العدد 5239 - الإثنين 09 يناير 2017م الموافق 11 ربيع الثاني 1438هـ

هل تفسد الصين كرة القدم... أم أن المستقبل في بلاد التنين؟

تطمح في التحول لأهم دوري عالمي والفوز بكأس العالم 2030

تفاجئ الأندية الصينية يوميا وسائل الإعلام بعروض ضخمة لا تقاوم لأبرز اللاعبين حول العالم حتى باتت كرة القدم الصينية تستقطب اللاعبين والمدربين العالميين.

في الصين بلد المليار و300 مليون نسمة خطة طموحة ليس فقط للارتقاء بكرة القدم وإنما بالسيطرة عليها عالميا من خلال إنشاء أغلى وأقوى دوري عالمي للعبة، وكذلك بناء منتخب قوي قادر على الفوز بكأس العالم 2030.

الصين تطمح أيضا في استضافة البطولة العالمية وسط شغف كبير باللعبة رسميا وشعبيا، إذ تشير الاحصاءات بوجود أكثر من 200 مليون ناشط بكرة القدم في الصين وهو رقم خيالي يتفوق على مجموع عدد سكان إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وهي التي تمتلك أهم الدوريات في العالم.

السوق الاعلانية في الصين هي الأكبر أيضا عالميا وهو ما يعكس معدل الانفاق العالي والقياسي على اللعبة.

التجربة الصينية الجديدة في مجال كرة القدم استفادة من التجربتين الأميركية واليابانية، ولكنها ليست تكرارا لهما، وإنما هي تجربة مختلفة بأهداف كبيرة تتمثل في السيطرة على كرة القدم من مختلف النواحي الرياضية والاقتصادية.

الصينيون لا يكتفون بالاستثمار في اللعبة داخل الصين فقط وفي الأندية الصينية التي باتت ملكا لشركات كبرى وخصوصا أن الشركات الصينية باتت الأكبر على مستوى العالم، وإنما وصلت استثماراتهم في اللعبة إلى أصقاع العالم.

المستثمرون الصينيون والشركات الصينية متواجدون حاليا في مختلف الدوريات العالمية ويمتلكون أسهماً كبيرة في أندية عالمية بل إن كل ناد متعثر في أوروبا هناك صينيون مستعدون لشرائه.

كرة القدم اللعبة المفضلة الأولى لدى الرئيس الصيني وهو يقود بنفسه سياسة رسمية للارتقاء باللعبة وهناك مشروع لبناء 50 ألف مدرسة لكرة القدم في الصين مجهزة بكامل التجهيزات من ملاعب وكوادر بشرية متخصصة ومرافق تعليمية وصحية.

مدارس ليس لها مثيل آخر في العالم بل هي أشبه بجامعات كروية متخصصة.

الصين بملياراتها السكانية والمالية قادمة بقوة لخطف كرة القدم العالمية شاء من شاء وأبى من أبى، وبعد سيطرة أوروبية مطلقة على اللعبة الشعبية الأولى في العالم وعلى اقتصادها فإن منافسة الصين تكشف عن إمكانية تغيير موازين القوة عالميا.

يعتقد البعض أن دخول الصين بهذا الزخم قد يفسد كرة القدم العالمية بعد أن باتت أهم المواهب العالمية تطرق أبواب الصين بدلاً من أوروبا التي تترنح في أزمة اقتصادية تعصف بكرة القدم الايطالية ونسبيا الإسبانية وقد تصل إلى كرة القدم الإنجليزية والألمانية.

معدل الانفاق الصيني في سوق الانتقالات الصيفية والشتوية الأخيرة كان الأكبر في العالم متجاوزا أهم الدوريات العالمية، وخصوصا إذا علمنا أن الانفاق الصيني لا يلتزم بقواعد اللعب النظيف المعمول بها عالميا، وإنما يتم من خلال عقود مرتبطة بالشركات والمستثمرين أكثر من ارتباطها بالأندية نفسها، وهو ما يفتح المجال أمام هذه المبالغ الخيالية والرواتب التي يسيل لها لعاب اللاعبين ووكلاء الأعمال.

