العدد 5146 - السبت 08 أكتوبر 2016م الموافق 07 محرم 1438هـ

افتتاح أول مركز طبي متكامل على مستوى المنطقة لعلاج الأورام مايو المقبل

رئيس المجلس الأعلى للصحة شهد مؤخراً توقيع اتفاقية تعاون طبي مع مستشفى Erciyes التركي لتشغيل مركز علاج الأورام
رئيس المجلس الأعلى للصحة شهد مؤخراً توقيع اتفاقية تعاون طبي مع مستشفى Erciyes التركي لتشغيل مركز علاج الأورام

ستشهد مملكة البحرين حدثاً طبياً فريداً من نوعه في مايو/ ايار من العام المقبل مع افتتاح أول مركز طبي متكامل على مستوى المنطقة لعلاج الأورام السرطانية بمستشفى الملك حمد الجامعي سيدار بخبرة بحرينية بعد خمس سنوات من تشغيله فعلياً، ليكون وجهة طبية معتمدة في علاج أمراض السرطان وعمليات زرع نخاع العظم والأنيميا المنجلية والأمراض الوراثية من دون تكلف عناء السفر للخارج.

هذا المشروع الطبي الحيوي الضخم الذي يأتي ترجمة واقعية لتوجيهات عاهل البلاد القائد الأعلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في بناء مركز طبي عالمي معتمد يعنى بتشخيص ومعالجة المصابين بأمراض السرطان داخل مملكة البحرين بين أهلهم وذويهم وفق أعلى المعايير العالمية والخدمة الطبية العالية على غرار المراكز العالمية المتقدمة في هذا المجال.

إنشاء مركز بهذا الحجم الكبير وبتجهيزات طبية رائدة سيكون له الأثر البالغ في حل مشكلة صحية واجتماعية ونفسية تعانى منها العديد من دول العالم ومملكة البحرين ليست بمعزل عن ذلك... ويبقى الفارق كبيراً حينما تسعى قيادتنا إلى تقديم خدمات طبية متخصصة في اكتشاف حالات السرطان وعلاجها على أرض الوطن بالتعاون مع أرقى المراكز العالمية في هذا الشأن وبما يضعها في مصاف الدول المتقدمة في مجال علاج الأورام السرطانية، وهذا ما أكده القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة بضرورة علاج مرضى السرطان بين أحضان أهلهم بعيداً عن الاغتراب، تخفيفاً عليهم من أعباء السفر وبما يضمن لهم تقديم مستوى عالٍ جداً من الرعاية الطبية والاهتمام اللازم وأن يحظى مركز علاج السرطان بمستشفى الملك حمد الجامعي بسمعة مرموقة على غرار مركز محمد بن خليفة التخصصي للقلب والذي أصبح وجهة سياحية طبية معروفة لدى مواطني مملكة البحرين ودول الجوار.

إن مثل هذه المشاريع الطبية الوطنية الكبرى والتي تصب في صالح الإنسانية تتطلب جهوداً مضنية ومتابعة لا متناهية تبدأ خطوة بخطوة لتكون في النهاية كالجبل الشامخ الذي يبقى شاهداً على سيرة رجال وطن قدموا الكثير في سبيل تقدمه وازدهاره.

اتفاقية بحرينية تركية

لعلاج حالات السرطان

وفي هذا الإطار، شهد رئيس المجلس الأعلى للصحة مؤخراً الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، توقيع اتفاقية تعاون طبي مع مستشفى Erciyes التركي لتشغيل مركز علاج الأورام التابع لمستشفى الملك حمد الجامعي بالكوادر الطبية والتمريضية المتخصصة والإدارية المؤهلة في مجال علاج الأورام، موضحاً أن الاتفاقية بين الجانبين البحريني والتركي تأتى تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد القائد الأعلى في إنشاء مركز متخصص في مملكة البحرين لعلاج حالات السرطان وبما يواكب رؤية المملكة 2030 وحرص القيادة على توفير المكان اللازم والمهيأ هندسياً وفنياً وطبياً وإدارياً لهذه الفئة من المرضي بحيث يكون المركز مقصداً طبياً معتمداً عالمياً يضمن الاكتشاف المبكر لحالات الأورام السرطانية وضمان متابعة علاجها محلياً في ظل توافر أطباء مختصين داخل مملكة البحرين.

ونصت الاتفاقية السارية لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد على التعاون في تعيين وتبادل الطواقم الطبية والإدارية المتخصصة بين الطرفين وتقديم دورات تدريبية تمنح شهادات معتمدة للأيدي البحرينية العاملة في هذا الحقل الحيوي على أن يدير المركز طاقم بحريني بالكامل بعد انقضاء المدة المذكورة.

وحصول المركز على شهادة الاعتماد العالمية من قبل «gc» وهي لجنة التصنيف الموحدة للجمعية العالمية للعلاج بالخلايا الجذعية والجمعية الأوروبية لزرع نقي العظم.

وتنص مذكرة التعاون على إيجاد خدمة طبية متخصصة تضاهي المعايير العالمية وتوفيرها في مركز علاج الأورام بمستشفى الملك حمد الجامعي مما يساهم في حصول المواطن والمقيم على العلاج المناسب لحالات الإصابة بالأورام السرطانية من دون الحاجة إلى السفر للخارج وتكبد مشقة ومصاريف السفر الباهظة لمثل هذه الحالات التي تتطلب علاجاً مستمراً وخطة طبية مجدولة لمكافحة المرض.

كما تسعى الاتفاقية إلى وضع مملكة البحرين على خارطة الطريق العالمية في مجال علاج السرطان وبحوثه المتعلقة بأمراض الدم والأورام وتعزيز البحوث الوطنية والعالمية في هذا المجال، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في تبادل الخبرات والتعرف على أحدث التقنيات التكنولوجية الطبية في علاج الأورام بما يعزز مكانة القطاع الطبي لمملكة البحرين في هذا الجانب على المديين القصير والبعيد.

مستشفى «أرجيس» ومكانة دولية

وقد وقع الاختيار على مستشفى Erciyes التركي من بين 35 مركزاً معتمداً حول العالم في هذا المجال وذلك نظير الخبرة الكبيرة والسمعة العالية التي يتحلى بها المستشفى.

يذكر أن مستشفى أرجيس الجامعي الذي يقع في مدينة قيصرية بتركيا، قد تأسس في العام 1969، ويحتوى حالياً على 18 كلية وهي: كلية الطب والاقتصاد والإدارة والعلوم والتقنية والهندسة والفنون وهندسة العمارة والطب البيطري وطب الأسنان والتربية والقانون والصيدلة والزراعة، و14 مدرسة تعليم عالٍ، و7 معاهد، و37 مركزاً بحثياً، أهمها مركز أبحاث الخلايا الجذعية والموروثات الجينية.

ويتألف مستشفى أرجيس من مستشفى عام ومستشفى لأمراض القلب والأوعية الدموية ومستشفى لزرع الأعضاء ومستشفى للأطفال ومستشفى أمراض الدم والأورام ومركز لزراعة نقي العظم بمجموع أسرة يبلغ 1300 سرير وهو حائز اعتماد jacie وهي الهيئة الأوروبية التي تعنى باعتماد مراكز زراعة نخاع العظم عالمياً.

ويقدر عدد الطلبة الملتحقين بمستشفى أرجيس الجامعي بنحو 50 ألف طالب وطالبة من 125 دولة حول العالم.

مركز أبحاث

وتخطيط معتمد عالمياً

يشكل بناء مركز معتمد لعلاج الأورام السرطانية في مملكة البحرين تجربة رائدة مثيرة للاهتمام، فهذا الداء الذي تعانى منه البشرية قد أصبح هاجساً يثير قلق المجتمع البحريني كما دول العالم بما يشكله من ضرر لا يصيب المريض فحسب بل يتعداه إلى مشاكل نفسية واجتماعية ومادية ترهق كاهل الأسرة هذا ما أكده قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة. وأضاف أن بناء صرح طبي وطني مختص بعلاج الأورام سيكون بإذن الله بادرة إنسانية نبيلة جداً تحظى بالاهتمام والدعم من قوة دفاع البحرين في توفير العلاج المناسب والعناية والرعاية اللازمة لمرضى الأورام من دون الحاجة إلى السفر لخارج المملكة كما هو الحاصل الآن.

وتابع أنه في البداية سيتم افتتاح 40 سريراً، وسيستقبل المركز في بادئ الأمر كبار السن دون الأطفال، وسيضم في حال افتتاحه في شهر مايو/ أيار العام المقبل عدة أقسام وهي قسم العلاج بالأشعة وقسم العلاج بالكيماوي والعيادات الخارجية والعلاج التوظيفي.

وأضاف أنه ستكون للمركز مهمتان في الحالة الأولى عندما يتم تشخيص المريض وتبين أن حالته سهلة سيتم علاجه في البحرين وإن كانت تستدعى علاجه بالخارج فسيتم ابتعاثه إلى الجامعة نفسها في تركيا وهناك يبدأ مشوار العلاج مباشرة لأنه أكمل مرحلة الفحص والتشخيص وبعد خطة العلاج المحددة له هناك بالأماكن متابعة علاجه مرة أخرى في المركز بين أهله وذويه وطبعاً في هذه الحالة ستكوم كلفة المريض أقل وسيكون تحت إشرافهم المباشر، وهذا بحد ذاته سيضمن للمريض عناية متواصلة ومتابعته أولاً بأول ومع زيادة الخبرة والسمعة سيتم إجراء جميع العمليات في البحرين وتدريجياً سيتم تدريب البحرينيين وإحلالهم لتولي الوظائف الطبية التخصصية.

وأردف أن ما يميز هذه الاتفاقية أيضاً هي عمليات نقل النخاع بمعنى عمليات زرع نقي العظم وهي تصلح لنوعين من المرضى، النوع الأول هم المرضى الذين يعانون من السرطان والثاني هم المرضى الذين يعانون من الأنيميا المنجلية وأمراض الدم الوراثية المختلفة. مشيراً إلى أن عدد المرضى الذين يعانون من الأنيميا المنجلية تقريباً خمسة آلاف حالة في البحرين، بالإمكان شفائهم شفاءً تاماً من خلال عمليات نقل النخاع.

وهذا العلاج غير متوافر حالياً لكن سيدخل حيز التنفيذ من خلال تشغيل المركز.

وقال قائد مستشفى الملك حمد الجامعي إن الأمر الآخر المهم من هذه الاتفاقية هو حصولنا على أسعار خاصة وبالتالي تقل كلفة المريض حين علاجه في المستشفى التركي نظراً للتعاون القائم بيننا، اضافة إلى ذلك سيضم المركز قسماً للأبحاث الجذعية بالتعاون مع مركز أرجيس وهو من أفضل المراكز على مستوى أوروبا حيث يضم الآن ما يقارب 300 باحث في هذا المجال.

يشار إلى أن مركز مستشفى حمد الجامعي للأورام تبلغ مساحته 38 ألف متر مربع ويحتوي على 120 سريراً منها 10 أسرة لنقل وزراعة النخاع، بالإضافة إلى مواقف للسيارات تستوعب 1039 سيارة.

العدد 5146 - السبت 08 أكتوبر 2016م الموافق 07 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:35 ص

      نتمنى أن يكون للخريجين البحرينيين الفرصة للعمل هناك لتكون خبرة بحرينية حقيقية كما هو مزعوم بالخبر
      لا سيما عاطلين ( الفيزياء الطبية )

    • زائر 2 | 12:47 ص

      رئيس المجلس الاعلئ الصحه يشهد الاتفاقيه!! اين هو دور وزارة الصحه؟! وابن الوزيره من هذا الحدث الطبي المهم؟!!!
      من الواضح ان هناك تداخلات في الصلاحيات بين وزارة الصحه والمجلس الاعلئ الصحه. لماذا لا يتم دمجهما معا لتوفير الكلفه التشغيليه وخصوصا في هذه الضروف الاقتصاديه الصعبه؟

اقرأ ايضاً