العدد 5168 - الأحد 30 أكتوبر 2016م الموافق 29 محرم 1438هـ

اشتباكات تهز الأطراف الغربية في حلب ومقتل 41 مدنياً بنيران «الفصائل»

سوريون يحملون أمتعتهم وهم يغادرون جنوب غرب حلب - AFP
سوريون يحملون أمتعتهم وهم يغادرون جنوب غرب حلب - AFP

هزّت أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة أمس الأحد (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) أرجاء مدينة حلب السورية في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة والمتطرفة على أطراف الأحياء الغربية للمدينة حيث قتل 41 مدنياً، بينهم 16 طفلاً.

واتهم الإعلام السوري أمس الفصائل المعارضة باستخدام غازات سامة على جبهات القتال ما أسفر عن إصابة حوالى 35 شخصاً بالإختناق.

وتدور منذ الجمعة اشتباكات عنيفة عند أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري في حلب إثر هجوم شنته فصائل مقاتلة ومتطرفة، بينها خصوصاً جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) وحركة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي.

وتهدف الفصائل من خلال هجومها إلى كسر حصار يفرضه الجيش السوري منذ أكثر من ثلاثة أشهر على الأحياء الشرقية.

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» في حصيلة جديدة «قتل 41 مدنياً، بينهم 16 طفلاً، جراء مئات القذائف والصواريخ التي أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية في مدينة حلب منذ بدء هجومها».

وأشار إلى إصابة «حوالى 250 آخرين بجروح».

وأعرب الموفد الأممي إلى سورية، ستافان دي ميستورا أمس (الأحد) عن «صدمته» لإطلاق الفصائل المعارضة عدداً كبيراً من القذائف والصواريخ العشوائية على أحياء غرب حلب في الساعات الـ48 الأخيرة.

وفي بيان صدر في جنيف، قال دي ميستورا «تشير تقارير موثوقة نقلاً عن مصادر ميدانيّة إلى أن عشرات من الضحايا المدنيين لقوا مصرعهم في غرب حلب، بمن فيهم عدد من الأطفال، وجُرح المئات بسبب الهجمات القاسية والعشوائية من قبل جماعات المعارضة المسلحة».

كما أسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباكات منذ الجمعة عن مقتل «أكثر من 64 مقاتلاً سورياً وآخرين أجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 55 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، في حصيلة جديدة للمرصد السوري.

وأفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية، التي تعد بعيدة نسبياً عن جبهات القتال، أمس (الأحد) أن أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة هزت أرجاء المدينة طوال الليل، ولا تزال مستمرة.

وأكد مشاهدته أعمدة الدخان تتصاعد فوق المدينة.

«غازات سامة»

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بدورها أن «التنظيمات الإرهابية المنتشرة في أطراف مدينة حلب الغربية استهدفت صباح أمس منطقة حي الحمدانية وضاحية الأسد (...) بقذائف تحمل غازات سامة أدت إلى إصابة أكثر من 35 شخصاً بحالات اختناق».

وقال مدير مستشفى جامعة حلب للتلفزيون الرسمي السوري إن هناك «36 مصاباً بين مدنيين وعسكريين نتيجة استنشاقهم غاز الكلور السام الذي أطلقه الإرهابيون على الجبهات». وتشكل مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضرراً منذ اندلاعه العام 2011. وأوضح عبد الرحمن بدوره أن «الاشتباكات على أشدها الأحد في محور ضاحية الأسد، إذ تحاول الفصائل التقدم باتجاه حي الحمدانية» الواقع تحت سيطرة قوات النظام والمحاذي للأحياء الشرقية.

ولفت مدير المرصد إلى «عدم حصول تقدم حتى اللحظة في حين تستهدف الفصائل مواقع قوات النظام بعشرات الصواريخ»، مشيراً إلى «وصول تعزيزات عسكرية من مقاتلين وسلاح إلى الطرفين».

وكانت الفصائل وبعد ساعات على إطلاقها الهجوم سيطرت على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد.

«هجوم ضخم ومنسق»

وتدور المعارك على جبهة تمتد حوالى 15 كيلومتراً من حي جمعية الزهراء عند أطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولاً إلى أطراف حلب الجنوبية.

وقال مصدر سوري ميداني لـ «فرانس برس» إن هجوم الفصائل «ضخم جداً ومنسق».

وتمثل ذلك، بحسب قوله، «بالتمهيد الناري الكبير بصواريخ الغراد التي حصلوا عليها من جهات عربية، وبالعربات المفخخة، وبالمقاتلين الأجانب في صفوفهم».

وأكد أن «الخرق الوحيد الذي حصل هو في ضاحية الأسد، فيما لم يتمكن المسلحون من خرق أي محاور أخرى». في المقابل أكد عضو المكتب السياسي في حركة «نور الدين زنكي» ياسر اليوسف لـ «فرانس برس» أن «معنويات الثوار مرتفعة جداً»، مشيراً إلى «هجوم مرتقب من داخل الأحياء الشرقية» لدعم العملية الجارية.

وقال «لا تزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلاً حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها».

وأعلن تحالف «جيش الفتح» الذي يقود العمليات في بيان الأحد «انتهاء المرحلة الأولى من مراحل فك الحصار (...) بتحرير ضاحية» الأسد ومناطق أخرى.

كما أعلن مناطق عدة تقع على خطوط تماس بين الأحياء الشرقية والأحياء الغربية في مدينة حلب «مناطق عسكرية».

ورغم الغارات السورية والروسية على مناطق الاشتباك منعاً لتقدم الفصائل، لم تستهدف الطائرات الحربية الأحياء الشرقية.

ورفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الجمعة طلباً تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب.

وكانت روسيا أوقفت منذ نحو أسبوعين شن غارات على شرق حلب، تمهيداً لهدنة أعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 21 أكتوبر، وذلك بعد حوالى شهر من هجوم أطلقته قوات النظام بهدف استعادة الأحياء الشرقية.

وانتهت الهدنة من دون أن تحقق هدفها بإجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين بذلك.

العدد 5168 - الأحد 30 أكتوبر 2016م الموافق 29 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:28 ص

      دام الجاني هو المجموعات الارهابية فعادي لن تجد من يستنكر وحلال ذبحهم في نظر النظام العالمي القائم ، الحل هو القاء السلاح والمصالحه بين جميع الاطراف السورية يجب على الشعب السوري فك جميع الارتباطات الخارجية التي تملي عليهم سياستهم ، ايها الشعب السوري استيقظ كل من دعمكم بالسلاح ودفعكم للحرب لايريد الخير لكم

اقرأ ايضاً