لمن يعشق التجارب الفريدة والسحر الذي لا نظير له في عالم الطبيعة والشواطئ الخلابة، لا شك أنه سيعتبر هذا المكان المفعم بالروعة والجمال فريداً من نوعه، هي تلك البقعة التي تنتزع القلوب سحراً بجمالها وطبيعتها وهوائها وتبهر نظاريك وتقول لك عن "ما لم تره عيناك من قبل"، هي حديقة تايرونا الوطنية الطبيعية في كولومبيا؛ حيث شواطئ الكاريبي والمناطق الصحراوية والغابات المطيرة، والروعة والمتعة معاً.

تايرونا هي محمية طبيعية في كولومبيا تقع شمال منطقة البحر الكاريبى، ويتبع أكثر من 34 كيلومتر منها مدينة “سانتا مارتا”. وتغطي الحديقة حوالي 30 كيلومتر مربع من البحر الكاريبى، وحوالي 150 كيلومتر مربع من الأراضي البرية. وتعتبر ثاني أكثر الحدائق الطبيعية من حيث عدد الزوار، وزارها خلال عام 2009 ما يزيد على 211 ألف زائر. تتميز حديقة تايرونا الطبيعية Tayrona National Natural Park بتنوع بيولوجي كبير، وبتنوع جغرافي فريد فيصل ارتفاع بعض أجزائها إلى 900 متر فوق مستوى سطح البحر، وتضم أماكن مختلفة من الشواطئ الرملية على البحر الكاريبي في الشمال إلى الغابات المطيرة على ارتفاع 600 متر على الحدود الجنوبية للمتنزه، وبالنسبة للجزء الغربي فإنه صحراء قاحلة تمتد فيها التلال وتنتشر أنواع من النباتات الصحراوية مثل الصبار، أما الأجزاء الوسطى والشرقية من الحديقة فهي أكثر رطوبة وتغطيها الغابات المطيرة، وموسم المطر يكون خلال شهور مايو ويونيو ومن سبتمبر إلى نوفمبر.

والكثير من المسافرين يجذبهم شواطئ الحديقة المظللة بأشجار النخيل وجوز الهند، وتعتبر شواطئ تايرونا من أجمل شواطئ كولومبيا، وتوجد في أعماق بعضها الشعاب المرجانية وتوفر فرصا ًلمحبي الغوص. وتحتضن حديقة تايرونا كثير من الحيوانات قدرها علماء بنحو 108 نوع من الثدييات، و300 نوع من الطيور، من بينها أنواع من الكائنات الحية يندر وجودها في مكان آخر. ومن أهم سكان الحديقة من الحيوانات، نوع من القردة يُسمى المولول السوداء، والاونسيللاoncilla، والغزلان، وأكثر من 70 نوع من الخفافيش، بالإضافة إلى 300 نوع من الطيور أهمها النسر الأبيض، وأيضاً 31 نوع من الزواحف و401 نوعا من الأسماك البحرية والنهرية.

وبجانب ذلك، تحتضن حديقة تايرونا في كولومبيا عدة مواقع أثرية هامة مثل تلك التى تقع في مدينة تايرونا من عصر ما قبل اكتشاف كولومبيا، ويعيش ما لا يقل عن 400 شخص من السكان الأصليين ينحدرون من شعب تايرونا الأصلى القديم، ويضمهم مجتمع خاص بهم حتى الآن، ولا زالوا يقدسون بعض من هذه المواقع.