أظهر تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط عن الحروب والكوارث الطبيعية والعقوبات الاقتصادية وآثارها الوخيمة على صحة الأمم وعافيتها... أن هذه الحوادث قد ساعدت على زيادة الوفيات وحالات العجز أكثر مما تسببه أي أمراض من الأمراض الرئيسية إلى جانب الأضرار البدنية والنفسية طويلة الأمد بالأطفال البالغين وانخفاض راس المال المادي والبشري.
وأكد التقرير أن فرض العقوبات الاقتصادية على الدول له آثار صحية سلبية غالبا ما عرقلت تشغيل القطاع الصحي... وان الآثار الصحية لهذه العقوبات لا تظهر إلا على مدى طويل من الزمن كما أن هناك عواقب سلبية مثل الفقر المتأصل وسوء التغذية والعجز والتدهور الاجتماعي والاقتصادي والآثار النفسية.
وأوضح التقرير أن دول إقليم شرق المتوسط تعرضت على مدى القرن الماضي للحروب والكوارث والعقوبات الدولية... إذ تتعرض فلسطين (كمثال) إلى عدوان وحشي إسرائيلي غير مسبوقك... ما تعاني كل من السودان وأفغانستان والصومال حاليا لصراعات اجتماعية طويلة وتتعرض بلدان أخرى مثل باكستان وإيران وسورية وجيبوتي والسودان ولبنان ومصر إلى الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والانهيارات الأرضية والسيل وانهيار السدود والجفاف... فضلا عما يشير إليه تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك ثمانية عشر بلدا من بلدان الإقليم مزروعة بالألغام الأرضية مما يؤثر بصورة مباشرة على أرزاق مجتمعاتها وانتاجها.
ولفت التقرير إلى أن الكوارث الطبيعية وأزمة اللاجئين وهجرة العاملين الصحيين والانهيار الاقتصادي واستمرار أعمال العنف عوامل تساعد على سوء الحالة الصحية... وموضحا أن الدول التي تعاني بصفة مستمرة من الظروف الصعبة مثل أفغانستان والصومال والسودان وفلسطين تواجه تحديات معقدة تحتم على منظمة الصحة العالمية وإقليم شرق المتوسط أن تواصل الاستثمار في قطاع الصحة... كما أن ضمان توفير فرص متكافئة للحصول على الرعاية الصحية الأساسية الجيدة يرسي حجر الأساس للاستثمارات المستقبلية في التنمية
العدد 34 - الأربعاء 09 أكتوبر 2002م الموافق 02 شعبان 1423هـ