العدد 40 - الثلثاء 15 أكتوبر 2002م الموافق 08 شعبان 1423هـ

توقعات اللبنانيين تتفاوت... والاقتصاد القاسم المشترك

بيروت تنتظر القمة الفرنكوفونية التاسعة

منى سكريه comments [at] alwasatnews.com

.

يتابع لبنان تحضيراته لاستضافة مؤتمر القمة الفرنكوفونية لرؤساء الدول والحكومات المنضوية تحت لواء هذه المنظمة الدولية ايام 18 و19 و20 من اكتوبر/ تشرين الاول الجاري.

هذه القمة التي كان من المقرر انعقادها في سبتمبر/ ايلول من العام 2001، كانت اولى ضحايا حوادث 11 سبتمبر، فكان التأجيل، إلى ان كان التأكيد النهائي على لسان الرئيس الفرنسي جاك شيراك مطلع الصيف الماضي.

شيراك سيلقي خطاب الافتتاح طبقا لعادات رؤساء القمم الفرنكوفونية، ذلك ان لبنان هو مجرد البلد المضيف، ولان موضوع القمة محض فرنكوفوني.

فما هي هذه المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي تعقد مؤتمراتها السنوية كل عامين، متنقلة بين عاصمة فرنكوفونية واخرى؟

تضم المنظمة رؤساء الدول والحكومات الاعضاء التي يجمع بينهم «استخدام اللغة الفرنسية»، وتعرف بمؤتمر القمة، وتتمتع بهيكلية ادارية واسعة، ومؤسسات متعددة النشاطات منها البرلماني، والثقافي، والتعليمي، والاقتصادي، وترويج اللغة الفرنسية، تقديم المساعدات.

وتضم المنظمة 52 دولة، (معظمها دول افريقية) وهناك 4 دول لها صفة مراقب وهي: بولندة، وتشيكيا، وسلوفينيا، وليتوانيا.

كما يعمل في مؤسساتها 600 شخص من كل انحاء العالم. في حين تبلغ موازنتها السنوية مليار فرنك فرنسي، وهناك 31 منظمة دولية غير حكومية معتمدة لدى المنظمة الفرنكوفونية. ويبلغ عدد سكان الدول التابعة لها 500 مليون.

وللمنظمة اربع بعثات دائمة لدى: الامم المتحدة، وجنيف، والاتحاد الاوروبي ومنظمة الوحدة الافريقية.

كما تلعب الجامعة الفرنكوفونية ومحطة التلفزة (القناة الخامسة)، وجامعة سنغور في الاسكندرية، والرابطة الدولية لرؤساء البلديات الفرنكوفونية الدور الاول في تحقيق اهداف الفرنكوفونية.

يذكر ان مصطلح الفرنكوفونية يعود إلى العام 1880 عندما ابتكره مصطلحا، احد اللغويين الفرنسيين، بهدف تعريف «مجموع الاشخاص والبلدان التي تستخدم الفرنسية بأشكال مختلفة».

ثم بدأت هذه الفكرة بالتوسع، وترجمت إلى مؤسسات كالتي اشرنا اليها سابقا، وإلى حضور عالمي يمزج السياسي بالثقافي.

ماذا ينتظر لبنان المضيف؟

تتفاوت اهتمامات اللبنانيين، والنتائج المرجوة من انعقاد القمة. وان كان الجميع يتعاطى معها وكأنها «محض» لبنانية و«مخصصة» للشئون اللبنانية:

لبنان الرسمي: إلى جانب الدعم المعنوي الذي يجنيه جراء انعقاد القمة في لبنان، فإنه يتوخى الدعم الاقتصادي، تمهيدا لانجاح مؤتمر باريس 2، الذي تعهده الرئيس شيراك، ومن المفترض ان يعقد قبل انتهاء هذا العام، وبعد ان تكون الحكومة اللبنانية طبقت بعضا من الاجراءات المالية الدولية.

لبنان الحريري: تساهم هذه القمة في تجديد دعم الرئيس شيراك الشخصي للرئيس الحريري في مواقعه الداخلية والخارجية.

لبنان المعارضة: ستنتهز قوى المعارضة هذه الفرصة لتمرير رسائلها المستنكرة لقمع الحريات، والتضييق السياسي الذي تشكو منه، وتنحو باللائمة فيه على سورية اولا، ناسية أو متناسية أن الرئيس شيراك سيزور سورية مباشرة بعد انتهاء القمة.

لبنان الشعبي: ستقتصر متابعته للقمة على مشاهد أعلام الدول المشاركة، والزينة التي بدأت ترتفع في شوارع العاصمة منذ اكثر من اسبوع. وكذلك في ما سيواكب القمة من اغلاق للطرقات الرئيسية وما سينتج عن ذلك من ازدحام سير خانق.

وايضا في الاكثار من الاسئلة عن المردود الاقتصادي السريع للقمة لأن ضغوط الأزمة باتت لا تحتمل، «وإلا اعتبرناها دورة العاب رياضية لا اكثر». كما قال احد الظرفاء.

لبنان الثقافة: حدث ولا حرج. اذ باتت الانشطة الثقافية باللغة الفرنسية السابقة والمتزامنة والمواكبة لأعمال القمة تقترب من عدد الانشطة التي حصلت يوم كانت بيروت عاصمة للثقافة العربية.

لبنان السياحي: سيكون هذا القطاع احد ابرز المستفيدين نظرا إلى كثافة الحضور الإعلامي (حوالي 1000 اعلامي) ولا شك في انهم سيتطرقون إلى مزايا لبنان السياحية.

لبنان الاقليمي: سينتقل الرئيس شيراك إلى سورية للقاء الرئيس بشار الاسد (وهي الزيارة الثالثة له لسورية) والهدف بحث الظروف الدولية الضاغطة في اكثر من مكان.

وللمزيد من اضفاء الثقة وتأمين مستلزمات الطمأنينة، جرت في مطار بيروت الدولي تدريبات لقوة مكافحة الارهاب على اقتحام طائرة وتحرير رهائن... كما جرت تدريبات مماثلة لإنزال عناصر من الدفاع المدني من طوافات على سطح احد المستشفيات الفرنسية في العاصمة.

وبين الانتهاء من انعقاد القمة وبين المرجو من نتائجها، يتضرع اللبنانيون بألا تعقبها نتائج مأسوية كالتي حصلت بحق الشعب الفلسطيني، وقبل ان يجف حبر بيان مؤتمر القمة العربية في مارس/ آذار الماضي عندما اجتاح شارون مدن الضفة الغربية ومناطقها

العدد 40 - الثلثاء 15 أكتوبر 2002م الموافق 08 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً