العدد 5173 - الجمعة 04 نوفمبر 2016م الموافق 04 صفر 1438هـ

القطان: استهداف مكة المكرمة يوجب التمسك بديننا وترك التنازع والاختلاف

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

04 نوفمبر 2016

وصف إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، استهداف مكة المكرمة، بأنه «محاولة إجرامية» قامت بها «الفئة الإجرامية الباغية في اليمن»، مشدداً على وجوب التمسك بالدين الإسلامي، وترك التنازع والاختلاف.

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، إن: «واجبنا تجاه هذا الحدث بعد تعظيم قدر هذا البيت في نفوسنا، التمسك بديننا، واجتماع كلمتنا، وترك التنازع والاختلاف، حتى نكون كالبنيان المرصوص، والالتفاف حول ولاة أمورنا، ومعرفة أعدائنا المتربصين بنا وأخذ الحذر منهم، واتخاذ جميع الأسباب المادية والمعنوية لتحقيق أسباب القوة، واتخاذ كل الوسائل والأسباب التي تضعف العدوّ، وتكشف مخططاتهم حتى لا يخدع أحد بشعاراتهم الجوفاء الفارغة».

وأوضح أن «الأسبوع الماضي شهد العالم الإسلامي حدثاً جللاً عظيماً في محاولة آثمة للاعتداء على مكة المكرمة البلد الأمين، وترويع الآمنين، وذلك فيما قامت به الفئة الإجرامية الباغية في اليمن من استهداف البلد الحرام بالقصف بصاروخ لم تراع فيه إلاًّ ولا ذِمّة، في تصرف لا يقرّ عليه دين ولا عقل، ويغضب له كل مؤمن بالله وبرسوله، ويحزن له الموحدون في كل مكان، وفي خبر مستغرب مستنكر، ولولا أن الأخبار التي جاءت به مؤكدة لما صدّقه أو قبل به عاقل، وقد تم بحمد الله تعالى ولطفه اعتراض الصاروخ من قبل دفاعات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وأُسقط على بعد عشرات الكيلومترات من مكة المكرمة».

ورأى أن «هذه المغامرة الفاشلة كانت ترمي إلى تهديد المملكة العربية السعودية ومقدسات المسلمين».

وأكد أنه «يجب علينا اتخاذ جميع أسباب القوة، القوة في الإيمان بالله والثقة بنصره، والتوكل عليه، والعمل بشرعه، ممتثلين أمر الله تعالى في قوله: «وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ» (الأنفال: 60) والاستعداد يكون بالقوة المادية والاقتصادية والعسكرية».

وأضاف «يجب على الأمة الإسلامية أن تتخذ موقفاً حازماً وجادّاً أمام هذا الحدث الخطير وتسلك كل الوسائل والخطوات للتضامن الفعلي في الدفاع عن المملكة العربية السعودية، واستقرارها، والدفاع عن مقدسات المسلمين».

ولفت القطان إلى أن «هناك جنوداً أبطالاً يرابطون على الثغور دفاعاً عن بلداننا ومقدساتنا، وقد ضحوا بأرواحهم وراحتهم وصبروا على فراق أهلهم، نسأل الله تعالى أن يحفظهم وينصرهم وأن يعيدهم إلى أهليهم سالمين غانمين، فمن واجبنا الدعاء لهم بالنصر والتمكين على أعدائهم.

وأشار إلى أن «هذه المحاولة الإجرامية ليست الأولى في تاريخ الحرم، فقد حفظ لنا القرآن الكريم خبر (أبرهة) أمير الحبشة على اليمن، فبعد أن بنى كنيسة عظيمة وأراد أن يصرف حج العرب إليها دون الكعبة، ولم يتحقق له ما يريد بل قام أحد العرب فيها بما يحقرها ليتسامع الناس به، فخرج أبرهة غاضباً في جيش عظيم ومعه الفيلة يريد هدم الكعبة، وأمر عبد المطلب أهله وقرابته وجميع أهل مكة بالخروج منها إلى الجبال المحيطة بها خشية من الجيش إذا دخلوا مكة، ثم كان عاقبة فعلهم أن سلط الله عليهم طيراً ترميهم بحجارة لا تصيب أحداً إلا هلك، فهلك معظم الجيش ومرض وهرب الباقي، وكفى الله أهل مكة أمر عدوّهم».

وبيّن أن «لمكة المكرمة، وكعبتها المشرفة، ومسجدها الحرام، منزلة عظيمة عند المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ لتعلقها بأمهات عباداتهم، وكونها موضع شعائرهم؛ ولأن الله تعالى جعلها أفضل البقاع وخيرها، وأكثرها طمأنينة وأمناً، وقضى سبحانه أن تكون موضعاً لذكره وعبادته».

وذكر أن «مكة الآمنةَ المباركةَ، ما فُضِّلت على سائر بلاد الدنيا بطيب هوائها، أو خضرة أرضها، أو عذوبة مائها، فهي صحراء مقفرة، لا زرع فيها ولا ماء، لولا أن الله تعالى أجرى عين زمزم فيها؛ كرامة لإسماعيل وأمه (ع). وإنما فضلت مكة المكرمة بما حوته أرضها من المشاعر، ولما يقام فيها من الشعائر، فكم قَصَدَ البيت الحرام من حاج ومعتمر ومجاور وطائف ومصل، منذ أن أذَّن فيه الخليل إبراهيم (ع) إلى يومنا هذا».

وأضاف أن «من فضلِ الله تعالى ورحمتِهِ بمكة المكرمة وأهلِها: أن جعلها على الدوام في سلطان من يُعظِّمُها حتى من الكفَّار، ولم يجعلها قطُّ تحتَ سلطانِ الجبابرةِ العتاة، فهذا حالُها من أولِ الدَّهر، فإنَّ الحبشةَ لما أرادوا البيت بسوءٍ: أخذهُمُ اللهُ، وجعلهم نكالاً وعبرةً لغيرهم. ولما جاءَ المستعمرونَ الأوروبيُّونَ، فسيطروا على العالم الإسلامي: حَجَبَ الله عنهم هذه البلاد، وأعتقها من سلطانهم، وولاها بأيد أمينة تحافظ عليها، وأما في مستقبلِ الحياةِ فإنها محميةٌ بسلطان الله تعالى الذي حفَّها بالملائكة من كلَّ صوبٍ ونَقَب».

وأفاد بأن «الصحابة والسلف الصالح (رض) عظَّموا الحرم، وهابوا الخطأ فيه، وحَذِروا من لغو الكلام، حتى أن منهم من تحرّج من سكنى مكة خشية الوقوع في المعاصي».

العدد 5173 - الجمعة 04 نوفمبر 2016م الموافق 04 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً