شاعت كثيراً بين الناس الباحثين عن طرق ووسائل للتخلص من الوزن الزائد والسموم بالجسم حمية عُرفت باسم "ريجيم الديتوكس detox diet، وبين من يدعو إليها باعتبارها حمية أثبتت جدواها وفائدتها للأجسام الصحية وبين من عارضها نظراً لكون مضارها أكثر من فوائدها، فضلاً عن ما تسببه من عوارض عكسية تؤثر على صحة الإنسان، وبين الحقيقة والخرافة وبين فعالية هذا الريجيم وإعتلاله نقف معكم على هذه المعلومات الهامة عن "ريجيم الديتوكس".

تعتبر حمية الديتوكس نظاماً غذائياً يرى البعض أنه يساعد على تخليص الجسم من السموم كونها تستهدف بشكل خاص الكبد والقولون لإزالة السموم، داعمو نظرية تخليص الجسم من السموم وريجيم الديتوكس يدّعون أن تراكم السموم في الجسم قد يسبب السرطانات والأمراض الأخرى، وتنظيف الجسم من هذه السموم سيساعد على وقايته من هذه المخاطر وسيجعل بشرتك وجلدك أكثر إشراقا ونضارة، كما وسيساعد على تجديد طاقتك الايجابية.

ولكن علميا وبيولوجيا أثبت أن هذا النوع من الحميات لا مكان لها في العلم، ويعارضها الأطباء والمختصون، وتعد من ضمن الممارسات الشائعة بين الناس والتي لا تعتمد على أساس علمي ومنطقي، والمنتجات التي تدعي تنظيفها لسموم الجسم هي مضيعة للأموال وقد تكون ضارة بالصحة.

ويرتكز ريجيم الديتوكس على إتباع نمط غذائي معين، كاستبدال الأطعمة بالسوائل، التركيز على تناول الخضراوات والفواكه، أو التركيز على عصير معين كعصير الليمون أو القيقب أو تناول الفلفل الحار، أو تصويم الجسم لفترة. وقد يكون أحد أساسياته الابتعاد عن الكربوهيدرات المصنعة والزيوت النباتية الصناعية.

وعادة ما يتم إتباعه لفترة قصيرة، وهو قليل السعرات الحرارية مما يجعل من أعراضه الوهن والتعب وهبوط السكر وآلام العضلات والشعور بالدوار والغثيان، وعدم الحصول على الطاقة اللازمة للقيام بالنشاطات اليومية، وما يتبعه من قلة التركيز واضطرابات المزاج، والنوم، وقد يصاب الشخص بسوء التغذية ونقص أحد العناصر الغذائية مما قد يضطر البعض إلى تناول المكملات الغذائية.

وفي الأنظمة التي تستهدف تنظيف القولون بشكل خاص قد تحتاج لخلطات أعشاب حبوب ومنتجات خاصة أو حتى حقن شرجية، قد تضر بصحتك وتكون ذات آثار جانبية سلبية، بغض النظر عن التكلفة المادية!

والسؤال هنا: هل من حميات Detox خطيرة يجب الحذر منها؟ فالجواب نعم.. ثمة حميات غذائية معروفة بالـ Detox خطيرة جداً على صحة الإنسان، ولا يجوز اعتمادها أبداً.. منها مثلاً: الريجيم الذي يتضمن الحقن التي تلحق الأذى بالقولون والجسم. الملينات التي يمكن أن تسبب جفاف الجسم، فعند التوقف عن استعمالها يمكن للمرء أن يعاني من الأكتام. فالحقن والملينات يمنع استعمالها عشوائياً، وتستعمل فقط تحت إشراف طبيب لمداواة حالة مرضية معينة، وليس للـ detox أو لخسارة الوزن في المنزل.

والنتيجة، فإن أهم سلبيات الـDetox Diet هي بمجرد انتهاء حمية التخلص من السموم، نسترد الوزن الذي خسرناه إذا لم نغير جذرياً نمط الأكل والحياة الذي أوصلنا إلى زيادة الوزن. كما يمكن له أن يفقد جسمنا فيتامينات ومعادن وكتل العضل، بسبب الوحدات الحرارية المنخفضة، بالإضافة إلى الإحساس بالتعب، وانخفاض كتلة العضل، هذا إلى أنه عند انتهاء الحمية، يكون المرء بحالة من الجوع الشديد تجعله يأكل أكثر من السابق، ما يساهم في زيادة الوزن، فضلا عن أن معظم حميات الـ Detox لا تشجع على ممارسة الرياضة، لأنها لا تحتوي على سعرات حرارية كافية لإنجاز عمل رياضي.