العدد 5240 - الثلثاء 10 يناير 2017م الموافق 12 ربيع الثاني 1438هـ

تراجع عدد طالبي اللجوء في المانيا بنسبة الثلثين عام 2016

تراجع عدد طالبي اللجوء الجدد في المانيا بنسبة الثلثين عام 2016 بالمقارنة مع الرقم القياسي المسجل في 2015، ما يخفف الضغوط عن المستشارة أنغيلا ميركل قبل أشهر من الانتخابات التشريعية.

وأظهرت أرقام نشرتها وزارة الداخلية اليوم الأربعاء (11 يناير/ كانون الثاني 2016) أن المانيا استقبلت 280 الف طالب لجوء جديد عام 2016، بالمقارنة مع 890 الفا في العام السابق حين فتحت المستشارة أبواب بلادها أمام المهاجرين.

وشكل السوريون العام الماضي 36% من طالبي اللجوء، يليهم الأفغان (17%) والعراقيون (13%).

وقال وزير الداخلية توماس دي ميزيير "هذا دليل على ان التدابير التي اتخذتها الحكومة الالمانية والاتحاد الاوروبي أتت بنتيجة (...) ضبط تدفق الهجرة والسيطرة عليه هو امر ممكن".

غير أن رقم 280 الف طالب لجوء خلال عام يبقى رقما تاريخيا بالنسبة لالمانيا، اذ انه أحد اعلى الارقام منذ إعادة توحيد هذا البلد عام 1990.

وشكل توافد مئات الاف طالبي اللجوء منذ صيف 2015، عاملا ساهم في قلب قسم من الرأي العام ضد المستشارة، ولو انها تبقى في موقع جيد بحسب استطلاعات الرأي للفوز بولاية رابعة خلال الانتخابات التشريعية المقررة في نهاية سبتمبر/ ايلول.

وكانت مسالة دمج المهاجرين الوافدين إلى المانيا حاضرة في النقاش السياسي. ومع الاعتداءات التي نفذها طالبو لجوء في المانيا، ولا سيما الهجوم الذي استهدف سوقا لعيد الميلاد في 19 كانون الأول/ديسمبر، انتشرت مشاعر الريبة والقلق حيال المهاجرين.

وتستغل حركة "البديل لألمانيا" اليمينية الشعبوية هذه المخاوف وقد حققت انتصارات انتخابية العام الماضي، وقد تدخل الى مجلس النواب في ايلول/سبتمبر في سابقة بالنسبة الى حزب مماثل في المانيا منذ 1945.

ويطالب الاتحاد المسيحي الاجتماعي، حليف ميركل المحافظ في بافاريا، بفرض سقف سنوي قدره 200 ألف طالب لجوء، وهو ما رفضته المستشارة على الدوام.

ويعود التراجع المسجل في عدد الوافدين عام 2016 بصورة خاصة الى اغلاق "طريق البلقان" وتوقيع اتفاق موضع جدل بين الاتحاد الاوروبي وتركيا بدفع خاص من ألمانيا في مارس/ آذار.

وعلى الصعيد الداخلي، شددت الحكومة شروط منح اللجوء، بما في ذلك للسوريين، فاعتبرت عددا من دول البلقان بلدانا آمنة، وتعتزم ضم بلدان المغرب أيضا الى هذه الفئة، ما يسهل إعادة أعداد من اللاجئين إليها.

وقالت جمعية "برو أزيل" التي تساعد اللاجئين منتقدة أن "التراجع الكبير في عدد طالبي اللجوء الجدد ليس مرده تحسن الظروف في الدول الأصل، بل سياسة إغلاق صارمة" للحدود الألمانية.

وتبقى أنغيلا ميركل معزولة في هذا الملف في اوروبا. وهي تطالب شركاءها بمزيد من التضامن، بعدما اتهمت بأنها وضعت باقي القارة الاوروبية أمام أمر واقع في خريف 2015 بفتحها ابواب بلادها أمام اللاجئين.

وقالت الاثنين مبدية أسفها "إننا بحاجة إلى مسئولية مشتركة في تحمل واجباتنا الانسانية، وهو ما يفتقر إليه الاتحاد الأوروبي حاليا بشكل صارخ".

وتابعت "حين ترفض بعض البلدان من حيث المبدأ استقبال لاجئين، فهذا لا يعطيني انطباعا بأوروبا تعمل بشكل جيد"، موجهة كلامها بصورة خاصة إلى بلدان شرق أوروبا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً