العدد 5166 - الجمعة 28 أكتوبر 2016م الموافق 27 محرم 1438هـ

المحامية الشاعر: لا نريد تفكك الأسرة بـ «الطلاق السريع»...ولا إجراءات معقدة تظلم أحد الأطراف

الشاعر: الطلاق العاطفي مشكلة كبيرة وهو أخطر أنواع الطلاق
الشاعر: الطلاق العاطفي مشكلة كبيرة وهو أخطر أنواع الطلاق

في حين يلجأ البعض إليه كحل أخير... فإن ما يجب وضعه في الحسبان أن الطلاق ما هو إلا حل لحظي، تتبعه العديد من القضايا، تفتتحها مشاكل النفقة، مروراً بمشاكل الحضانة...

الحوار الآتي مع المحامية هدى الشاعر، تتحدث فيه عن أسباب الطلاق، والتدابير التي يجب اتخاذها للحد من هذه المشكلة:

صفي لنا نوعية القضايا التي تتعاملين معها دوماً...

- نتعامل مع العديد من القضايا، منها الجنائية ومنها المدنية، لكن أكثر القضايا التي أتعامل معها هي القضايا الشرعية؛ بحكم وجود عقد بيني وبين المجلس الأعلى للمرأة، بخصوص القضاء الشرعي.

هل لديك مبادئ معينة في حل قضاياك؟

- أعتمد على مبدأ الصلح بين الطرفين في أية قضية تُعرض عليّ، فأجلس مع الطرفين، وخصوصاً إذا أحسست أن الطرف الأول غير صادق في أقواله، وأحاول حل المسألة بينهما، فكل قضية ولها حل. والصلح ليس دائماً يكون بالرجوع عن الطلاق تماماً، بل في بعض الأحيان يكون هناك اتفاق على الطلاق، هذا المبدأ أساسي، ولابد أن يكون مرجعاً مهمّاً في حل جميع القضايا الشرعية.

نعلم أن معدلات الطلاق في ازدياد دائم، برأيك ما الأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟

- هناك أسباب كثيرة، من أهمها الخيانة الزوجية، إلى جانب عدم الانفاق على الزوجة، كذلك عدم الوعي بالحياة الزوجية، وعدم النضج الفكري بالنسبة إلى أحد الطرفين أو كلاهما.

ومن الأسباب الرئيسية أيضاً مشكلة تدخل الأهل في العلاقة الزوجية، فتتفاقم المشكلة حتى لو كانت بسيطة، فتستمر ولا تُحل، الثقافة الجنسية أيضاً سبب مهم لمشاكل الطلاق في المجتمع بالنسبة إلى الرجل أو المرأة.

والطلاق العاطفي مشكلة كبيرة جدّاً وهو أخطر أنواع الطلاق، فترى أحد الطرفين يصبر سنة أو سنتين وربما أكثر، لكن فيما بعد ينفجر الوضع.

كذلك اختلاط المسئوليات بين الطرفين، مثلاً الأم تربي ابنتها منذ الصغر على أن مسئوليتها فقط القيام بالأعمال المنزلية والرجل غير مسئول أبداً عن الأعمال، فهذه الشخصية عندما تتزوج وتحس بالضغط لا تستطيع تحسين الوضع؛ لأن ثقافتها مقتصرة على أن العبء بالكامل يقع على المرأة، فينبغي تحديد المسئوليات لتجنب الوقوع في المشكلات.

كما أن تكرار الطلاق في الأسرة، أي وجود حالات سابقة من الطلاق يبرزه وكأنه الحل الوحيد المنقذ من المشكلات، فيكون هو المخرج من أية مشكلة.

كيف هي معدلات الطلاق في العام الجاري مقارنة بالعام الماضي؟

- معدلات الطلاق تتزايد ولا تقل.

ما هي أغرب القضايا التي مرت عليك في حياتك العملية؟

- وردتني قضية عن امرأة متزوجة شخصاً من «البدون» من الكويت، تطلقا وأخذ الزوج طفلين وبقي عندها طفلان، المؤلم هو عدم تواصل الأطفال مع بعضهم بعضاً أو الأطفال مع الأم.

هل لاحظت عوامل معينة تزيد نسبة المشاكل الأسرية؟

- الزواج المبكر، هو العامل الأول، والسرعة في اختيار الشريك، الأنانية وعدم حب الزوجين للتضحية، كذلك محاولة الزوجة أو الزوج مثلاً جعل شريكه مشابهاً له في الصفات والأطباع ما يؤدي إلى التنافر، وخروج المرأة للعمل وحصولها على استقلاليتها التامة يجعلها تعتقد أنها أصبحت في غنى عن الرجل.

بمَ تنصحين الطرفين قبل اتخاذ قرار الطلاق؟

- أنصحهم بالجلوس مع النفس والمقارنة بين سلبيات الطلاق وإيجابياته، وما بين استمرار الحياة الزوجية او انتهائها.

ما هي أبرز مشكلات المرأة البحرينية بعد الطلاق؟

- الطلاق ليس نهاية المشكلة، فهو يجر مشاكل عدة، مثل المشاكل النفسية بالنسبة إلى الأولاد، والحالة المادية للزوج حيث يلزم بدفع النفقة.

هل من تدابير لحل هذه المشكلات؟

- وزارة العدل بدأت بخطوة رائعة من خلال مكاتب التوافق الأسري، التي تحاول حل المشكلات قبل ذهابها إلى المحاكم وساهمت في حل العديد من المشكلات. أيضاً من الحلول المهمة الصبر بين الزوجين، وعدم اللجوء إلى المحاكم إلا في الحالات المستعصية بعد استنفاد جميع طرق التصالح بينهما.

ومن المفترض أن تكون هناك دورات إلزامية قبل الزواج، كما الفحص الصحي للتثقيف، ولا ننسى دور التربية المسبقة في المنزل.

نعلم أن قضايا الطلاق تطول قليلاً، ما هي الأسباب؟

- انتشر في الآونة الاخيرة أن الكثير من القضايا الشرعية تبقى معلقة... ومن ضمن الأسباب قلة عدد القضاة، وبعض التأخير في القضايا يكون بسبب عدم امتثال الزوج إلى المحكمة، وهو سبب نعاني منه كثيراً، وهناك أسباب تعود الى المحامي نفسه بسبب عدم حضوره الى الجلسات أو الخطأ في الإجراءات. ومما يؤدي إلى طول أمد القضايا هو المواعيد الطويلة بين جلسة وأخرى، إلى جانب كثرة قضايا الطلاق.

هل في طول أمد القضية فائدة للطرفين أم تجدينها نقمة؟

- في بعض الأحيان يعتبر طول أمد القضية لصالح الطرفين، حيث تعتبر فترة مراجعة والكثير من الأزواج تعود بينهما الحياة الزوجية في هذه الفترة.

وفي الأحيان الأخرى تكون نقمة، مثلاً في حالة عقم الزوج، طول مدة القضية يؤثر سلباً على المرأة التي تحاول الإنجاب، إذ إن طول مدة القضية وتقدم السن بهذه المرأة يؤدي إلى صعوبة الإنجاب. ونستطيع تحديد ما إذا كان التأخير لصالح الطرفين أو ضدهما بحسب مجريات وقائع القضية.

ما الفرق بين المحكمتين الجعفرية والسنية في التعامل مع قضايا الطلاق؟

- بالنسبة إلى المحاكم السنية يكون الطلاق فيها أسرع، والمحاكم الجعفرية يكون فيها الطلاق أطول مدة، لكنني شخصيّاً لا اعتبر سرعة الطلاق في المحاكم السنية ميزة، ولا التأخير ميزة في المحاكم الجعفرية، نحتاج إلى حل وسط ودراسة الحالة ما إذا كانت تستحق الطلاق أم لا.

لا نريد كثرة تفكك الأسرة من خلال الطلاق السهل السريع، ولا نريد اجراءات معقدة تظلم أحد الأطراف؛ لأن ما بعد الطلاق أصعب منه كثيراً.

هل نستطيع تحديد المسئول عن المشاكل، سواء كان الرجل أم المرأة؟

- لا، لابد أن يكون هناك تكامل في الواجبات والحقوق بين الرجل والمرأة، فلا يمكن أن تكون هناك احصائية تثبت أن أحد الطرفين مسئول مسئولية كاملة.

العدد 5166 - الجمعة 28 أكتوبر 2016م الموافق 27 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:20 ص

      شكرا على جهودك

    • زائر 2 | 5:56 ص

      شكرا على جهودك في المحاكم فجهودك كبيرة ومتميزة

    • زائر 1 | 5:25 ص

      مساء الخير على الجميع
      منورة صحيفة الوسط يا أم أحمد وسلامي الحار للوالد والوالدة أبو بشار وأم بشار ... يشهد الله نعم العائلة

اقرأ ايضاً