العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ

بعد فساد «الفيفا»... إنفانتينو أمام تحدي إصلاح جدي للاتحاد

بعد زهاء عام على انتخابه رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وسط فضيحة هزت أركان المؤسسة، قام جاني انفانتينو الذي رفع شعار التغيير، بالشروع في اصلاحات لاتزال غير مقنعة.

وصل السويسري انفانتينو الى الرئاسة في فبراير/ شباط 2016، وخلف مواطنه جوزيف بلاتر الذي اوقفته لجنة الاخلاق التابعة للاتحاد في ديسمبر 2015 عن مزاولة اي نشاط مرتبط بكرة القدم، في قضية اطاحت ايضا بمن كان خليفته المرجح، الفرنسي ميشال بلاتيني الذي كان يرأس في حينه الاتحاد الاوروبي لكرة القدم.

ركز انفانتينو في برنامجه على اصلاحات اكد في حملته الانتخابية ضرورة الا «يتم الاتفاق عليها فقط، بل تطبيقها ايضا»، والبدء بتنفيذها من اليوم الأول، بما يشمل كل الجوانب المرتبطة بالاتحاد وكرة القدم.

وأقرت في عهد انفانتينو سلسلة خطوات، مثل تحديد عدد ولايات الرئيس، وتوسعة اللجنة التنفيذية التي باتت تعرف باسم «مجلس الفيفا»، الا ان الشفافية التي وعد بتطبيقها على صعيد رواتب مسئولي الاتحاد، لاتزال تقتصر عليه حتى الآن (1.4 مليون يورو سنويا).

وقال انفانتينو لوكالة فرانس برس مؤخرا: «ثمة المزيد من العمل للقيام به بطبيعة الحال، لكني سعيد جدا وواثق بالمستقبل».

ومن اجل ضمان مستقبل الفيفا بعد عام صعب، أخرج اينفانتينو من جعبته اصلاحا غير متوقع: رفع عدد المنتخبات في نهائيات كأس العالم من 32 الى 48، موزعة على 3 مجموعات تضم كل منها 16 منتخبا، في خطوة يأمل اعتمادها في مونديال 2026.

وفي حين لا يزال الاجماع حول هذه الفكرة بعيد المنال، الا انها ستطرح للنقاش في اجتماع مجلس الفيفا في كانون الثاني/ يناير.

ويقول قطب الترويج الاعلاني الرياضي باتريك نالي «الاصلاحات الوحيدة التي تم تطبيقها هي تلك التي لا تمس بجوهر تركيبة السلطة» في الاتحاد، معتبرا أن الاخير الذي يمثل قوة مالية واعلانية ضخمة «ما زال أشبه بمملكة صغيرة بدلا من مؤسسة منظمة مفتوحة وشفافة».

إبعاد رموز عهد بلاتر

وبحسب مسئول سابق في الفيفا، يرغب الاتحاد «في طي صفحة الماضي»، وقام لذلك بابعاد عدد من مسئولي العهد الموسوم بالفساد.

فإضافة الى بلاتر الذي ترأس الاتحاد منذ 1998، والامين العام جيروم فالكه، حزم الامين العام بالوكالة والمدير المالي الالماني ماركوس كاتنر حقائبه.

وفتح الفيفا تحقيقا بحق الثلاثي ووجه اليهم اتهامات بتقاسم مبلغ مقداره 75 مليون يورو «من خلال زيادة اجورهم السنوية كمكافآت مرتبطة بكأس العالم وامتيازات اخرى».

وواصل الرئيس الجديد عملية التطهير من خلال اقالة مدير التسويق تييري فيل ومدير القسم الطبي ييري نوفاك الذي قال في اعقاب ابعاده «لم اكن اعتزم ترك الفيفا بهذا الطريقة المفاجئة».

وشملت لائحة المبعدين مسئولين في قسم التطوير والعلاقات مع الاتحادات الوطنية، اضافة الى المسئول عن الأمن رالف موتشكه، وصولا الى ستيفان يوست، مدير متحف الفيفا الحديث العهد.

وتعود فكرة انشاء المتحف الى بلاتر، وكبد خزينة الفيفا 130 مليون يورو، وافتتحه انفانتينو بعد ايام من انتخابه.

إلا ان مصدرا في الاتحاد اكد أن المتحف في طريقه الى الإقفال.

شبهات حول إنفانتينو

يبرر الفيفا ابعاد المسئولين السابقين، بانه يدخل في اطار عملية «اعادة هيكلة». الا ان ذلك لم يبعد الشبهات عن عهد الرئيس الجديد.

فبحسب مطلعين على ملفات الاتحاد، ابلغ مسئولان في الفيفا لجنة الاخلاق بانتهاكات اقدم عليها انفانتينو، لاسيما من خلال استخدام الطائرات الخاصة. وشكلت هذه المعطيات اساسا لتحقيق لم يستكمل.

كما فاجأت بعض تعيينات الرئيس الجديد، المعنيين بكرة القدم.

فعلى سبيل المثال، اختار لمنصب الامين العام السنغالية فاطمة سامورا القادمة من الامم المتحدة ولا تحظى بأي خبرة في كرة القدم.

وبدا نقص خبرة سامورا واضحا من خلال ارتكابها خطأ فادحا خلال زيارتها سيراليون مؤخرا، اذ نصحت هذه الدولة الافريقية بالتقدم بطلب استضافة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة، دون ان تتنبه الى ان الفيفا سبق له منح الاوروغواي حق تنظيم هذه البطولة.

ويقول أحد المطلعين على خفايا الاتحاد، إن انفانتينو، «من خلال تسمية سامورا، ولان الاصلاحات تعتزم تقوية دور الامين العام (...) أراد الحفاظ على أكبر قدر ممكن من نفوذه».

كما أثار تعيين السلوفيني توماز فيسل على رأس لجنة التدقيق علامات استفهام، لكونه يحمل الجنسية نفسها للرئيس الجديد للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفيرين.

في ظل كل هذا، لم يتمكن انفانتينو بعد من تغيير الصورة السلبية التي طبعت الفيفا خلال الفترة الماضية.

ويقول نالي: «كان من المجدي ضخ دماء جديدة في صلب الادارة»، إلا أن انفانتينو اختار تعيين «مساعدين موالين له في مناصب مهمة».

ويشير أنه على رغم محاولة رئيس الفيفا «تقديم صورة أمام الرأي العام عن تغييرات جدية»، إلا أن «الشفافية لا تبدو أكبر مما كانت عليه».

العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:24 ص

      الفيفا إنتهت ولازم يؤسسون منظمة جديدة لكرة القدم. مباريات المونديالين السابقين تم التلاعب بها و'بيع' بعض مبارياتها، كرة القدم لم تعد مثل السابق 'معشوقة الملايين'، صارت مراهنات وتلاعب بالنتائج وشراء نتائج.

اقرأ ايضاً