الصينيون يتقدمون بعروض جدية وخيالية لأبرز لاعبين في العالم حاليا ميسي ورونالدو وليس بعيدا أن نشاهدهما قريبا يلعبان في الصين.

أسباب الاهتمام باللعبة

في تقرير نقله موقع BBC أوضح أن هناك أسباباً عديدة لهذا الاهتمام بكرة القدم في الصين من بينها رغبة وطنية في الظهور بمظهر جيد على الساحة الدولية، وتطوير كرة القدم في الأندية الصينية والمنتخب القومي، وتكوين قواعد جماهيرية للعبة، واستخدام المؤسسات التجارية الأندية لإيجاد حضور تجاري لها في أوروبا.

ويقول، الأستاذ في كلية إدارة الأعمال في جامعة كوفنتري سيمون تشادويك: إن «الصين تريد أن تكون مسيطرة وناجحة في كل شيء تقوم به».

وأضاف «الشيء الذي لا يجيدونه حاليا هو كرة القدم، اللعبة العالمية. فالصين تريد أن ترتقي إلى مركز تنال فيه احتراما عالميا باعتبارها جزءا من المجتمع الدولي لكرة القدم».

ويقول إن الرئيس الصيني، شي، بدا مشجعا كبيرا لكرة القدم، وتريد الصين بحلول العام 2025 أن تمتلك صناعة لكرة القدم بقيمة 840 مليار دولار (864 مليار جنيه إسترليني). وتشير تقديرات متفائلة إلى أن اقتصاد الرياضة العالمية بأكمله في الوقت الجاري يقدر بنحو 400 مليار دولار.

هذا التقرير كشفا جانبا من الأهداف الرياضية والاقتصادية للاهتمام الصيني بكرة القدم وكذلك الأهداف السياسية والوطنية المتعلقة بالزهو الوطني وبالرغبة في إثبات النفس حول العالم أنها باتت القوة الأولى في كل شيء، وليس هناك أبرز من كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى لإثبات هذا التفوق العالمي.

متغيرات كبيرة مقبلة

نحن مقبلون بالفعل على مرحلة جديدة في عالم كرة القدم وعلى متغيرات كبيرة دفعت بعدد من أهم المدربين العالميين حاليا للتواجد في الصين، ومن بينهم مارشيلو ليبي وفيلب بواش والسويدي اريكسون وعدد من الأسماء العالمية الكبيرة في مجال التدريب.

على صعيد اللاعبين أيضا عدد من أهم المواهب البرازيلية الصاعدة متواجدون في الصين حاليا كما أن هناك أسماء بارزة انضمت للأندية الصينية بينها دروغبا وديمبا با وأوسكار وجيرفينهو وغيرها الكثير.

والصينيون لا يطمحون لضم لاعبين في خريف العمر وإنما يطمحون لضم لاعبين في قمة عطائهم الكروي في ظل نمو للحضور الجماهيري في الملاعب تجاوز 16 في المئة العام الماضي ومتوقع أن يتخطى 20 في المئة هذا العام.

نحن أمام قوة اقتصادية هائلة تستهدف كرة القدم رياضيا واقتصاديا فهل تفسد اللعبة الشعبية الأولى في العالم أم أن المستقبل بالفعل هو في بلاد التنين؟.

العدد 5239 - الإثنين 09 يناير 2017م الموافق 11 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:04 ص

      لن تفسدها ولكن سترفع المنافسة مما يساهم في تطور اللعبة عالميا...ولكن طموح الفوز بكأس العالم قد يتحقق ولكن توقعاتي المتواضعة يمكن يكون بعد 2030 بمدة طويلة...

    • زائر 1 | 11:18 م

      الرياضة ليست حكرا على القاره العجوز فلتجرب الصين ربما تنجح

    • زائر 2 زائر 1 | 11:29 م

      اتفق معاك و الصحفي خانه التعبير ما يصير تقول ( هل تفسد)
      وكلمه تفسد ما تنقال في مستويات الفنيه لكرة القدم

اقرأ ايضاً