري لا يدور على عجلات الحتمية. إنه يأتي من خلال بذل الجهود الدؤوبة من البشر المستعدين لأن يكونوا زملاء عمل مع الرب». وخلال هذه السنوات الثمانية، ومن خلال سفري إلى الكثير من بلدانكم، رأيت هذه الروح في شبابنا، والذين هم أكثر تعليما وأكثر تسامحا، وأكثر شمولا وأكثر تنوعا، وأكثر إبداعا من جيلنا والذين هم أكثر تعاطفا ورأفة حيال إخوانهم في الإنسانية من الأجيال السابقة. ونعم، وبعض ذلك يأتي من مثالية الشباب ولكنه يأتي أيضا من وصول الشباب إلى المعلومات عن الشعوب والأماكن الأخرى، وهو فهم فريد من نوعه في التاريخ البشري مفاده أن مستقبلهم مرتبط بمصائر البشر الآخرين في الجانب الآخر من العالم.

وأفكر في الآلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية من جميع أنحاء العالم والذين تطوعوا لمكافحة إيبولا. أتذكر رجال الأعمال الشباب الذين قابلتهم والذين بدأوا الآن بإقامة شركات صغيرة في كوبا، والبرلمانيين الذين كانوا لسنوات قليلة مرت سجناء سياسيين في ميانمار. وأفكر في الفتيات اللواتي تحدين التهكم أو العنف فقط للذهاب إلى المدرسة في أفغانستان، وطلاب الجامعات الذين أنشأوا برامج الإنترنت لرفض التطرف من قبل منظمات مثل تنظيم الدولة الإسلامية. أنا أستمد القوة من الشباب الأميركي - رجال الأعمال الشباب والنشطاء والجنود والمواطنين الجدد - الذين أعادوا تشكيل أمتنا مرة أخرى، والذين لم يتقيدوا بالعادات والتقاليد القديمة، وغير مثقلين بما هو، ولكن بدلا من ذلك مستعدين لاغتنام فرصة ما يجب أن يكون.

إن عائلتي الخاصة تتكون من اللحم والدم والتقاليد والثقافات والأديان التي تعود لأجزاء مختلفة من العالم، تماما مثل أميركا التي بنيت من قبل المهاجرين من كل شاطئ. وفي حياتي الخاصة، وفي هذا البلد، وبصفتي رئيسا، تعلمت أن هوياتنا يجب ألا تحدَّد من خلال إذلال شخص آخر، ولكن يمكن أن تتعزز من خلال رفع شخص آخر. لا يجب تحديدهم من خلال معارضتهم الآخرين، ولكن من خلال الإيمان بالحرية والمساواة والعدالة والإنصاف.

وإن تبني هذه المبادئ بشكل عالمي لا يضعف شعوري الخاص بالاعتزاز، حبي الخاص لأميركا، بل يقويه. وفي اعتقادي أن هذه المثل تطبق في كل مكان لا يقلل من التزامي لمساعدة أولئك الذين يبدون مثلي، أو يصلون مثلي، أو يبايعون الولاء للعلم مثلي. ولكن إيماني في تلك المبادئ يجبرني على توسيع مخيلتي المعنوية وإدراك أنني أستطيع بذل قصارى جهدي في خدمة شعبي، ورعاية بناتي بالشكل الأفضل، عن طريق التأكد بأن أفعالي تخدم ما هو حق لجميع الناس وجميع الأطفال، وبناتكم وأبنائكم.

هذا ما أؤمن به؛ أن نكون جميعا زملاء الرب في العمل. ويجب أن تعكس قياداتنا وحكوماتنا ومنظمة الأمم المتحدة هذه الحقيقة غير القابلة للاختزال. (انتهى)

إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"

العدد 5137 - الخميس 29 سبتمبر 2016م الموافق 27 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:34 ص

      شرك بالله عيني عينك ... من تكون أنت لتشارك الإله في اختصاصاته؟

    • زائر 2 | 1:53 ص

      ما شاء الله على الهمة العالية 2
      في سياستك و خطاباتك سويت إللي يمثل المسلمين هو تنظيم الدولة الإسلامية و داعش و النصرة. ما نصيحتك للشباب العربي المتنور و المتطلع للحياة مثل شبابكم الأمريكي؟ لا تقول لي يهاجر في قوارب الموت ، ترى ما عندنا نول.
      على كل حال سيدي الرئيس كل إللي بتقوله الان لن تحاسب عليه باقي لك كم يوم ، و إذا فيه فايدة راحت فايدته.
      الله يريدك أن تطعم الفقراء و تعلم الجهلاء ، مو تجننهم. أحسن لك و للي بيجي بعدك كفوا شركم عن الناس.

    • زائر 1 | 1:53 ص

      ما شاء الله على الهمة العالية 1
      ما شاء الله عليك ، تريد أن تكون زميلا للرب في العمل ؛ و الله همة عالية!
      حبيبي ليش ما سويت شيئ للمجاعات في أفريقيا و آسيا؟
      في ذمتك ما تقدر توقف الحروب في ليبيا و اليمن و العراق و سوريا؟
      وين خطوطك الحمراء؟

اقرأ ايضاً