العدد 5188 - السبت 19 نوفمبر 2016م الموافق 19 صفر 1438هـ

استضافة الأولمبياد تداعب الدوحة

قبل أسابيع قليلة، أكد رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى البريطاني سيباستيان كو أن موعد إقامة فعاليات الأولمبياد قد يتغير ليقام في فصل الشتاء إذا فازت قطر بحق استضافة دورة الألعاب الأولمبية في أي نسخة قادمة.

وخلال فعاليات الاجتماع السنوي الحادي والعشرين للجمعية العمومية (كونغرس) لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) والذي استضافته الدوحة خلال الأيام القليلة الماضية، كانت إمكانية استضافة قطر لدورة الألعاب الأولمبية هو محور الحديث بين العديد من المشاركين في هذا التجمع الهائل لصناع القرار في الحركة الأولمبية.

وشارك في اجتماعات كونجرس الأنوك بالدوحة نحو 1200 من ممثلي اللجان الأولمبية الوطنية بكل أنحاء العالم إضافة لمسئولين عن الحركة الأولمبية وفي مقدمتهم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ.

وركزت الوفود المشاركة في المؤتمر على توجيه الشكر إلى قطر والاستضافة الناجحة لعمومية (كونغرس) الأنوك لاسيما وأن قرار منح الدوحة حق استضافة هذه النسخة من الكونغرس جاء قبل فترة وجيزة وبعد اعتذار ريو دي جانيرو عن عدم الاستضافة لتشهد الدوحة رقمين قياسيين جديدين في تاريخ اجتماعات الأنوك من حيث عدد اللجان الوطنية المشاركة وعدد ممثليها المشاركين في الاجتماعات.

كما وجهت الوفود المشاركة الشكر إلى المنظمين في قطر على حسن الضيافة وأجواء الاستقبال والإقامة والإمكانات التي جرى تسخيرها لخدمة الاجتماعات والوفود.

وأوضح باخ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "أعتقد أن تنظيم كونغرس الأنوك هنا في الدوحة كان رائعا ومتميزا. شاهدنا الإمكانات مسخرة كلها لخدمة الاجتماعات إذ كان كل شيء معدا تحت سقف واحد في هذا الفندق كما شاهدنا الحفاوة وكرم الضيافة المعروفين عن الجانب القطري وجرت الاجتماعات بشكل سلس للغاية، وأعتقد أن كل الوفود كانت سعيدة".

ولدى سؤاله عن إمكانية تنظيم الأولمبياد مستقبليا في قطر أو في المنطقة، أجاب باخ: "نحن على أبواب اختيار المدينة الفائزة بحق استضافة أولمبياد 2024 والتركيز كله ينصب على هذه النسخة التي تتنافس على تنظيمها ثلاث مدن وأي حديث عن النسخ التالية حاليا لن يكون إلا بعض الجدل".

وعلى رغم هذا، لم يستبعد باخ إمكانية استضافة قطر لإحدى الدورات الأولمبية بل إنه أكد قبلها بأيام أنه يتخيل ويتوقع أن تتقدم قطر بطلب استضافة الأولمبياد في يوم ما.

وعلى مدار الأيام التي شهدت اجتماعات كونغرس الأنوك في الدوحة، كانت فكرة استضافة الأولمبياد في قطر ليكون الأول في منطقة الشرق الأوسط هو محور العديد من الأحاديث الجانبية لاسيما وأن قطر انتزعت حق استضافة فعاليات بطولة كأس العالم 2022 وهو ما يمنحها الأمل في تكرار تجربة البرازيل في استضافة الأولمبياد بعد المونديال حيث استضافت البرازيل مونديال 2014 ثم أولمبياد ريو 2016.

ولكن قطر سيكون عليها الانتظار لفترة أطول بعد استضافة مونديال 2022 إذ تتنافس ثلاث مدن على استضافة أولمبياد 2024 وهي العاصمتان الفرنسية (باريس) والمجرية (بودابست) ومدينة لوس أنجليس الأميركية مما يعني أن الفرصة القطرية قد تكن في استضافة أولمبياد 2028 أو 2032.

وكانت الدوحة خسرت محاولة سابقة لاستضافة الأولمبياد حيث خرجت مبكرا من الصراع على حق استضافة نسخة 2016 على رغم المساندة والتأييد من قبل مجلس التعاون الخليجي والمجلس الأولمبي الأسيوي.

ولكن الحال قد يختلف كثيرا في حال التقدم بطلب للاستضافة في النسخ المقبلة بداية من 2028 خاصة وان التأييد لم يعد قاصرا على الناحية الإقليمية أو القارية وإنما امتد للتأييد العالمي في ظل الإشادة التي نالها التنظيم القطري في كل من كونجرس الأنوك خلال الأيام الماضية والاجتماع السنوي الماضي للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي استضافته الدوحة أيضا في فبراير/ شباط الماضي.

وما يضاعف فرص قطر أيضا هو توافر الإمكانات المالية والبنية الأساسية والمنشآت اللازمة لاستضافة الأولمبياد وهو ما يتفق مع أجندة 2020 التي أقرتها اللجنة الأولمبية الدولية لإصلاح الحركة الأولمبية والتي تتضمن ضرورة تقليص النفقات في استضافة دورات الألعاب الأولمبية بعد إنفاق مبالغ فيه للغاية في استضافة أولمبياد 2014 الشتوي في منتجع سوتشي الروسي.

وتمتلك قطر الآن من المنشآت والمواقع الجاهزة لاستضافة الأولمبياد ما يفوق كثيرا ما كانت تمتلكه لدى خسارتها قبل سنوات في سباق التنافس على استضافة أولمبياد 2016 كما تمتلك الخبرة اللازمة حاليا لاستضافة الأولمبياد بعد الكم الهائل من البطولات التي استضافتها في السنوات الماضية.

واستضافت قطر العديد من البطولات الإقليمية والدولية على مدار العقد الأخير ومنها دورة الألعاب الأسيوية (آسياد) 2006 ودورة الألعاب العربية 2011 وبطولة العالم لكرة اليد في 2015 وبطولات العالم لأندية كرة اليد (سوبر جلوب) أكثر من مرة وبطولة قطر المفتوحة للتنس في فئتي الرجال والسيدات على مدار سنوات طويلة عبر العقدين الماضيين وكذلك فعاليات إحدى جولات الدوري الماسي لألعاب القوى بخلاف استضافتها المرتقبة لبطولة العالم لألعاب القوى في 2019 ومونديال 2022 لكرة القدم وغيرها من البطولات الدولية في الملاكمة والدراجات ورياضات أخرى عديدة.

كل هذا ، ترك لقطر مجموعة هائلة من المنشآت الرياضية الجاهزة لاستضافة معظم فعاليات الأولمبياد خاصة مع وجود المجرى المائي على كورنيش الدوحة والذي يستضيف سنويا العديد من منافسات وبطولات الألعاب المائية وهو ما يصب أيضا في مصلحة الملف القطري في حال التقدم بطلب استضافة الأولمبياد العام 2028 أو 2032 خاصة وأن تكلفة الاستضافة لن تكون هائلة مثلما هو الحال في بلدان أخرى.

وينتظر أن يكون سير أعمال الاستعدادات لاستضافة مونديال 2022 بوتيرة رائعة دعما إضافيا لفرص قطر لاستضافة الأولمبياد في حال قدرة المسئولين عن اللجنة الأولمبية في قطر في تحويل الإعجاب الهائل من مسئولي الحركة الأولمبية والعديد من وسائل الإعلام العالمية إلى دعم واقعي لفرص قطر في حال الترشح لاستضافة الأولمبياد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً