العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ

أنا ممرض/ة

ممرضة سعودية تبث شكواها في الوسط الطبي

نوران محمد الحماد -حائل - المملكة العربية السعودية 

28 ديسمبر 2016

نعم هذه هي مهنتي، المهنة التي أتشرف بها والتي أحببتها.

مهنة التمريض مهنة إنسانية تسمو بالخلق الرفيع. مهنة تأخذ كل وقتنا لنكون بجانب المريض طاقة ووسيلة تدعمه إيجابياً ونفسياً.

فالتمريض لا يقتصر على تطبيب المريض فقط، فهو أكبر من وسيلة تواصل بين الطبيب ومريضه، حيث أن الممرض هو أحد أكبر الداعمين النفسيين للمريض فهو صديقه المقرب في رحلة العلاج فيجلس معه طويلاً، ويسمع شكواه ويتلمس نقاط قوته وضعفه، فيعالجه ويواسيه.

ومع جلال المهنة إلا أن هناك نظرة سلبية تجاه الممرضة! فهل هي نظرة محقة؟!

دعونا نذهب لدقائق بعقولنا إلى أرض الواقع، في مستشفياتنا عندما أذهب كمريض إلى المشفى أو كزائر لأحد المرضى وطلبتُ مساعدة وليس أمامي إلا شخصين ممرض أجنبي وآخر عربي، يا ترى لمن سأتوجه بطلب المساعدة؟

بالتأكيد وبدون تفكير سأطلبها من الممرض العربي. هذا ليس افتراضاً أو خيالاً أو قصة، بل هو الواقع، فأنا أتحدث معكم من قلب الحدث مستشهدة بما أراه حولي.

أقص عليكم مشهداً يتكرر يومياً في المشفى أثناء أوقات الزيارة، حيث يكثر أهل المرضى طلب المساعدة مني ويرجون الاهتمام بمريضهم، وأن أوصي زميلتي في النوبة التالية للاهتمام به أيضاً. وليس هذا نابعاً من عدم الثقة بالممرض الأجنبي، ولكن اختلاف اللغة والثقافات والعادات التي قد لايفهمها الممرض الأجنبي، ناهيك عن غيرها من العقبات التي يخلقها اختلاف اللغة.

قديماً كان أجدادنا يرددون “ما يحس فيك إلا ابن البلد”.

والتمريض مهنة عُرِفَت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أول ممرضة في الإسلام هي الصحابية الجليلة رفيدة الأسلمية والتي كانت تقوم على اسعاف الجرحى في الحروب ومعالجتهم.

واليوم وللأسف ينظر البعض إلى أنها مهنة غير أخلاقية! ويظهر على شاشة التلفاز ووسائل التواصل الإجتماعي ذاك الشخص ليقول إن من يدفع ببناته للدراسة في جامعات الطب والتمريض والصيدلة فهو (***)!!!

من أي منبر يتحدث؟! ومن أعطاه الحق في اطلاق تلك التوصيفات والأحكام؟!

نأسف لعدم محاسبة هؤلاء.

فالكثير يعتقد خطأً أن العمل في القطاع الصحي محل اختلاط لا أكثر! متغافلين عن خدمات وجهد وسهر هذه الفئة للمرضى.

أمام هذه النظرة السلبية نحن فخورون بعملنا ولا ننتظر شكراً من أحد، فاختيارنا للمهنة جاء عن بصيرة، وأما النقد فيعطينا حافزاً أكبر للاستمرار.. فدائماً ما يستفيد الناجحون منه.

وأخيراً نسأل الله أن يجعل مهنة التمريض سبباً لدخولنا الجنة.

“تمريض وأجرنا من الله يكفينا”.

العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً