فوّض الأميركيون رئيسهم استخدام القوة ضد العراق «إذا اقتضى الأمر» عندما وافق الكونغرس بغالبية مطلقة على مشروع قرار يخول جورج بوش السلطة التي طلبها منهم لشن هجوم على العراق بغرض الإطاحة بنظام حكم الرئيس صدام حسين. وأبلغ مسئول كبير في المعارضة العراقية «الوسط» أن البيت الأبيض يخطط لاحتلال العراق لمدة خمس سنوات على الأقل وتعيين حاكم عسكري له، وهو ما ترفضه أطراف المعارضة العراقية.
ويمنح القرار الرئيس الأميركي استخدام القوة «كما يراه ضروريا ومناسبا للدفاع عن الأمن القومي في وجه التهديد المتواصل الذي يشكله العراق، وللعمل على تطبيق كل قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن العراق».
وجدد الرئيس بوش إثر التصويت تصميمه على المضي قدما، إذ اعتبر أن تصويت المجلس لمصلحة القرار هو رسالة للأمم المتحدة والعالم بأنه ينبغي وضع حد بصفة قوية ونهائية لما أسماه التهديد العراقي.
وستكون الخطوة التالية أمام الرئيس بوش هي الاستقواء على مجلس الأمن بقرار الكونغرس، إذا لم يحصل على قرار جديد ضد العراق.
ويعكس تصويت مجلسي النواب والشيوخ لمصلحة مشروع القرار رؤية القوى السياسة والاجتماعية المسيطرة، إذ تظهر نتائج الاستطلاع الذي أجراه «مركز بيو لأبحاث الرأي العام» أن 86 في المئة من المشاركين يعتقدون أن الرئيس صدام حسين يمتلك أو يقترب من امتلاك أسلحة نووية. وعلى رغم المناقشات التي دارت في الكونغرس إلا أن عددا ضئيلا جدا من الأعضاء الذين طرحوا أسئلة عن: لماذا أصبح موضوع غزو العراق مطروحا الآن؟ فالغالبية المطلقة تبنت ادعاءات البيت الأبيض. وحتى الكثير من «الديمقراطيين» قالوا إنهم يوافقون على أن صدام كان خطرا، وأعربوا عن خشيتهم من منح الرئيس بوش سلطة أكبر، أو إنهم جادلوا في أن قيام الولايات المتحدة بالهجوم على دولة لم تهاجمها أولا قد يفقد أميركا الموقف الأخلاقي، وقالوا «إن بوش لم يعرض قضية ثابتة بأن العراق يشكل تهديدا حتميا»
العدد 36 - الجمعة 11 أكتوبر 2002م الموافق 04 شعبان 1423هـ