العدد 5156 - الثلثاء 18 أكتوبر 2016م الموافق 17 محرم 1438هـ

لماذا لم يكتب الشيعة ملحمةً كالشرقاوي؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في مقدمته لملحمته الشعرية «الحسين ثائراً.. الحسين شهيداً»، يقدّم الشاعر المصري الكبير عبدالرحمن الشرقاوي (رحمه الله)، الإهداء... «إلى ذكرى أمي، التي علّمتني منذ طفولتي، أن أحبّ الحسين ذلك الحب الحزين، الذي يخالطه الإعجاب والإكبار والشجن، ويثير في النفس أسى غامضاً، وحنيناً خارقاً إلى العدل والحرية والإخاء وأحلام الخلاص».

ويضيف «لقد حاولت من خلالها أن أقدّم لقارئ عصرنا ولمُشاهِدِ المسرح فيه أروع بطولة عرفها التاريخ الإنساني كله، من دون أن أتورط في تسجيل التاريخ بشخوصه وتفاصيله، التي لا أملك أن أقطع فيها بيقين».

تقرأ هذه المسرحية الشعرية أكثر من مرةٍ فتلهمك، حيث يتخيّر في الجزء الأول مشاهد موزّعة على 13 فصلاً، تبدأ بطريق في المدينة، تلتقي عنده عدة طرق، وتشرف عليه الدُّور، من بعيد يبدو الحرم النبوي، والليل يفيض بالسكينة، وفجأةً ترتفع النداءات بوفاة حاكم ومجيء آخر... «إنها بيعة إكراه وخوف وطمع».

وهكذا تتوالى المشاهد، من قصر الوليد بن عتبة وشارع ضيق مظلم يخرج فيه الحسين يحمل جوالات يضعها على أبواب الأيتام والأرامل، ويجلس ليستريح؛ ثم وقوفه أمام قبر جده (ص) يخاطبه بعد صلاة الفجر: «يا رسول الله قد جئت إليك... فأعنه يا رسول الله فالحمل ثقيل». ثم ينتقل إلى مسلم بن عقيل في ساحة بيت المختار الثقفي بالكوفة، حيث يدور حوار عن عليٍّ الذي خذلوه: قد عرفنا بعده نار الندم. وبلونا بعده ذل الخضوع». ثم يعود إلى بيت الحسين بمكة، حيث نسمع حواراً عن المستقبل: «ليست العبرة في قتل الحسين. إنما العبرة في من قتلوه. ولماذا قتلوه». وبعدها إفلات بن مرجانة من القتل في دار هانئ بن عروة، وبداية وصول الحسين وفتيانه إلى مشارف العراق، وحدوث الانقلاب في الكوفة، ومحاصرتهم لمسلم: «إنه جندل منَّا نحو خمسين، فخفنا وانكشفنا»، فيرد القائد: وهو فرد واحد يحدث فيكم مقتلة؟ كيف بالله إذا جاء الحسين بن علي برجاله»؟ وفي الفصل الأخير، تتكلم زينب: فسد الزمان ولم يعد إلا الرجال الخائرون. أين الرجال الصامدون؟ ذهبوا وقد فسد الزمان ولم يعد في الأرض إلا بعض أشباه الرجال. سلطان دولتهم يزيد. سيروا على اسم الله لا تهنوا فنحن بنو أبيها. سيروا بنا نستخلص الإنسان من عار العذاب».

هذه شذراتٌ من الملحمة، وهي من أجمل وأندر ما كُتب شعراً عن كربلاء، بعمق وروح إنسانية شفيفة. والسؤال: لماذا لم يكتب «الشيعة» الذين يحيون قصة الحسين كل عام، ملحمةً شعريةً حديثة في مثل هذه الأبَّهة والجمال؟ ولماذا توقف إنتاجهم في الخليج مثلاً، عند ملحمة الشيخ الدمستاني قبل 3 قرون، وظلّوا يكرّرونها في مآتمهم ومواكب عزائهم دون أن يأتي دمستانيٌّ آخر بملحمة تحمل نفحات عصر جديد؟

لماذا أجمل إنتاج شعري ونثري عن علي والحسين (ع) يكتبه غير الشيعة، سواءً كانوا من إخوتهم المسلمين السنّة أو من المسيحيين؟ لماذا ظلّ «نهج البلاغة» كنزاً دفيناً مهملاً في حوزاتهم ليأتي نوابغ لبنان، مثل جورج جرداق وبولس سلامة، ليستخرجا لآلئَه، فيكتبان «صوت العدالة الإنسانية» و»ملحمة الغدير»؟ وحين تنظم مسابقة أدبية في عاصمتهم المقدّسة (كربلاء)، عن سيرة الإمام الحسين، يفوز بها الكاتب المسيحي سليمان كتاني صاحب «في حلة البرفير». وحين كتب «الإمام علي نبراس ومتراس»، قال رئيس جماعة العلماء في النجف الأشرف الشيخ مرتضى آل ياسين: «لعل الكتاب بأسلوبه البلاغي أول كتاب في موضوعه جاء منسجماً مع شخصية لها مثل نهج البلاغة».

هؤلاء يأتون إلى الكنز فيرونه على حقيقته، فيخطف بنوره الأبصار، لا تحجب عنهم رؤيتَه التقاليدُ ولا العاداتُ المحليةُ ولا الخيالاتُ ولا التصوّراتُ المشوهةُ التي أنتجها الشعر العامي الهزيل. هؤلاء يرون عليّاً والحسين على حقيقتهما، فرساناً نبلاء، وأبطالاً خارقين، وشهداء لم يلد الدهر أمثالهم. بينما نحن دفناهم تحت طبقاتٍ عميقةٍ من التهويلات والتأويلات والروايات المشوهات، وقزّمناهم حتى جعلناهم في خيالاتنا، نماذج مصغّرة من شخصياتنا ونفوسنا وثقافتنا، فأصبح أغلب شعرنا يصوّرهم بكائين خاضعين، يلطمون الصدور ويدعون بالويل والثبور، بينما كانوا جبالاً في المواقف التي تتزلزل فيها أبطالُ الرجال.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5156 - الثلثاء 18 أكتوبر 2016م الموافق 17 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 51 | 1:24 م

      سيد هناك الكثير من كتب الشعر في الحسين عليه السلام وواقعة الطف بصورة ملحمة من الشيعة ومن البحرين غير ملحمة الدمستاني غير ملا عطية رحمهما الله ، شعراء معاصرين وشباب أيضا ولكن لم يحالفهم حظ النشر والشهرة ليس لضعف شعرهم إنما لأسباب اخرى .
      بعض قصائدهم ألقيت في العزاء وللتأكد من كلامي يا سيد عليك بسؤال من يكتب الشعر ويجيده وعندك احدهم لا يبعد عن منطقتك فهو شاعر كبير وان غاب شعره هذه الأيام عن العزاء ، سيد معلومة يمكن تعرفها الوائلي اشتهر بالخطابة ولم يعرف او يشتهر كشاعر وله من الشعر الحسيني الكثير

    • زائر 49 | 8:18 ص

      الخيال المسرحي أكثر تأثيرا وأوسع تجسيدا وأكثر الهاما فيكون التصوير للموضوع وكأنك تعيش أحداثه الحقيقية فمابالك اذا كان من كتابة المبدع عبدالرحمن الشرقاوي

    • زائر 48 | 6:51 ص

      الجواب : الشيعة طبقوا الملحمة بحفظهم لأقامة العزاء تنفيذا بدل الكتابة . يا حسين لبيك .

    • زائر 44 | 5:35 ص

      "هؤلاء يأتون إلى الكنز فيرونه على حقيقته، فيخطف بنوره الأبصار، لا تحجب عنهم رؤيتَه التقاليدُ ولا العاداتُ المحليةُ "
      هذا لب القصيد
      تحياتي للكاتب

    • زائر 47 زائر 44 | 6:41 ص

      أي والله الامام علي والحسين وباقي الائمة سلام الله عليهم كنوز فأين نحن من هذه الكنوز , اللهم ثبتنا على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زوج البتول وأبن عم الرسول وأبو الحسنين نور عيوني .

    • زائر 41 | 4:02 ص

      مبدع سيدنا

    • زائر 40 | 3:42 ص

      لأنهم تبنوا الخيالات الشعرية العراقية المشحونة بالشجن ! ربما

    • زائر 38 | 3:08 ص

      الدمستاني:
      أيها المهر توقف لا تحم حول الخيام
      واترك الإعوال كي لا يسمع الآل الكرام
      كيف تستقبلهم تعثر في فضل اللجام
      وهمُ ينتظرون الآن إقبال الحسين؟

    • زائر 36 | 3:05 ص

      أين أنت عن الشاعر بدر الدريع و شعره عن أهل البيت عليهم السلام ؟
      هو لم يكتب ملحمة , لكن له شعر سيال .....

    • زائر 34 | 2:28 ص

      غير صحيح هناك الكثير من الكتابات والقصائد العميقه والنفيسه

    • زائر 32 | 2:11 ص

      أفاض كتاب وشعراء الشيعة كتابة وشعرا عاميا ووزنا في ملحمة كربلاء إلا أن أشعار الرثاء والحزن التي يتناولها الخطباء برزت أكثر في المشهد بل إن الشيعة يجسدون الملحمة ويجددونها كل عام وقد تجلى هذا في اشعار بعض الرواديد على طريقة عبدالرحمن الشرقاوي وآخرين .

    • زائر 30 | 2:02 ص

      حب الحسين في قلوب كل ناس لو برد علا كل واحد انتة بس اتقول اشيعة انتة ....قول محبين الحسين

    • زائر 29 | 1:52 ص

      افضل عمل رائع كتبه مطهري كتاب الملحمة الحسينية ٣ أجزاء

    • زائر 26 | 1:39 ص

      .... انزين احنا ويش نسوي بعد هذه موهبه من الله ....ومافيها شي لمى الشرقاوي يكتب ملحمه هذا دليل على نقاء فطرته وانه بالفعل يحب الحسين قولا وفعلا

    • زائر 23 | 1:29 ص

      نريد قصائد إنسانية قوية تسقط ثورة كربلاء على الواقع المعاش بأساليب فنية تخدم الناس, كالقصيدة العظيمة التي هي واحدة في هذه الفترة وهي قصيدة (سقط الفن) للشاعر عارف القشعمي

    • زائر 20 | 1:06 ص

      الجواب في عمود نفسه: هل الحسين هو فقط للشيعة ام هو للبشرية عامّة ؟
      في نصوص زيارة وارث ، وارث آدم صفوة الله , وارث ابراهيم خليل الله، وارث موسى كليم الله، وارث عيسى روح الله، وارث محمد حبيب الله ؟
      ماذا تعني هذه النصوص ؟ ألا تعني ان الحسين هو للبشرية جمعاء ولكل الشرائع السماوية ولكل من عشق الحرية في العالم؟

    • زائر 19 | 1:03 ص

      شيعة هذا العصر

      لأنه الشيعة يا عزيزي شغلوا بدفاع عن دمائهم وشغلوا انفسهم برد على التافهين الطائفيين فضاعت جهودهم ...

    • زائر 42 زائر 19 | 5:31 ص

      هههههههههههه
      أقنعتني

    • زائر 18 | 12:56 ص

      المواهب عادتها ان تكون نادرة لكل قرن او قرنين تطلع موهبة واحدة متألّقة لذلك عدم توفيق بعض المواهب للوصول لمستوى الشرقاوي او الدمستاني خاضع للفلتة النادرة

    • زائر 16 | 12:53 ص

      لو كنت العقول تستخدم للابداع في المجالات الادبية والاخلاقية والدينية المرتبطة بالثورة الحسينية كما تستخدم في ابتكار تلك الطقوس الغريبة من ركض وزحف وغيرها لكنا في قمة جبل الابداع1

    • زائر 43 زائر 16 | 5:32 ص

      لايك وبقوة

    • زائر 15 | 12:52 ص

      صباح الخير

      شكرآ لك نظرة صحيحه ولربما السنوات القادمة يعمل بها كما في كل سنة هناك متجددات للملحمه الحسنيه على رغم إصرار البعض في طقوس خاصة بهم ولكن البكاء على الحسين ابرك من التغني والتباهي والرقص والفجور عند البعض وبكل وقاحة يضحك على المتباكين على الحسين ويصفهم بالجهله

    • زائر 13 | 12:36 ص

      الجواب علي سؤال المقال تجده في تعليقات مقالك يوم أمس. حيث اشخاصا يتصورون أنفسهم مفكرين و قدوة يطلبون عدم التحدث حول طقوس الشيعة بصورة عامة و خاصة ايام المحرم. بعد قراءة تعليقاتهم سألت نفسي: كيف كانوا هؤلاء يتصرفون و يعلقون لو النبي محمد يظهر اليوم و يدعوهم للإصلاح و ترك الماضي؟ إنغمسوا في المظاهرة المثيرة للعواطف و نسوا الأصل و الحقيقة.

    • زائر 17 زائر 13 | 12:54 ص

      احسنت واحسن الكاتب

    • زائر 12 | 12:32 ص

      هناك زاوية أخرى لا يجب أغفالها و هي أن شهادة المحب (الموالي) قد يراها البعض

    • زائر 11 | 12:27 ص

      فى البداية أفتكرته الشاعر البحريني .. علي الشرقاوي! .. ما دري شلون اوصف شعوري لو كان هو الكاتب عن الحسين عليه السلام؟!!.

    • زائر 28 زائر 11 | 1:52 ص

      هيهات هيهات
      القمم الشامخة لا يصل إليها إلا الكبار

    • زائر 46 زائر 11 | 5:39 ص

      وليش تستغرب لو كان هو علي الشرقاوي ؟

      تعتقد ان حب الحسين هو حكر عليك ...

    • زائر 10 | 12:22 ص

      لماذا اجمل انتاج عن الحسين يكتبه غير الشيعة وخاصة فى الخليج؟
      لأن للحسين وأخاه وأباه وأمه مقام راسخ وأصيل بين مقامات الصحابة عند الأخوة السنة ودون غلو ولا تقديس.

    • زائر 27 زائر 10 | 1:45 ص

      أصلاً إجابة ما لها موقع من الفهم ولا الاعراب. فكر عدل وبلا تحيز ولا تجاذبات.

    • زائر 9 | 12:21 ص

      نعم هناك الكثيرون ممن كتبوا حول الإمام الحسين عليه السلام، وقد ابدع المسيحيون بشكل ملفت مع الإمام علي والإمام الحسين عليهما السلام وكذا من الإخوة السُنة ، أما نحن الشيعة فلا يُستهان بما كتبَ إخوة لنا من ملاحم وسير ومسرحيات ولا يخفى على القارئ ما سُطر شعرا ونثرا حول الإمام الشهيد ، فصاحب كتاب الشهيد والثورة كتبَ عددا لا يستهان به وآخرون ، ولو تأملنا في ما كتبه كُتابنا لوجدنا فيه الكثير
      مما هو جديد ومتميز ، ولعبت الإختلافات الفكرية والسياسية إقصاءا وتهميشا لمؤلفات افذاذ من رجالنا

    • زائر 8 | 11:54 م

      لا اعتقد سيدي ان هذه افضل ملحمة...ما كتبه الشيخ الدمستاني )احرم الحجاج( من اروع ما قرأت...كما ان الملا عطية في الجمرات قام بقص جميع حوادث كربلاء وبتفصيل احيانا دقيق جدا في اسلوب شعر عامي ...ملاحم كثيرة جدا ..ولكن هل هي،كافية؟ بالنسبة للامام الحسين لن نصل بمليون ملحمة لحق شعث نعل جون وليس الحسين ولكن نحن حين نكتب لا نكتب لنصل لايفاء حق الحسين بل نكتب لننهل منه ونرتقي بأنفسنا .نكتب لننفع انفسنا لا للنفعه فهو ليس بحاجتنا بل حاجتنا اليه تدفعنا للعمل والبذل والعطاء

    • زائر 7 | 11:40 م

      الحزن العميقة

      يكون راقيا قويا و يكون بالموقف و لماذا لا يكون بوسائل التعبير الفنية كما الرسم انظروا متحف اللوفر ولوحات المسيح كما في العشاء الأخير او بالموسيقى الراقية التي تتخلل العظم من قوة تأثيرها موسيقى الكنائس يوم الأحد او بالشعر والمسرح يا ترى كم نحتاج من الوقت مائة عام او اكثر

    • زائر 5 | 11:24 م

      لماذا اجمل انتاج عن الحسين يكتبه غير الشيعة وخاصة فى الخليج؟ .. الجواب .. لأن الشيعة انشغلوا بالسياسة عن الدين .. فخطاباتهم السياسية أكثر من خطاباتهم الدينية ..

    • زائر 4 | 10:27 م

      كاتبنا الكبير الله يوفقك مبدع

    • زائر 3 | 10:26 م

      سوال الي الكاتب هل الامام الحسين عليه السلام أمام الشيعة ام هو أمام سائر البشرية بنص الهي ؟
      توضيح الي الكاتب كل شي ليس من كتاب الله وسنة محمد ولا يوافق كتاب الله وسنة رسوله عند علماء الشيعة لا يأخذ به
      اما سبب ضعف شعراء والأدب عند كتاب هذا الزمن هو عدم التطلع والبحث في الكتب و يكتفي بسماع الندوات في المجالس فيصبح شاعر وكاتب يملك عاطفة ولا يملك دراية ومعرفة حقيقية عن الموضوع

    • زائر 22 زائر 3 | 1:26 ص

      وهذا عيب فينا وليست ميزة

    • زائر 2 | 10:17 م

      مقال يخدم قضية الامام الحسين في المبادئ في القيم نشكرا الكاتب عل. محاربة البدع في،الفكر الحسيني

    • زائر 1 | 9:40 م

      الى الاسف تركنا اهم الاشياء في الثورة الحسينية وركزنا على البكاء والعويل

    • زائر 35 زائر 1 | 3:02 ص

      سبحان الله , ما افتكرتوا بالثورة الحسينية إلا بالعشرة , و نسيتوها بقية أيام السنة ....
      بحسب الروايات , هذه الأيام أيام مصيبة و حزن و بكاء و تباكي .... و يجب الإنشغال بها عن غيرها ...
      اما التعاليم الحسينية فيجب ان نعيشها بكل أيامنا , لا لقلقلة لسان في محرم فقط ....

اقرأ ايضاً