العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ

الصبر أساس للعلاج.. د. شوقي: إذا تأخر الإنجاب لـ 6 أشهر راجعوا الطبيب

الأناة والصبر وسائله في العلاج والمساعدة في تزيين بيت الزوجية بزينة الحياة، فتأخر الحمل المقلق للزوجين ومحيطهما يحتاج لدراية دقيقة وانتظار للتغلب عليه. الدراية تتحصل من خبير طبي، والصبر عامل مهم يحتاجه الجميع للوصول للنتيجة المطلوبة، وأكد استشاري أول أمراض النساء والتوليد وأطفال الأنابيب د. حاتم شوقي في مستشفى الكندي أن الزوجين والطبيب المعالج فريق متكامل يعمل بتجانس من أول زيارة للعيادة وحتى ما بعد الولادة للتغلب علما يؤخر الحمل.

اللقاء مع د. شوقي سار على ضفاف مفهوم تأخر الحمل الرافد من محيط الصحة الإنجابية، وأجاد الاستشاري قيادة دفة الحوار بتقديم صورة شاملة عن الموضوع، مع عدم إغفال تقديم بعض الإشارات لمواضيع تحتاج لكثير من التفاصيل لم يسع المقام لذكرها، نترك القارئ الكريم مع مجريات الحوار:

متى يصبح تأخر الحمل بحاجة لمراجعة الطبيب؟

يحدد ذلك وفقاً لمعيار الزمن في الظروف الطبيعية، في الوقت الراهن أنصح الزوجين إذا تأخر الحمل بعد 6 أشهر من الزواج مع الانتظام في ممارسة العلاقة الزوجية بمراجعة الطبيب. في السابق كانت الفترة سنة واحدة ، وقبلها كانت استشارة الطبيب ضرورة بعد سنتي زواج.

تغير المعايير الوقتية جاء بسبب تأخر سن الزواج الذي أصبح سمة غالبة لأسباب عديدة خصوصاً بين النساء، فالمرأة لها فترة حمل مثالية تكون بين الـ 18 و 38 سنة ثم تتراجع خصوبتها مع وجود امكانات الحمل.

هل تجدون إقبالاً من الأزواج في طلب المساعدة الطبية للإنجاب؟

نعم، ويعود ذلك لثلاث عوامل رئيسية، وهي نجاح التجارب الشخصية لأزواج خضعوا للعلاج وتمكنوا من الإنجاب ثم تحدثوا عن نجاح العلاج، والإطلاع الواسع على الصحة الإنجابية في شبكة الإنترنت، والثالثة وسائل الإعلام التي تبث وتنشر برامج رفعت من الوعي الصحي.

العوامل الثلاث مع دورها الكبير إلا أنها ليست كافية لعدة أمور، أهمها أنها لا تقدم المعلومة بشكل دقيق لأنها مصادر غير متخصصة. وعلى العموم هي تغرس المعرفة الأولية التي تشجع الفرد على تقبل فكرة الإستعانة بالطبيب.

هل تراجعت نسب تأخر الحمل؟

لا، بل هي في ازدياد رغم وجود منظومة طبية لعلاج هذه الحالات. وبالمناسبة الرجل (الزوج) يتحمل أسباب تأخر حالات الإنجاب بنسبة تبلغ 40 % وهو ما يخالف الفكرة السائدة بأن المرأة هي السبب الوحيد في تأخر الحمل.

وازدياد قلة الخصوبة جاء نتيجة أنماط الحياة الحالية والتي تسببت بتفشي السمنة، والتدخين، وارتفاع ضغوط الحياة اليومية بالنسبة للرجل والمرأة. ويمكن اضافة لباس السراويل الضيقة للرجال ووضع الحاسوب المحمول (اللابتوب) في الحجر إذ أن الحرارة المتولدة منه تؤثر على الحيوانات المنوية.

هل يكفي تحسين أنماط الحياة للإنجاب؟

إذا كان نمط الحياة غير الصحي هو السبب الوحيد فيمكن مع تحسين الظروف بالنسبة للزوج من خلال وزن مثالي، والإقلاع عن التدخين، والتعامل مع ضغوط الحياة اليومية بشكل إيجابي فيمكنه الإنجاب. أما بالنسبة للمرأة فإذا كانت السمنة هي العائق الوحيد فيكفي ذلك، ولكن لابد من الإلتفات إلى أن السمنة تخلف مضاعفات من قبيل تكيس المبايض وغيرها تحتاج لتدخلات طبية لمساعدتها على الإنجاب.

عرفنا على الحلول العلاجية المتوفرة للمساعدة على الإنجاب؟

هناك منظومة علاجية واسعة ومتطورة لا يسع المجال لذكرها بالتفصيل ولذا سأذكرها بإيجاز.

ومنها العلاج الدوائي، والجراحي، إضافة لتقنيات المساعدة في الاخصاب التي تتضمن تنشيط البويضات، والتلقيح الصناعي، وأطفال الأنابيب بالحقن المجهري.

وقد أضاف التقدم الطبي خيارات للتعامل مع الحيوانات المنوية، وتجميد البويضات، وتجميد الأجنة، مع خيار طبي جديد يساعد الزوجين في منع انتقال الأمراض الوراثية منهما للوليد الجديد عن طريق تنحية الجينات الحاملة للمرض من الحيوانات المنوية والبويضة.

في رأيك ما هي أفضل هذه الحلول؟

ليس هناك مفاضلة بينهم اطلاقاً. فلكل حالة علاج يتناسب معها، فهناك حالات يكفي معها تعديل نمط الحياة، وأخرى قليل من الدواء، وغيرها تتطلب تدخلاً جراحياً، وهكذا.

والمهم في العلاج أن يدرك الجميع أن العلاج لا ينجح إلا بتعاون الفريق المشكل من الزوجين والطبيب. وهنا يحتاج الطبيب لمعرفة الكثير من التفاصيل اليومية للزوجين للتعرف على أسباب تأخر الإنجاب التي قد ترجع للضغوط الحياتية على سبيل المثال. ورغم خصوصية هذه الحالات إلا أن وعي الزوجين ورغبتهما في الولد يكون في الغالب أكبر حواجز الخجل، كما أني أعمل على رفع أي حاجز يعيقني عن تقديم المساعدة الطبية لمرضاي.

وأحب أن أشير هنا إلى ضرورة التحلي بالأناة والصبر لنصل جميعاً للنتيجة المرجوة. أقدر لهفة الزوجين في تحقق الحمل لكن العلاج يحتاج لوقت ليأخذ مفعوله، كما أنني كطبيب التزم بواجبي الأخلاقي وأتدرج في تقديم العلاج ولا أستطيع القفز على المراحل حتى لو طلب الزوجان مني ذلك. فدوري الحرص على سلامة الزوجين والوليد القادم أيضاً.

هل من كلمة أخيرة؟

أؤكد على ضرورة التحلي بالصبر الجميل للوصول للنتيجة المرجوة بأفضل الطرق. ومن منافع الصبر الانتظام في العلاج على يد طبيب واحد، وللأسف يفقد الكثير هذه الميزة فينتقل من طبيب لآخر مضيعين على أنفسهم إكمال الدورة العلاجية.

كما أوصي بضرورة أخذ المعلومات الطبية من مصادر موثقة تساعد في تشكيل ثقافة ووعي صحي سليم.

العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً