العدد 20 - الأربعاء 25 سبتمبر 2002م الموافق 18 رجب 1423هـ

البيت الأبيض: لا فرق بين صدام... وبن لادن

واشنطن تنشر صواريخ باتريوت في الكويت

أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس أن الرئيس العراقي صدام حسين وشبكة القاعدة الإرهابية التي يتزعمها أسامة بن لادن «يعملان في تناسق»، معبرا بذلك عن موقف أميركي واضح لربط الزعيم العراقي بالإرهابيين الذين نفذوا هجمات سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة، في الوقت ذاته الذي دعا فيه الرئيس صدام حسين خلال جلسة مجلس الوزراء يوم أمس الولايات المتحدة إلى حمل إسرائيل على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي بـ «الحرص» نفسه الذي تتحدث به عن تطبيق القرارت الدولية بخصوص العراق.

ورفض مجلس الوزراء العراقي ملف بريطانيا بشأن العراق ووصفه بأنه اكاذيب ومزاعم.

وقال بيان صدر عن اجتماع الحكومة العراقية: إن السلطات العراقية المختصة تعد الآن ردا تفصيليا على جميع هذه المزاعم التي وردت في تقرير بلير.

وكان بوش أعلن أمس أن الرئيس العراقي صدام حسين وشبكة القاعدة الإرهابية التي يتزعمها أسامة بن لادن «يعملان في تناسق»، معبرا بذلك عن موقف أميركي واضح لربط الزعيم العراقي بالإرهابيين الذين نفذوا هجمات سبتمبر على الولايات المتحدة.

وجاءت تصريحات بوش، في جانب منها، ردا على الانتقاد الذي وجهه في أوائل هذا الاسبوع نائب الرئيس الأميركي السابق آل جور من أن بوش ترك الخطر الرئيسي ـ المتمثل في بن لادن وأعوانه ـ ويركز بدلا من ذلك على العراق لأنه هدف أسهل.

وردا على سؤال عما إذا كان صدام يمثّل خطرا على الولايات المتحدة أكثر من القاعدة، أطلق بوش ضحكة خافتة وقال «كلاهما خطر».

وقال بوش: «ولكن الخطر أنهما يعملان في تناسق». وأضاف: «والخطر هو أن تصبح القاعدة امتدادا لجنون صدام وكراهيته وقدرته على نشر أسلحة الدمار الشامل في أنحاء العالم. ومن الضروري التعامل مع كليهما».

وقال بوش: «لا يمكنك أن تفرق بين القاعدة وصدام عندما تتحدث عن الحرب على الإرهاب». وأضاف: «لا أستطيع التمييز بينهما لأنهما متساويان في السوء والشر والقدرة على التدمير».

واشتدت حدة الخلافات السياسية بين بوش والديمقراطيين فى الكونغرس بسبب معارضتهم لشن حملة عسكرية أميركية ضد العراق.

وانتقد بوش فى خطاب سياسي ألقاه أمس ما اسماه بـ «تردد» الديمقراطيين فى منحه سلطة مطلقة فى استخدام القوة العسكرية ضد العراق، واتهم مجلس الشيوخ بخدمة مصالحه الخاصة وتجاهل وإهمال أمن الولايات المتحدة، بحسب رأيه.

وأثارت هذه الاتهامات ردود فعل عنيفة بين الأوساط الديمقراطية فى الكونغرس انعكست فى كلمة ألقاها زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السناتور توم داشل وصف فيها اتهامات بوش بأنها مثيرة للسخط والاستياء.

وطالب زعيم الديمقراطيين في كلمته بوش بسحب هذه الاتهامات وتقديم اعتذار رسمي بهذا المعنى.

وفي واشنطن قالت مصادر عسكرية يوم أمس: إن الولايات المتحدة تنشر المزيد من صواريخ باتريوت في الكويت لحماية قواعدها الجوية، فيما يبدو أنها استعدادات لحرب أميركية محتملة ضد العراق.

وقال مصدر عسكري غربي: «توجد خطة لإرسال صواريخ باتريوت إضافية وهو أمر منطقي في إطار التخطيط في المدى المتوسط (لحرب محتملة)».

وقال مصدر غربي: إن شحنة من نظم الدفاع الجوي المتحركة من طراز افينجر التي تستخدم ضد تهديدات الطيران على ارتفاعات منخفضة وصلت أيضا هذا الأسبوع.

وفي تطور ملحوظ أعلنت القيادة المركزية الأميركية أمس أن الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية ضربت موقعين للدفاع الجوي العراقي في جنوب شرقي بغداد في أول هجوم من نوعه منذ أكثر من أسبوع.

وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة «لوس انجليس تايمز» يوم أمس أن الإدارة الأميركية ستطلب من الكونغرس موافقته على تأمين تدريب عسكري لحوالي عشرة آلاف عنصر في المعارضة العراقية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إدارة الرئيس جورج بوش قولها: إن هذا المشروع قد يرفع إلى الكونغرس اعتبارا من الأسبوع المقبل، وينص على السماح بإنشاء فرقة من قوات عراقية يمكنها مساعدة الأميركيين في حال الهجوم على العراق.

من ناحية أخرى، تركزت المباحثات التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس المصري حسني مبارك في الرياض أمس على «كيفية تجنيب العراق هجوما أميركيا محتملا يزيد هموم الشعب العراقي، بالإضافة إلى الوضع المتردي داخل الأراضي الفلسطينية».

وكان مبارك قد وصل بعد ظهر أمس إلى الرياض في زيارة خاطفة إلى المملكة استغرقت عدة ساعات.

وقالت المصادر إن مبارك أطلع ولي العهد السعودي على مضمون الرسالة التي تلقاها يوم الثلثاء الماضي من صدام حسين عن طريق وزير الخارجية العراقي ناجي صبري.

وفي فيينا شكك ناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم أمس من تمكن العراق من الحصول على اليورانيوم في إفريقيا لصنع أسلحة نووية، كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير.

وقال الناطق باسم هذه الهيئة المكلفة بشئون الأمن النوويمارك غوزديكي: «لدينا ضمانات حول المواد النووية في إفريقيا ونكون على علم حين تختفي».

من جانبها قالت سورية أمس إن الشرق الأوسط يمر بواحدة من أحرج المراحل منذ الحرب العالمية الثانية، فيما تستعد الولايات المتحدة لشن هجوم عسكري محتمل على العراق.

وقال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع: «إن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة وحساسة: إن لهذه المرحلة خصوصية لا سابق لها منذ الحرب العالمية الثانية وهذه الخصوصية هي أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تحمل راية التغيير في العالم بواسطة القوة وخارج الشرعية الدولية».

وأضاف أن الولايات المتحدة «ليست على استعداد لسماع رأي الآخرين بل تريد أن تُسمع الآخر رأيها دون نقاش».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تحقيق مصالح إسرائيل في المنطقة أكثر مما تعمل على تحقيق مصالحها الخاصة.

وفي موسكو رفض وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف يوم أمس «الضجة الدعائية» المحيطة بملف بريطانيا بشأن العراق، قائلا: إن عودة مفتشي الأسلحة إلى بغداد هي الأولوية الأولى

العدد 20 - الأربعاء 25 سبتمبر 2002م الموافق 18 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً