العدد 5203 - الأحد 04 ديسمبر 2016م الموافق 04 ربيع الاول 1438هـ

كوبا تودع فيدل كاسترو وتفتح صفحة جديدة من تاريخها

راؤول كاسترو يضع صندوقاً يحوي رماد أخيه الراحل في صخرة بمقبرة سانتا إيفجينيا - REUTERS
راؤول كاسترو يضع صندوقاً يحوي رماد أخيه الراحل في صخرة بمقبرة سانتا إيفجينيا - REUTERS

وارت كوبا، أمس الأحد (4 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، رماد فيدل كاسترو في مدينة سانتياغو دي كوبا (شرق) مهد ثورته، في موكب اقتصر على مقربين واختتم تسعة أيام من الحداد وطوى أكثر من نصف قرن من تاريخ كوبا.

وقالت وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين روايال التي مثلت فرنسا في هذه المراسم: «لم تكن هناك خطب، كان موكباً رصيناً جداً، كان هناك فقط رماد (الراحل) الذي ووري الثرى، والأسرة والحكومة ثم جميع المسئولين الرسميين»، مشيرة إلى موكب طغى عليه «الكثير من الرصانة والسكينة».

وبخلاف ما كان متوقعاً لم يتم نقل وقائع الجنازة مباشرة عبر التلفزيون كما أبقيت وسائل الإعلام الأجنبية على بعد مسافة من المقبرة.

وشاهد مصور لوكالة «فرانس برس» من بعد أن المراسم تمت بحضور ثلاثين شخصاً وأنه تم دفن رماد كاسترو قرب ضريح ضحايا الهجوم الفاشل على ثكنة مونكادا في سانتياغو في 1953 الذي يعتبر شرارة الثورة الكوبية. ويقع هذا النصب قرب نصب خوسيه مارتي بطل استقلال كوبا.

وأضافت روايال التي وجه إليها سياسيون فرنسيون انتقادات لدفاعها عما قام به الزعيم فيدل كاسترو، «كان هناك مسئولون رسميون (...) ثم توالى من كانوا في طابور لوضع وردة».

وقبل مراسم الدفن نقل رماد الراحل الذي حمل على سيارة جيب عسكرية إلى مقبرة سانتا ايفجينيا التي تجمع عندها آلاف الأشخاص وهم يهتفون «عاش فيدل».

وقالت مارينا بريتو كارميناتي (66 عاماً - متقاعدة) التي تسكن بجوار المقبرة وأفاقت منذ الرابعة فجراً لتحيي «فيدل» للمرة الأخيرة: «أشعر بكثير من الألم والكثير من الحزن، إنه أبونا جميعاً».

من جهته، قال ديزي فيرا راميريز (59 عاماً) الذي يعمل في مطعم: «أنا مريض لكن أنظر، أنا هنا. وبالنسبة إليّ فيدل هو إله ثانٍ».

وفيدل كاسترو الذي يؤلهه البعض ويندد به البعض الآخر، حكم كوبا بلا منازع وتحدى القوة الأميركية العظمى، لنحو نصف قرن.

من جانبه، أقسم الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، شقيق فيدل، مساء أمس الأول (السبت)، أمام رماد شقيقه، على «الدفاع عن الوطن والاشتراكية» في مراسم تكريم أقيمت عشية جنازة كاسترو. وقال راؤول كاسترو أمام عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في سانتياغو دي كوبا: «أمام رفات فيدل (...) نقسم على الدفاع عن الوطن والاشتراكية».

وأضاف الرئيس الكوبي في الخطاب الأخير لتكريم شقيقه في ساحة الثورة في «المدينة البطلة» أن فيدل كاسترو «أثبت أن الأمر ممكن، يمكننا إزالة أية عقبة أو تهديد لتصميمنا على بناء الاشتراكية في كوبا».

وفاجأ راؤول كاسترو الذي تولى السلطة في 2006 الكوبيين بإعلان عزمه تقديم مشروع قانون إلى الجمعية الوطنية يقضي، بناءً على طلب فيدل، بعدم إطلاق اسمه على أي موقع أو شارع في الجزيرة.

وقال: «إن فيدل أصر حتى الساعات الأخيرة من حياته» على «ألا يطلق اسمه أو صورته على مؤسسات أو ساحات أو حدائق أو جادات أو شوارع أو مواقع عامة أخرى». كما طلب «ألا تصنع له نصب أو تماثيل وغيرها من أشكال التكريم».

العدد 5203 - الأحد 04 ديسمبر 2016م الموافق 04 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً