العدد 5138 - الجمعة 30 سبتمبر 2016م الموافق 28 ذي الحجة 1437هـ

في اليوم العالمي للمسنين...عدم التخلي عن أي أحد

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عندما يتقدم العمر بأحد منا، ليصل إلى سنواته الأخيرة، لا يعني أن الشخص أصبح ضعيفا، وهناً، وهشاً، لا يتمكن من الاعتماد على نفسه، ففي اليوم العالمي للمسنين والذي يصادف الأول من أكتوبر هو بمثابة انطلاقة لفهمنا المسن، وما الذي سيلزم منا أن نغير من ثقافتنا تجاه خريف العمر، فهل وجود المسن بيننا هو مسئولية وعالة، أم هو احلال للبركة فوق ما يراه تراثنا؟

في رسالته للاحتفال بيوم المسنين لعام 2015 يقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: «يعتبر طول العمر إنجازا من إنجازات الصحة العامة، وليس مسئولية اجتماعية أو ‏اقتصادية»؛ بمعنى أن كثرة المسنين في أي مجتمع لا ينبغي أن يشار إليه كحالة استنفار وتحمل عبء بقدر ما هو إنجاز وفخر. أن تصل إلى مرحلة المسن يعني إنك بحاجة أكثر إلى من حولك، بحاجة إلى أن يفهم الآخرون أنك واحد منهم، مثلهم وليس هما ثقيلا يراد التخلص منه. لذا كان اليوم العالمي للمسنين ليكون وقفة للجميع لفهم ما يراد منه إذا كان معيلا لمسن، هذا اليوم هو أحد أعياد الأمم المتحدة ومناسبة سنوية عالمية يتم إحياؤها في 1 أكتوبر من كل سنة، إذ شهد العام 1982 أول إشارة لهذه الفئة العمرية من الناس، حين اعتمدت الجمعية العالمية الأولى للشيخوخة خطة عمل فيينا الدولية للشيخوخة، وأيدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ذلك بموجب القرار 106/45، باعتبار الأول من شهر أكتوبر يوما دوليا لكبار السن.

هذه الاحتفالية التي يحتفى بها المؤسسات الحكومية والأهلية التي ترعى المسنين، والعاملون في مجالات الرعاية الصحية وتأهيل المسنين، والأفراد والأسر المعنية برعاية المسنين، تهدف لتعزيز الخدمات الصحية، وتدريب الموظفين في مجال رعاية كبار السن، مع التزام الحكومات بتوفير المرافق والخدمات اللازمة لتلبية احتياجاتهم.

يعتبر كل من يفوق سنه 60 عاما هو مسن، ففي العالم بحسب الاحصاءات، يوجد نحو 600 مليون نسمة، وأن هناك واحدا من كل 10 أشخاص قد بلغ سن الستين، هذا العدد يتوقع أن يرتفع إلى ملياري نسمة بعد 50 عاما، أي ثلث سكان العالم، إذ يصبح واحد من كبار السن بين كل 5 أشخاص. ومع كل عام تتخذ الأمم المتحدة شعارا لها، تسوق من خلاله أغراضها وأهدافها من أجل حل المشاكل التي يتعرض لها المسنون وخاصة في الدول النامية، هذه الشعارات يفترض بالحكومات والمنظمات المهتمة بهذا الشأن أن تبني خطتها عليها، ففي العام 1983 عرضت شعار «فلنضف الحياة إلى سنين العمر»، وكان شعار 2013 هو «المستقبل الذي نريد: ما يقوله المسنون»، وفي العام السابق بـ»عدم التخلي عن أي أحد».

نعم عدم التخلي عن أي أحد، شعار أُتخذ بعد ما أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرها بشأن المسنين، إذ أشار إلى أن هناك ما بين 4 و6 في المئة تقريباً من المسنين يتعرضون للإيذاء الجسدي الشديد بضربهم أو تقييد المرضى منهم جسدياً، والمساس بكرامتهم وتعمّد عدم تزويدهم بخدمات الرعاية الكافية، كما يعاني كثير من المسنين من العزلة، بسبب عجزهم وعدم الاهتمام بتزويدهم ببرامج ترفيه، أو بسبب احساسهم بالغربة نتيجة فقدانهم لرفيق العمر او أحد الأصدقاء المقربين أو انشغال أسرهم عنهم، وإحساسهم بأنهم عالة على من حولهم.

هذه الحالات ليست قصرا على مجتمعات محددة؛ بل إنها مشاكل تمس كل المسنين في معظم بلدان العالم. ففي البحرين فان عدد المسنين قد تجاوز 40 ألف مسن، وقد شملهم الدستور البحريني الذي نص على أن الدولة تكفل للمواطنين الرعاية في حالة المرض، أو عند العجز عن العمل أو في الشيخوخة، وتقدم لهم الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، فهل الخدمات المقدمة للمسنين من الخدمات المعيشية والصحية والنفسية والأنشطة الترفيهية والثقافية والاجتماعية وخدمة الإيواء الدائم والمؤقت والعلاج الطبيعي تفي بالعدد، وكم مسن غابت عنه الأعين ليموت قهرا؟

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 5138 - الجمعة 30 سبتمبر 2016م الموافق 28 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً