العدد 5153 - السبت 15 أكتوبر 2016م الموافق 14 محرم 1438هـ

تشجيع نظم الزراعة المتوائمة مع المناخ

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

(كلمة بمناسبة يوم الأغذية العالمي الموافق 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2016).

إن ازدياد عدد سكان العالم يدعونا إلى تلبية الطلب المتنامي على الغذاء. غير أن الظواهر التي يشهدها العالم بسبب تغير المناخ من تصاعد في درجات الحرارة إلى مستويات لم تبلغها من قبل، وارتفاع في مستوى البحار، ومن تكرر حالات الجفاف والفيضانات واشتداد حدتها، كل ذلك ينهك النظم الإيكولوجية ويضر بالزراعة، وينال من قدرة المجتمع على إنتاج الأغذية التي نحن بحاجة إليها. وإذا كان أضعف الناس أحوالا هم أفقر أهل الأرض، فإن 70 في المئة منهم يتخذون من الزراعة أو الصيد أو الرعي مصدرا للرزق والقوت.

ولذلك فإننا في يوم الأغذية العالمي لهذا العام نسلط الضوء على الصلة الوثيقة بين قضايا تغير المناخ والزراعة المستدامة والأغذية وبين أمن التغذية تحت شعار أنه «إذا كان المناخ يتغير فلا بد أن تتغير نظم الأغذية والزراعة أيضا». وإذا لم تتضافر الجهود المبذولة، فقد يسقط ملايين آخرون من الناس في وهدة الفقر والجوع، فتتعرض المكاسبُ التي لم تحرز إلا بشق الأنفس للخطر، وكذلك قدرتنا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

فلا بد من زيادة قدرة نظم الزراعة والأغذية على الصمود والإنتاج وتعزيز استدامتها وشمولها للجميع. ولكي يتعزز الأمن الغذائي في عالم مناخُه آخذ في التغير، فإن على البلدان أن تعالج مسائل الغذاء والزراعة، ضمن خطط عملها المتعلقة بالمناخ، وأن تستثمر المزيد في التنمية الريفية. فالاستثمارات المخصصة لهذين القطاعين ستساهم في بناء القدرة على الصمود وزيادة دخل صغار المزارعين وإنتاجيتهم، بما ينقذ الملايين من آفة الفقر. وستساهم أيضا في خفض انبعاثات غازات الدفيئة والحفاظ لا على صحة النظم الإيكولوجية وسلامتها فحسب، وإنما على صحة جميع بني البشر الذين يعتمدون عليها وسلامتهم أيضا.

وفي الشهر المقبل سيدخل اتفاق باريس التاريخي بشأن تغير المناخ حيز النفاذ. وسيعطي ذلك الزخم المطلوب للجهود العالمية المبذولة في سبيل خفض انبعاثات غازات الدفيئة، والحد من ارتفاع درجات الحرارة، وتشجيع نظم الزراعة المستدامة المتوائمة مع المناخ.

وإنني في يوم الأغذية العالمي هذا، أحث جميع الحكومات وشركائها على أن تتبع نهجا تعاونيا شاملا متكامل العناصر في التعامل مع قضايا تغير المناخ والأمن الغذائي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية العادلة. إن رفاهية هذا الجيل والأجيال التي تأتي في عقبه تتوقف على ما نتخذه من إجراءات الآن. ولن نتمكن من التوصل إلى عالم يخلو كليةً من آفتي الجوع والفقر ويستطيع فيه جميع الناس أن يعيشوا في السلام والرخاء والكرامة إلا بالعمل يدا في يد.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 5153 - السبت 15 أكتوبر 2016م الموافق 14 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً