أجمع استشاريون وأطباء في الأمراض الروماتيزمية والجلدية على أنه لا يوجد علاج شاف لهذه الأمراض (الروماتيزم والصدفية)، مؤكدين أن كل الأدوية والعلاجات المتوافرة في الصيدليات والمستشفيات هي للحد من تطور المرض وتفادي أعراضه فقط، وأنه يجب ألا يتوهم أيٌّ من المرضى بأن هناك دواء أو علاجاً شافيًا يخلص المصابين من هذه الأمراض بصورة نهائية، ومراعاة عدم الانصياع خلف الإعلانات والدعايات الترويجية دون تحري الدقة.

وأفاد الأطباء والاستشاريون بأن أفضل علاج متوافر حاليّاً على مستوى العالم للحد من تطور أمراض الروماتيزم هي الأدوية البيولوجية، فهي الأحدث والأكثر أمناً ومردوداً صحيّاً.

فقد قالت استشارية الأمراض الجلدية والليزر نضال خليفة: إن «البحرين تعتبر أول دولة خليجيّاً تستخدم الأدوية البيولوجية لعلاج أمراض الروماتيزم والصدفية وغيرهما، وذلك بسبب التشخيص والتحديد المتقدم للحالات التي قام بها أطباء واستشاريون ذوو خبرة».

جاء ذلك خلال احتفال مستشفى الكندي التخصصي باليوم العالمي للروماتيزم (اليوم العالمي لالتهاب المفاصل) أمس السبت (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) بفندق الخليج للعام الثاني على التوالي، والذي كان تحت شعار: «مستقبلك بين يديك... تمسك بالأمل»، وحضره رئيس مجلس الشورى السابق وزير الصحة السابق فيصل الموسوي، والرئيس التنفيذي لمستشفى الكندي التخصصي ابتسام الدلال، وعدد من الأطباء والاستشاريين.

وتضمنت الفعالية ورش عمل كانت عن: الصدفية والعلاجات البيولوجية، التهاب الفقار اللاصق والعلاجات البيولوجية، دور العلاج الطبيعي في التهابات الفقار المفصلي وآلام أسفل الظهر والرقبة، النظام الصحي المناسب لمرضى الروماتيزم، لقاء ونقاش مع مرضى الفراشة الحمراء، ولقاء ونقاش مع مرضى الروماتويد والشجرن. وقد حاضر فيها مجموعة من الأطباء والمختصين هم: نضال خليفة، عبدالخالق العريبي، فاطمة حاجي، هاني مهدي، زكية الموسوي، باسل الحايكي، محمود الشواي.

من جهته، قال استشاري الأمراض الباطنية والمفاصل والروماتيزم، عبدالخالق العريبي في افتتاح الفعالية وورش العمل: إن «حضور الاستشاريين المختلفين لأمراض مرتبطة بأمراض الروماتيزم والصدفية والجلد خلال فعالية اليوم (أمس) ساهم في توسعة إدراك المصابين لهذا النوع من الأمراض وكيفية التعايش معها وعلاجاتها».

وأضاف «نظراً إلى كون أمراض الروماتيزم عديدة فقد اخترنا في الأعوام الماضية التركيز على المرض الروماتيزمي والأشهر في البحرين حيث يصيب واحداً في المئة من عدد السكان، أي 13 ألف مصاب ناهيك عن الأمراض الأخرى المصاحبة لهذا المرض».

وأردف «أما خلال هذا العام فقد اخترنا التركيز على أنواع الروماتيزم السالب، وهو تحديداً في التهاب المفصلي وأنواعه المختلفة وخصوصاً التهاب الفقاري اللاصق الذي يصيب نحو 0.2 في المئة من عدد السكان بالدرجة الأولى الرجال أكثر من النساء، ولو أن أكثر أمراض الروماتيزم تصاب بها النساء، بالإضافة إلى أمراض المفاصل الصدفية حيث يصيب نحو من 15 إلى 20 في المئة من مرضى الصدفية، بالإضافة إلى أمراض أسفل الظهر وأسبابها».

أما استشارية الأمراض الجلدية والليزر، نضال خليفة، فقد تحدثت خلال الفعالية عن الصدفية ومضاعفاتها على المفاصل، وقالت: «لابد من زيادة الوعي بمرض الصدفية وأثره على مختلف أعضاء الجسم، ومن الجميل أن الكثير أصبح يعرف معنى مرض الصدفية، بحيث يمكن بالتالي التعاطي مع المرض وعلاجه».

وأشارت إلى أن «مرض الصدفية أصبح مرضاً منتشراً، وأن 3 إلى 4 في المئة من إجمالي عدد السكان في العالم مصابون بهذا المرض، وفئة منه مصابة بالتهاب المفاصل الصدفي».

وذكرت أن «الصدفية تعتبر مرضاً جلديًّا يتميز بظهور بعض الالتهابات الحمراء القشرية على الجلد، وقشرتها المصاحبة تكون جافة ومع محاولة إزالته تنزف عادة باعتبار أن هناك أوعية دموية فيها، وهي تصيب الأظافر أيضاً علاوة على الجلد»، مفيدةً بأن «هناك أنواعاً أخرى من الصدفية تتميز بظهور حبوب بيضاء والتهابات والخراج، وتصيب الصدفية كل الجسم من حيث الأعراض، لكن الرأس يمثل نسبة كبيرة من حيث الإصابة في الجسم، وكذلك الكفين والنصف الأسفل من الرجلين. كما تظهر أسفل الصدر وفي المناطق التناسلية».

وبينت خليفة أن «الصدفية تظهر في الجلد أولاً قبل أن تظهر في المفاصل، وهي تستغرق مدة 10 سنوات لتظهر في المفاصل، لكن هناك فئة أقل تبدأ عندهم في المفاصل أولاً»، مفيدةً بأن «الصدفية تؤثر كثيراً على حياة الإنسان باعتبارها ظاهرة على الجلد، فأبرز المشكلات التي تظهر هي أن الإصابة بالصدفية والتهاب المفاصل تؤثر بنسبة 50 في المئة على الأداء العملي للفرد، كما أنها تؤثر على الوضعية الاجتماعية للمصاب، فضلاً عن القلق والتعب والإرهاق والاكتئاب (...)».

وحول العلاج، قالت خليفة إنه «لا يوجد علاج شاف ولا نهائي، لكن هناك علاجات كثيرة مفيدة تسيطر على الأعراض وتسمح للمريض أن يمارس حياته الطبيعية كما بقية الناس، فنحن نسعى إلى منع تطور المصاب، وإن كان هناك علاج فإننا نسعى إلى أن نصرفه من أجل تشافيه»، منوهةً إلى أن «الأدوية البيولوجية تنشط جهاز المناعة في الجسم وتحفز جهاز المناعة للسيطرة على الخلل الحاصل في الجسم وهو الأفضل حاليّاً. كما أن العلاج مشترك بين مختلف الأطباء والمرضى».

وختمت الاستشارية خليفة قائلةً: إن «البحرين هي أول قسم أمراض جلدية يستخدم الأدوية البيولوجية في الخليج، وذلك بسب التشخيص والتحديد المتقدم للحالات».

كما تحدثت استشارية الأمراض الباطنية والروماتيزم، فاطمة حاجي، عن التهاب الفقار المفصلي وأنواعه، وقالت: «هو عبارة عن مجموعة من الأمراض تحت عائلة واحدة يكون فيما بينها طابع مشترك، ولا تكون بالضرورة متشابهة، وتكون ذات خصوصية مختلفة من واحد إلى آخر، وعددها 5 أمراض هي التهاب الفقرة اللاصق، والتهاب المفاصل الصدفي والالتهاب الفقاري المصاحب لأمراض القولون»، مشيرةً إلى «التهابات المفاصل بأنواعها ونسبة الإصابة في دول العالم بحسب الجنس والجين لكل فرد».

وأكدت حاجي أنه «لا يوجد علاج يخفي مرضاً عن التهاب الفقار المفصلي وأنواعه نهائيّاً، لكن هناك أهدافاً علاجية لتخفيف التهاب المفاصل ومنع مشكلات ومضاعفات المرض والحفاظ على المستوى العام للأنشطة اليومية التي تحول دون مضاعفاته. ويمكن ذلك من خلال تغير نمط الحياة والعلاج الوقائي والعلاج الطبي والمهني والعلاجات الطبية المختلفة وغيرها».