العدد 5201 - الجمعة 02 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الاول 1438هـ

رئيس غامبيا  المنتخب... حارس الأمن الذي يعتزم إنهاء حقبة من الحكم الاستبدادي

قبل 15 عاما كان أداما بارو يعمل 15 ساعة يوميا كحارس أمن بشركة أرجوس للتجزئة في شمال لندن تداعب مخيلته أحلام بأن يصبح مطورا عقاريا.

وأمس أمس الجمعة (2 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، أعلن فوز بارو بالرئاسة ليصبح الرئيس المنتخب لغامبيا البلد الصغير الواقع في غرب أفريقيا لينهي أكثر من عقدين من الحكم الاستبدادي ليحيى جامع .. الرئيس مرهوب الجانب الذي قال يوما إنه سيحكم "لمليار عام".

ويتطلع مواطنو غامبيا الآن إلى الرجل المشهور باسم "نو دراما أداما" بسبب طلته المميزة بالهدوء ورباطة الجأش لإزالة آثار حكم مستبد استمر 22 عاما وكان سببا في تدهور الاقتصاد وتحويل هذا البلد من مقصد سياحي إلى دولة منبوذة إقليميا.

لم يفكر بارو يوما في السلطة ولم يسع إليها بل جرى إبلاغه فقط بأنه يجري التفكير فيه كزعيم لحزب معارض حينما حضر للإدلاء بصوته في انتخابات الحزب في سبتمبر/ أيلول. وينتمي بارو المشهور برقة حديثه إلى عرقية الفولا المنتشرة في شرق البلاد الريفي.

واستولى جامع وهو ضابط سابق بالجيش على السلطة عام 1994 في انقلاب نفذه وهو لم يبلغ وقتها الثلاثين من العمر. وفي المقابل فإن بارو (51 عاما) لم يكن معروفا لمعظم رفاقه قبل انتخابات قيادة الحزب الديمقراطي المتحد وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد.

وقالت رمزية دياب القيادية في ائتلاف دعم ترشحه للانتخابات "قبل أن يأتي بارو للتصويت لاختيار زعيم جديد للحزب الديمقراطي المتحد لم يكن يعلم أن اسمه على بطاقة الاقتراع."

وفي أبريل/ نيسان خرجت احتجاجات في العاصمة بانجول تدعو لإصلاح انتخابي مما أسفر عن اعتقال عشرات الأشخاص. وتوفي عضوان في الحزب الديمقراطي المتحد أثناء احتجازهما وحصل الباقون على أحكام بالسجن.

وعندما صدر حكم على رئيس الحزب آنذاك أوسينو داربوي -الذي خسر في أربعة انتخابات متوالية أمام جامع - بالسجن لمدة ثلاث سنوات صار الحزب في حاجة إلى زعيم.

وقال جيفري سميث المدير المؤسس لمجموعة فانجارد أفريكا "تم دفعه (بارو) دفعا إلى المنصب". وأضاف أن بارو "اعتمد على هذه الزعامة ولعب دورا أساسيا في حشد زعماء المعارضة المختلفين حوله".

 

"نقيض جامع"

وإلى أن تولى زمام الأمور كان بارو معروفا بصورة أساسية داخل الحزب الديمقراطي المتحد الذي انضم إليه عام 1996 بإدارته المنهجية للسجلات بوصفه أمينا لصندوق الحزب.

لكنه سرعان ما أثبت أنه معارض ماهر مما كان سببا في تحويل محاولات جامع للقضاء على المعارضة إلى تشكيل ائتلاف من ثمانية أحزاب يدعمون منافسا واحدا في الانتخابات التي جرت في الأول من ديسمبر كانون الأول. وتم اختيار بارو ليكون هذا المنافس.

وقال بارو بتواضع في خطاب قبوله للترشح "أنا ممتن للغاية بثقتكم".

وقال كارامبا توراي المتحدث باسم بارو إن الرئيس المنتخب يخطط لإلغاء بعض القرارات الغريبة التي كان اتخذها جامع ومنها انسحاب غامبيا من المحكمة الجنائية الدولية الذي أعلن الشهر الماضي. وأضاف أنه سيسعى كذلك للعودة للانضمام إلى دول الكومنولث وإلغاء إعلان غامبيا جمهورية إسلامية.

وقال توراي "إنه النقيض لجامع تماما. هو يريد استعادة الديمقراطية. سيكون الوضع مختلفا تماما".

وسوف يكون أقوى اختبار لطموحه خلال ثلاث سنوات حيث تعهد بارو بالتنحي بعد هذه الفترة ليفتح الساحة السياسية أمام دولة ديمقراطية جديدة في غامبيا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:55 م

      في الواقع محظوظ هذا الحارس .. انا عملت كحارس أمن و لا زلت لو اتقدم لترشيح نفسي في البرلمان هل هناك من ينظر لحارس أمن و يمنحه صوته ??

اقرأ ايضاً