العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ

لتسمعوا لا تخجلوا من سماعات الأذن

د. سليمان للمصابين بالصمم:

رودة أو رياح تقوى حيناً وتحمل الزمهرير حيناً آخر، تغير المحيط الحراري الذي يعيشه الإنسان يستنفر أجهزة الجسم للتأقلم مع التغير. الاستنفار قد لا يفلح في التحصن من الأمراض التي يفرضها الشتاء مع الاستهتار في تدفئة الجسم بثقيل الثياب، والتهاون مع التهابات الأنف والأذن والحنجرة.

الارتباط بين أجزاء الوجه في منطقة تشريحية واحدة متراكبة ومعقدة يفرض على الجزء الحفاظ على صحته لأن الالتهابات التي تُسقم الأنف أو البلاعيم ترتد بالسلب على الأذن.

ولهذا شدد استشاري الأنف والأذن والحنجرة د. طارق سليمان على المحافظة على درجة حرارة جسم دافئة لتجنب أي التهابات، ووجه نصيحة للمصابين بالصمم الكلي أو الجزئي بعدم الخجل أو السأم من لبس السماعات الطبية الخاصة في لقائه مع «الوسط الطبي».

اصبروا على العلاج

د. طارق ركزّ في حديثه عن أمراض الشتاء وتأثيرها على الأذن، وقال: «لا شك في تأثير تغير الفصول على صحة الإنسان، ففي الشتاء تكثر التهابات الأنف، والحنجرة، والأذن كذلك، وتظهر أعراضها جلية في الكحة والسعال. وتلتهب الأذن بسبب التهاب الأنف لاتصالهما بقناة «استاكيوس»». وأوضح: «القناة وظيفتها تهوية تجاويف الوجه، وإذا تضيقت لإلتهاب أو انسدت فذلك من شأنه اختلال ضغط طبلة الأذن، ومع استمرار ارتفاع الضغط فمن المرجح تكون ارتشاحات خلف الطبلة أو كما نطلق عليه بالعامية ماء خلف الأذن».

وعاد ليطمأن بأن العناية والوقاية من أمراض الشتاء ومعالجتها قبل أن تتجاوز حدها الطبيعي، واستدرك: «إذا تطور المرض وانتقل لجزء ثاني فالعلاج موجود». وقال: «عادة ما تعالج التهابات الأذن بالحلول الدوائية، وحتى إزالة الارتشاحات من خلف الأذن يكون بالدواء، وإذا لم يفلح الدواء نجري جراحة بسيطة وإحداث شق في طبلة الأذن لإخراج المياه التي تتجمع خلفها، ولأنها تلتئم بسرعة نضطر أحياناً لوضع أنبوب صغير «تيوب» ليبقى الشق لفترة تسمح بخروج الماء بشكل طبيعي، ثم يسقط «التيوب» بشكل طبيعي وتعود الطبلة للإلتئام تلقائياً».

ودعا إلى الصبر في علاج الالتهابات وأمراض الأذن لأن فترة العلاج قد تطول لمدة شهر، وأشار إلى أن الالتهابات الحادة تأتي مصحوبة بألم وتؤثر على السمع مع ارتفاع في درجات حرارة الجسم. وقال: «من أفضل الاجراءات السريعة قبل الوصول للطبيب المبادرة بتدفئة الأذن، ووضع قطرات من زيت الزيتون الدافئ التي ثبت أنها مسكنة لألم الأذن».

خجل وسأم!

انتقلت دفة الحديث من الالتهابات إلى الضعف الذي يصيب الجهاز السمعي، وقال: «يعالج الطب ضعف العصب السمعي الذي يؤدي إلى صمم جزئي أو كلي بالأجهزة المساعدة على تكبير الأصوات الداخلية أو الخارجية.

وأكمل: «تضرر السمع يأتي أحياناً منذ الولادة، أو ببعض الأمراض، أو عند التقدم في العمر في سني الشيخوخة. نضطر كأطباء بعد تشخيص الحالة بشكل دقيق بأنها تتطلب زرع قوقعة، وأكثر من يخضعون لهذه العمليات الأطفال الصغار، أو جهاز توصيل عظمي أو السماعات الطبية». وأضاف: «الاستعانة بالأجهزة الطبية لمساعدة العصب السمعي يحتاج لبرامج علاجية وتأهيلية مع اخصائيي السمع والنطق بعد زرع الأجهزة. ونلحظ سأم أو تضايق الأطفال من السماعات الخارجية في بادئ الأمر ثم يتقبلون الجهاز فوق الأذن في فترة وجيزة».

واستدرك:» لكن الكثير ممن تقدم به السن وضعف سمعهم يسعون لتعويض الضعف الحاصل في حاسة السمع، وقد يدفعون الكثيرمن الأموال وفي النهاية يتخلون عن الجهاز الذي يساعدهم في رصد الأصوات التي يعجز جهازهم السمعي عن سمعها بداعي الخجل».

وقال: «ليس هناك خجل لدى الناس من ارتداء النظارة الطبية لأنها جهاز يساعدهم على الإبصار، وفي المقابل هناك خجل من لبس السماعة الطبية وهو جهاز يساعدهم على السمع!».

وختم اللقاء بالدعوة للتعامل مع موسم الشتاء بما يليق به من ملبس دافئ مشيراً إلى أن هناك سلوكيات متناقضة في هذا المجال فالبعض يضع واقيات للأذن أنيقة الشكل وشبيه بسماعات الرأس، مع ارتداء أقمصة قصيرة الأكمام.

العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً