العدد 5151 - الخميس 13 أكتوبر 2016م الموافق 12 محرم 1438هـ

علم الفراسة

فاضل الجمري

مدرب تنمية بشرية

في أحد المقاهي وفي ليلة شتوية باردة، جلستُ أحتسي كوباً من القهوة البرازيلية المعتقة وقطعتين من الشوكولاتة الداكنة... يُرافقني في هذه الجلسة كتابان وضعتهما أمامي على المنضدة.

نظرت إلى وجوه الجالسين في المقهى والمارة في الطريق، وإذا بخيالي يسرحُ باحثاً في صفحاته عن موضوع طالما شغل فكري منذ فترة طويلة ألا وهو تحليل الشخصيات ومدى دقة هذا العلم وأثره على أفراد المجتمع.

قطع حبل أفكاري المتصل صرير باب المقهى المعتاد وفاحت رائحة عطرٍ عربيّ من النوع الفاخر أسرت حواسي ودفعتني إلى الالتفات للتعرف على القادم. استدرت برأسي ناحية الباب وإذا برجلٍ عريض المنكبين ناعس العينين غليظ الشفتين عريض المنخر يدخل مملكتي توحي ملامحه للوهلة الأولى بأنه رجلٌ مثقف ينتمي لطبقة اجتماعية مخملية.

أثار ذلك الشخص فضولي ولكني عُدت مرة أخرى إلى كُتبي الحُبلى بالأدلة والدراسات حول تحليل الشخصية، اقتربت رائحته الزكية مني شيئاً فشيئاً فوجدته يطرق بأصابعه على المنضدة سائلاً: «هل تؤمن بهذه الهرطقات»؟

أجبتُه ممتعضاً «عن أيُ هرطقة تتحدث؟»

فرد قائلاً مشيراً إلى الكتب التي أمامي: ذلك الكتاب الذي أمامك والذي يتحدث عن علم الفراسة وتحليل الشخصيات.

أجبته: وماذا تعرف عن هذا العلم يا أخي؟ أخبرني لنتحاور سوياً.

فأجاب بزهو العارفين: أعرف الكثير!

فحدثتني نفسي لبرهة بأن الصدفة ربما قادته لهذا المقهى لنناقش معاً ويستفيد كلٌّ منا من تجربة الآخر وعلمه.

إلاّ أنّه أشهرَ أسلحته وانقلبت طلته البهية إلى كشرة لم أعهدها عن أحد من البشر. عَبس وجهه وتوّلى وأطلق لسانه بشتائم وعبارات تُدين كل من يؤمن بعلمي الفراسة وتحليل الشخصية واصفاً أفكارهم - بحسب تعبيره - بالخرافات والترهات والتفاهات ومتهماً إياهم بتشويه صورة الدين والتلاعب بأفكار الأفراد والتلاعب بعواطفهم.

أطلقت له العنان ليقول ما في جُعبته، وبدأت أفكر في أفضل طريقة للرد على هذا الرجل متناسياً كوني محاضراً متخصصاً في علم الفراسة وتحليل الشخصية.

ما هي طريقة الرد المناسبة من وجهة نظركم؟

إقرأ أيضا لـ "فاضل الجمري"

العدد 5151 - الخميس 13 أكتوبر 2016م الموافق 12 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 3:36 ص

      يمكنناهنا ان نذكر له الامام الشافعي وتعمقه  في هذا العلم وندعمه بالقصص والطرائف ونغرقه بها،  علم الفراسه لاشأن له بالظن وكما نعلم  ان له شروط واداب فهو يساعدك على فهم الاخرين لتتعامل معهم بالطريقه الصحيحه بل يحتاجها الشخص لمعرفة نفسه قبل الاخرين  كلنا نحتاجه في حياتنا ؛   المدير لتعيين موظفيه ووضعهم في المكان المناسب ،الام لمعرفة مواهب طفلها وتعزيزها ،الزوج والزوجه  لتجنب المشاكل والعيش في سلام وغيرها  وغيرها ...

    • زائر 18 | 1:13 ص

      بغض النظر عن رأيي بعلم الفراسه، أو أي علم ،أو مبدأ تكون عندي القناعه التامه في صحته ...
      لما اشوف أشخاص هجوميين ماأحاول إقناعهم أبدا.. هم المنطق رافضينه وعايشين بقناعه معينه ،وعنصريه متعصبه تخص آرائهم ..
      التجاهل أعتبره حل إلا في حاله وحده هو طلب مني التفسير ..
      راح أختصر وبكل بساطه أول مفهوم يخطر على بالي يخص هذا الموضوع أو غيره ..

    • زائر 15 | 3:00 م

      أسلوب ممتاز جدا وشيق
      علم الفراسة فهو علم له تخصصات عديدة وأصول متعددة منها ماله منشأٌعربي مثل الريافةوالقيافةوالعيافة
      وأما عمن يقول أن من يأخذ به يسيءالظن بالناس فعلى العكس
      إذا كان صاحب هذه العلوم متمكناً (ليس سطحياً) يحمل العلم بنظرة دقيقة
      سيكون أعذر للناس ولايحملهم بمحمل الاتهام
      فمن آداب العلم عدم الحكم على شخصيات الآخرين بل هي نظرة تحليلية مثلها مثل العلوم الاخرى
      (يمكننا التأمل في قصة الصحابي أسامةبن زيد بن حارثة)
      ، وقد فرح له رسول الله بقول مجزز المدلجي: إن هذه الأقدام بعضها من بعض

    • زائر 14 | 2:57 م

      من الممكن ان خلفية هذا الرجل عن هذا العلم سلبية اي عرف هذا العلم من شخص سلبي او مصدر ركيك فمن وجهة نظري ان تشرح له عن علم الفراسه وبأنها ليس علم جديد اصلا فهي من فطرة خلق الانسان وتبرهن له بأدله واضحه ..

    • زائر 13 | 1:02 م

      السلام عليكم ..
      مع احترامي لوجهة نظرك زائر رقم 5 ولكن تحليل الشخصيات ليس له دخل بخبايا الناس وخصوياتهم كما اسلفت هي دراسة قائمة على فهمة مرونة التفكير والثقة بالنفس وطولة البال وغيرها وبالنسبة لسوء اظن اخي الكريم .. انت هنا اسئت الظن وعممت بان من يقيمون الدورات فقط للربح والنجومية!!

    • زائر 10 | 10:51 ص

      قبل كل العلوم الحديثة و المتطورة كانت علوم الاسلام و علم النبي محمد واهل البيت عليهم السلام تتحدث عن هذا العلم وهناك احاديث على ذلك لمعرفة الانسان وخباياه ولكنه مع مضي زمن اندثرت و اخفيت هذة العلوم الا القلة يعرف ذلك وكذلك انتشرت وعرفها الغرب شكراً للاستاذ فاضل مقال جدا. جميل

    • زائر 6 | 6:38 ص

      علم الفراسه كان عند العرب حتى امام علي عليه السلام عندما اراد الزواج من ام البنين عليها السلام وهي من قبيلة بني كليب اشاره الى ان يريد ان يكونوا شجعان وكرماء واقوياء اختار خال اببنائه من الاقوياء ليساعدوه في الحروب

    • زائر 5 | 5:53 ص

      وجهة نظر:
      دورات الفراسة دورات مغرقة في الاحلام وتدفع بمن يرتادها الى حالة من مراقبة الناس والتركيز على شخصياتهم واقتحام خصوصياتهم وتدفع الدارس لها على اساءة الظن بالآخرين ورفع مستوى الغرور الذاتي وتفتح باب توزيع التهم والتصنيف على اساس غير علمي وغير منطقي لافراد المجتمع.
      فضلا عن كونها علم غرري لا يمكن الاعتماد عليه.وقد تكون دوراتها المطروحة هنا وهناك فقط لتحقيق الربح السريع او فتح مساحة نجومية لمقدمي تلك الدورات.و مهما البست بلبوس العلم او المنهجية فهي ترف في ميزان التحصيل العلمي.

    • زائر 4 | 5:39 ص

      السلام عليكم
      فراسة ادوارد جونز اجتهاد شخصي لم تقم الدراسة العلمية على اثباته
      ولا توجد بيانات احصائية موثقة بعدد العينات الخاضعة للدراسة
      كما لم تدخل الاعراق البشرية الاخرى ضمن دراسة السمات
      وبعيدا عن هذا كله؛ القاضي ادوارد جونز عنصري ادخل في اجتهاداته الفراسية ذوي البشرة البيضاء واستبعد الملونين والافارقة والشرقيين والشماليين.
      وعليه دخلت في تدويناته الحالة المزاجية بالقدر الذي يجعل الباحث لا يطمئن بصحة المخرجات.
      كما انا كتابه الاصل اختفى والموجود مقتبس ولا يمكن معايرته او حوكمته.
      مدرب تنمية

    • زائر 3 | 5:21 ص

      الادله الدينيه هو الحل لان ان المؤمن يرى بنور الله استمعوا له هذا حديث شريف ولا علاقة علم الفراسه بالدين بل هم تحليل مثلا الانسان ذات الراس الكبير صبور وذكي والانسان السمين يتصف بالفكاهه وهكذا

    • زائر 1 | 11:52 م

      من الذكاء أن تكون غبياً في بعض المواقف..
      لا تحاول ان تكون كتاب مفتوح لكل من يقترب منك حتى لا تكون يوما فريسه لكل من أراد أن يلتهمك.
      ...
      سئل أعرابي: من العاقل؟!
      قال: الفطن المتغافل.

    • زائر 2 زائر 1 | 1:39 ص

      رائع التعليق...؛؛؛

    • زائر 12 زائر 2 | 12:32 م

      ربما كان يخشى ان تظهر ماتخفيه ملامحه من خفايا ... فادني كثيرا هذا العلم فهومفتاح التواصل مع الاخرين ...لا يقل اهميه عن ماتحتويه الحقيبه المدرسيه من كتب ..جميل جدا مااسلفتم استاذفاضل .

اقرأ ايضاً