العدد 46 - الإثنين 21 أكتوبر 2002م الموافق 14 شعبان 1423هـ

هاجس هجوم فيلكا يخيم على الأميركيين والكويتيين

عمران سلمان comments [at] alwasatnews.com

.

من الواضح ان الولايات المتحدة فوجئت بالهجمات التي استهدفت قواتها في الكويت في الثامن من الشهر الجاري، وأكثر من ذلك حجم التعاطف الذي لقيه منفذا هجوم فيلكا الكندري والهاجري، حتى ان كبرى الصحف الأميركية مثل «الواشنطن بوست»، كتبت تستغرب رد فعل الكويتيين على الحادث، سيما ان واشنطن هي التي حررت الكويت من الاحتلال العراقي قبل عشرة أعوام، وهي تضمن أمنها من ذلك الوقت.

أما الرئيس الأميركي جورج بوش نفسه فقد اضطر إلى وضع هذا الهجوم والانفجار الذي شهدته جزيرة بالي في اندونيسيا وأسفر عن مصرع أكثر من 180 شخصا وجرح المئات، والهجوم الذي استهدف الناقلة الفرنسية قبالة الشواطئ اليمنية، ضمن ما اعتبره سلسلة جديدة من أعمال الارهاب التي بدأت تنفذها شبكة القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن.

وقد أشاد هذ الأخير قبل أيام في رسالة (لا يعرف بعد مدى صحتها) بثت من مواقع على الإنترنت بهجومي اليمن والكويت، وتوعد بتنفيذ المزيد من الهجمات ضد المصالح الأميركية والغربية.

وعلى رغم الأثر الكبير الذي تركه انفجار اندونيسيا وكذلك الناقلة الفرنسية، فإن هجوم الكويت الذي أسفر عن مقتل جندي أميركي وجرح آخر، بالإضافة إلى مصرع المهاجمين، يظل الأخطر والأكثر حرجا بالنسبة إلى الولايات المتحدة سواء من زاوية وضعية التحالف بين البلدين، أو استهدافها جنودا أميركيين وفي منطقة مرشحة كي تكون ساحة حرب خلفية في حال تم إقرار شن عملية عسكرية ضد العراق.

بعض المراقبين يعتبرون ان الهجمات من هذا النوع مرشح للتصاعد وان الوجود الأميركي في الكويت سيشهد المزيد من التهديد، في حين قد تجد السلطات الكويتية نفسها أكثر فأكثر مضطرة للدخول في تصادم مع الجماعات القريبة من تنظيم القاعدة في الكويت. وعلى رغم وجود توقعات بأن يكون هذا الصدام عنيفا في شكله ومضمونه، فإن احتمالات التسوية بين الحكومة والإسلاميين تظل قائمة. ويميل البعض - وكاتب هذه السطور من بينهم - إلى ان التيارات الإسلامية البارزة في الكويت، سواء السلفيين أو الاخوان أو أولئك الموجودين في بعض المؤسسات الدينية الرسمية، ستجد الإمكان للتفاهم مع الحكومة عبر السماح من دون ضجيج باعتقال بعض الأشخاص وربما المجموعات المعروفة بتأييدها أو انتمائها إلى تنظيم القاعدة. ويعتبر موقف الإدانة للهجوم الذي أجمعت عليه الجمعيات السياسية الكويتية، بما في ذلك الجمعيات الإسلامية، الضوء الأخضر الممنوح للحكومة في هذا الصدد.

لكن هذه التسوية ليس من شأنها مع ذلك ان تحل المشكلة أو تبدد الخشية. وفي هذا الإطار تقول الأنباء القادمة من الكويت إن الغربيين عموما تساورهم الكثير من المخاوف المتعلقة بالأمن، وقد ألغت عدة سفارات وجمعيات غربية نشاطاتها العلنية منذ الهجوم على قوات المارينز في الثامن من الشهر الجاري. في حين شددت إجراءات الحراسة حول منشآت النفط والمدارس الأجنبية والمصالح الغربية بالإضافة إلى الشخصيات البارزة في الأسرة الحاكمة والسفارات الكويتية في الخارج.

أما الجنود الأميركيون وعددهم حوالي عشرة آلاف جندي فقد وضعوا في حال تأهب عالية.

ويقول سفير غربي في الكويت لوكالة «رويترز» عن تأجيل تجمع خيري سنوي يشارك فيه آلاف الكويتيين والغربيين ان هذا القرار حكيم جدا، لأن على الغربيين ان يبقوا بعيدين عن الأنظار بشكل كبير هذه الأيام، بحسب وصفه.

وحتى الآن كان التركيز على التهديد الخارجي المتمثل في العراق، لكن الحكومة الكويتية بدأت تحول نظرها نحو الداخل. وفي هذا الصدد يقول مسئول أمني يتابع التهديد للغربيين ان «مصدر التهديد خارجي لكن هناك تحول بطيء نحو إدراك انه ربما يكون داخليا كذلك».

والحال ان المشكلة الجدية التي طرحها هجوم فيلكا وما رافقه هو انه إذا كان بالإمكان التعامل أمنيا مع بعض النشطاء المحسوبين على تنظيم القاعدة، فكيف سيكون عليه التصرف مع المشاعر الشعبية المعادية للولايات المتحدة، سيما مع نشوب الحرب. هذا التحدي لا تواجهه الكويت وحدها، وإنما يبدو ان الكثير من الحكومات الخليجية تواجهه أيضا بهذا القدر أو ذاك

العدد 46 - الإثنين 21 أكتوبر 2002م الموافق 14 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً