العدد 5195 - السبت 26 نوفمبر 2016م الموافق 26 صفر 1438هـ

زخَّاتٌ... مجرد زخَّات!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذان مجرد خبرين نشرا على «الأونلاين» من أول الصباح أمس السبت، أولهما عن مشكلة فيضان مياه المجاري في دار كليب في الطرف الغربي من جزيرة البحرين الأم، والآخر عن فيضان شوارع إسكان قلالي وبيوتها الجديدة بمياه الأمطار في الطرف الشرقي لجزيرة المحرق.

في الحالة الأولى، اشتكى أهالي دار كليب انتشار الروائح الكريهة والحشرات بفعل فيضان المياه بنقاط الصرف الصحي بالمنطقة، مؤكدين أنهم تقدّموا بعدة بلاغات سابقاً للجهات المختصة ولكن دون جدوى. ويعلم المسئولون بوزارة الأشغال والبلديات قبل غيرهم، بأضرار هذه المشكلة وتداعياتها الصحية، من توفير أفضل بيئةٍ لنشر الحشرات والقوارض والفئران، فضلاً عمّا تنشره من أمراض وروائح كريهة لا تليق بالحياة الآدمية في هذا العصر ولا في العصور الغابرة.

الأهالي شكوا من معاناتهم من هذه المشكلة منذ فترة طويلة، وطالبوا الوزارة بإيجاد حلّ جذري، لكن الوزارة في وادٍ آخر، لا تسمع ولا ترى. والأسوأ أن هذه المشكلة لا تقتصر على منطقة أو منطقتين، وإنما اتضح أن مناطق كثيرة تعاني منها، في الشمالية أو الغربية أو الوسطى، فضلاً عن ضواحي العاصمة. وحتى قبل مجيء الشتاء، كانت «الوسط» تنشر شكاوى الأهالي بشكل شبه يومي، لمعالجة هذا الموضوع الذي يخجل الكتّاب من تكرار الكتابة عنه سنوياً، بينما الوزارة لا تسعى لإيجاد حلول جذرية تجنّب السكان تبعات تقصيرها والتخطيط المتخلف عن العصر.

وإذا كانت دار كليب وغيرها من المناطق القديمة، التي لم تخضع لتخطيط عمراني منذ نشأتها قبل قرن أو نصف قرن، فما بال المناطق الجديدة، والمشاريع الإسكانية الحديثة، التي يُفترض أنها خضعت للتخطيط العمراني، وتمت هندستها بدقةٍ لتلافي أية مشاكل مستقبلية، بينما يتم إعادة إنتاج المشاكل نفسها، من عدم وجود مشاريع مجارٍ، أو حدوث فيضانات بمجرد هطول زخاتٍ من المطر. ألا يدل ذلك على عدم وجود فكر استراتيجي أو تخطيط معتمد، بل وعدم وجود تنسيقٍ بين وزارات الإسكان والأشغال والصحة والمواصلات والكهرباء والماء؟ وهل نحتاج إلى عبقرية خاصة لندرك ضرورة وجود مثل هذا التنسيق لتجنب إعادة إنتاج المشاكل نفسها بعد خمسين عاماً من الاستقلال، وأربعين عاماً من تشكيل وزارة الإسكان؟

أهالي دار كليب طالبوا الجهات المختصة بحل مشكلتهم مع المجاري وتجنيبهم الروائح والأمراض، أما أهالي قلالي فطالبوا الجهات الرسمية بتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بمساكنهم وأجهزتهم المنزلية، بفعل زخّات المطر التي هطلت يوم الجمعة، جراء «الخطأ الفادح فيما يتعلق بإنشاء المنازل على قواعد غير صحيحة». وقد انتشر مقطع فيديو يصوّر غرق الشوارع الجديدة المحيطة بمنازلهم بالماء، الذي وصل إلى مستوى أبواب السيارات. وهي الحالة نفسها التي شاهدناها العام الماضي في بيوت الإسكان الجديدة في البلاد القديم.

أهالي قلالي سبق أن طالبوا بإيجاد حلٍّ لمشكلة تصريف المياه، فردّت الجهات المعنية باستعدادها التام لموسم الأمطار، جرياً على العادة المألوفة، بإطلاق تصريحات سنوية مكرّرة بعدم وجود مشكلة! إلا أن «المية سرعان ما تكذّب الغطاس»، فما أسرع ما كشفت زخّات المطر التي لم تستمر لأكثر من ثلاث ساعات، عن عدم صحة تلك الادعاءات، في أول يومٍ يتعرّض فيه «السستم» للامتحان!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5195 - السبت 26 نوفمبر 2016م الموافق 26 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 6:24 ص

      حتى سيدنه بيوت لسكان الجديدة تطلع برة كله احفر كم مرة سقطت سياراتنه انه انبى اعرف ليش الغش فى القاعدة تبع المبانى حتى امسوين طوف واحد بينك وبين جارك حق تتعارك وياه هؤلاء المهندسون ....ليش اذون الناس ليش كله تلويص واحنه ندفع فى البيت دم كلبنه الى متى هاده الفساد نفوض امرنه الى الله والله يساعد الى بيته يخر

    • زائر 23 | 5:51 ص

      9

      (نيبال - بنغلادش -الهند- باكستان - بورما -لاوس-تايلند -كمبوديا -فيتنام -الفلبين -بروناي -إندونيسيا -وووووووو القائمة طويله وعريضه )عندهم يبدأ موسم المطر من شهر5 مايو إلى شهر 10 أكتوبر وبل حتى نوفمبر ولا يوقف ما شفنا غرقوا مثل الربع ! حتى مقارنتهم فاشله مثلهم!

    • زائر 19 | 3:04 ص

      شيء طبيعي أن تغرق القرى والمدن بمياه المطر ،إذا زاد تعداد السكان.
      مثل المثل اللي يقول اذا زاد الحمل على المركب غرق ،وهذا هو الحاصل في وطني الحبيب .❤

    • زائر 16 | 12:14 ص

      الله لا يغير علينا
      و "اذا بليتم فاستتروا"

    • زائر 14 | 12:08 ص

      المطر هو خير لكنه في البحرين يتحول الى مصيبة وربما نقمة بسبب بنيتنا وشوارعنا المتهالكة

    • زائر 13 | 11:55 م

      الله لا يغير علينا بس البنية التحتية والشوارع حالها منذ 4 عقود هذا هي.
      اما في جلب الاجانب وزجهم في الديرة حتى تغرق فهذا مسموح التغيير فيها ولكي يصبح الشعب من 600 الف الى ثلاث اضعاف بزمن قياسي هذا الله يغير علينا ويغرق ديرتنا

    • زائر 9 | 11:36 م

      خلنا على نظام ( الله لايغير علينا ) ( احمدوا ربكم ) ( احنا عايشين افضل من غيرنا ) يقارن البحرين ببلدان الفقيرة ( لا تطالب بحقوقك عشان ما اجيك تهمة الولاء لدولة اجنبيىة

    • زائر 8 | 11:27 م

      شوارع مصمّمة منذ ان كان شعب البحرين 400 ألف نسمة ولا زالت تئن وتشكو وتصيح وا ويلاه ارحموني لا استطيع تحمّل هذا الكم الهائل من السيارات.
      بنية تحتية لا تستطيع خدمة نصف مليون يطلب منها خدمة قرابة مليون ونصف .
      ويش نقول ويش نحكي خلنا بالعيها

    • زائر 25 زائر 8 | 12:24 م

      البحرين فيها حاليا ثلاثة ملايين مواطن وأجنبي

    • زائر 6 | 11:08 م

      اذا رأينا منظر لبعض سيارات النقل في بعض البلاد الفقيرة وهي أي هذه السيارات تحمّل فوق طاقاتها اضعافا كثيرة فيصبح منظرها بشعا مخيفا ينذر بكارثة وشيكة الوقوع وقد حدثت كوارث فظيعة بسبب هذا الطريقة في تحميل تلك السيارات فوق طاقاتها.
      بلد صغير محدود الموارد ومن دون ادنى وابسط تخطيط وتحسّب للمستقبل زجّ فيه بمئات الآلاف من الأجانب من مجنسين وغيرهم دون مراعاة لطاقة البلد الاستيعابية.
      لا شوارعنا تستحمل ولا خدماتنا تستحمل ولكن على المواطن القبول بهذه التخبّطات الى أن تقع الكارثة وهي قادمة حتما وقريبا

    • زائر 3 | 9:58 م

      حبَّذا وازرة الأشغال تغير كراسي موظفيها المريحة بمقاعد عادية. خاصة للموظفين الذين يجب وجودهم في المواقع. اعتقد عندها يحصر المهندسون علي المواقع ليشرفوا علل العمل و يتعرفوا علي الحقيقة. كما اقترح اضافة الدوش في الحمامات لكي يستحموا بعد صب العرق.
      نعم هذا هوالعمل الهندسي وليس تحويل المشروع الي ملف يدور من طاولة و مكتب الي اخري و آخر.
      اخبرني احد الأساتذة الأجانب في كلية الهندسة بان البحرينيين لا يرغبون بتعلم المواضيع الفنية الهندسية. بل يتجهون جميعا نحو الادارة. هذا النهج غيرمنتج

    • زائر 2 | 9:38 م

      الله يجعلها امطار خير على ديرتنا الحبيبة وعلى الجميع

    • زائر 1 | 9:35 م

      بعد نقول الحمد لله احنا افضل من غيرنا وان شاء الله تتصلح الامور وحكومتنا مب مقصره بقيادة بوسلمان

    • زائر 10 زائر 1 | 11:37 م

      وانت الصاج
      والله لا يغير علينا

    • زائر 15 زائر 1 | 12:13 ص

      من يقول مقصرة؟ محد قصر في مهامه بس الزخات ما كانت متوقعة

    • زائر 18 زائر 15 | 2:11 ص

      اشلون مب متوقعة؟ ومن قايل لك؟ الشتاء جاي والعالم كله يستعد له بالاجراءات المطلوبة.
      يعني بس أحنه غير؟

    • زائر 17 زائر 1 | 12:34 ص

      .... الله يخلي الحكومة ما اختلفنا! بس مو معناتها نتجاهل التقصير أو الفشل أو التجاهل من الوزارات والدوائر الخدمية!

    • زائر 22 زائر 1 | 4:37 ص

      الله يهديك و يصلح بالك .. انت مو متضرر والله لا يراويك اللي الناس شافته من هالكم ساعة اللي نزل فيها المطر .. انت بس تبي تقول ان القناعة كنز لا يفنى .. بارك الله فيك و في الحكومة والى آخره . تعلمنا الدرس شكرا.. عسى ارتحت الحين ؟

اقرأ ايضاً